تقرير خطير وساخن وصل القصر فور عودة الملك من الخارج
وكالة الناس – كعادته دائماً.. وفي كل زيارة يقوم بها خارج الأردن، ورغم أن أجندته تزدحم بالمواعيد واللقاءات الرسمية، إلا أن جلالته لا ينقطع عن الاتصال والتواصل مع رئيس الحكومة ومدراء الأجهزة الأمنية للاستفسار عن أدق التفاصيل.
هي معلومات، يرويها لنا مطلعون.. في سفراته، كما هو عندما يكون في الوطن، لا يطبق جفن الملك، ولا تغمض عينيه، إلا بعد الاطمئنان على أحوال الأردن والأردنيين.
السبت، وقبل العصر بقليل، كانت طائرة الملك تحط رحالها على أرض الوطن.. حيث عاد جلالته من رحلة عمل رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، وإلى نيويورك، حيث ترأس جلالته الوفد الأردني المشارك في أعمال الدورة العادية الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وألقى خطابا في الجلسة الرئيسة.
وكعادته أيضاً.. وحال عودته إلى أرض الوطن، أول ما يسأل عنه جلالة الملك، هو أحوال الناس.. وفور أن تحط طائرته أرض المطار، يتوجه جلالته بالحال إلى مكتبه الرسمي، ليطلع على آخر التقارير الواردة، يمحص ويدقق، ويوعز للجهات المعنية بالتنفيذ.. نهج ملكي حصيف وحكيم.
وللمصادفة، وقبل موعد وصول الملك أرض المطار، كان مدير الأمن العام الفريق أول الركن توفيق الطوالبة يلتقي قبل الظهر وجهاء وشخصيات عامة ومواطنين من محافظة البلقاء، وبحضور المحافظ، حيث عُقد اللقاء في جامعة البلقاء، وأثناء مداخلات للمواطنين، طلب أحد المواطنين الحديث، موضحاً أنه يتحدث بإسمه وبإسم الحاضرين، وقال “هذه الحكومة أهلكت الأردنيين.. وستدمر البلد وتقعد على تلتها..وستدفع ثمن الإجراءات الاقتصادية وجبايتها للأموال، وهي -الحكومة- تدفع نحو الانفلات الأمني، وهذا ما لا يريده الاردنيون”.
وطالب المواطن المتحدث بأن يقوم مدير الأمن بتوصيل رسالتهم إلى الملك.. وكان لافتاً أن حديث المواطن نال إعجاب الحاضرين وحظي بالتصفيق.
الحديث الذي جرى ليس سهلاً، ومؤشراته تؤكد السخط الشعبي وعدم الرضا عن سياسة الحكومة وإجراءاتها، وخاصة أن مكان اللقاء، مدينة السلط، مسقط رأس رئيس الحكومة عبدالله النسور.
وحسب مصادر لها خبرة بعمل الجهات الأمنية، ليس شرطاً أن يكون مدير الأمن قد أوعز بتسطير تقرير ليحط على مكتب الملك بهذا الخصوص، وحيثيات ما جرى، فكل الأجهزة السيادية معنية بهكذا تفاصيل.. حيث أن الضرورة والواجب يقتضي إطلاع الملك وإحاطته بمثل هكذا تفاصيل، وإن كانت ذات المصادر تتوقع أن لا يغفل مدير الأمن عن هكذا واجب.
المصادر، تشير إلى أن تقريراً بمضمون ما حدث بالتفصيل في لقاء مدير الأمن العام مع أهالي محافظة البلقاء وصل إلى “القصر”، فيما لم توضح المصادر الجهة التي أبرقت التقرير.
وحول مدى تأثير مضمون التقرير على مصير الحكومة.. تشير المصادر أن التقديرات في هذا الشأن تعود لصاحب القرار.
