كشّ بره وبعيد!!
تعالوا نتحاسب..في نهاية كل بيدر، يتحاسب المالك والمرابع والحصاد والرجّاد والمخضّر وغيرهم من أصحاب الصنعة..ليأخذ كل ذي حقاً حقّه ، فإما أن تكون قسمة مرضية ومربحة للجميع وإما أن يعترفوا انه لم يطلهم الا “تعب بالهم” طوال سنة كاملة ..
قبل سنة منذ الآن ، حررنا البترول بكامل مشتقاته من “الجلن إلى الجلن”..وصرنا نشتريه بالسعر العالمي مضافاً إليه 40% ضريبة خاصة تذهب دعماً للخزينة ، وأبقينا على التوقيت الصيفي وخرجنا بالعتمة وأطفالنا لنوفر6 مليون ديناراً، ورفعنا الدعم عن سلع أساسية مع مطلع هذا العام، كما تمّ رفع الكهرباء على القطاعين الصناعي والتجاري في منتصفه، وبعد شهرين سيرتفع على المنزلي أيضا ، وتم رفع الرسوم على البطاقات الخلوية بما يزيد 45 من قيمة البطاقة كضريبة خاصة “لا طعم ولا لون ولا مبرر لها” ، ثم رفعتم ضريبة الملابس على الجمارك،وقريباً الخبز والمياه ورسوم الترخيص ..
فقد حصدتم في تسعة شهور 3 مليارات و700 مليون دينار دفعها الأردنيون للخزينة من ضريبة جمارك ومبيعات ودخل ومغادرة و”خلافه”..وهناك مليار و800 مليون مساعدات خارجية مقسّمة بين رائحة الريال والدرهم والدولار واليورو..( مجموع إيرادات الضرائب والمساعدات لوحدها = 5.5 مليار.تقريباً تغطي إجمالي النفقات الجارية لمدة سنة كاملة .. طبعاً الرقم (5.5)مليار هذا فقط (ضرائب ومساعدات) عدا إيرادات الإنتاج المحلي وعوائد التصدير وحوالات المغتربين والرسوم المدفوعة وعائدات السياحة والاستثمار وعوائد التخاصية…طيب كيف يتكاثر العجز اذاً؟؟؟ إذا كان كل شيء في هذا البلد مدفوع ثمنه حتى الكلام والهواء إما من جيب المواطن أو من مساعدات “الحبايب”..ولماذا نمرّ في ظروف اقتصادية استثنائية كما تروجون؟؟؟ ولماذا يتورّم الدَّين في وجه الميزانية مثل “أبو دغيم” في وجه رضيع؟؟؟
فبعد سنة من التقشّف والرفع والغاء الدعم على الأقل يجب أن نكون قد أطفأنا جزءاً كبيراً من ديوننا ،وحسنّا من ظروفنا المعيشية.. هذا إذا لم يكن لدينا فائض (كشّ بره وبعيد)!!.
ليس هناك أي تفسير لما يجري إلا احتمالين اثنين : إما أن الحصّاد والرجّاد والمرابع والمخضّر والمالك كل منهم كان يسطو على البيدر في ساعة غفلة ويملأ ما يحمله (فرج الثوب) وبالتالي راحت على الحراث الذين ألهوه في المحاسبة وأقنعوه بالخسارة …وإما أن هناك من يأخذ من رأس البيدر ع البارد المستريح..أثناء الهاء الحراث بالمحاسبة وإقناعه بالخسارة أيضا..
و ع الجهتين ..غطيني يا كرمة العلي بملحق الموازنة..