على السكّيت
لنرجع لموضوعنا….يدعي بريطاني ما بأنه حل لغز البيضة والدجاجة ومن سبق الآخر ، حيث أكد البروفسور جون بروكفيلد من جامعة نوتنغهام ان المكونات الوراثية لا تتطور خلال حياة الكائن وبالتالي فإن أول طير أصبح دجاجة وجد في البدء كجنين داخل البيضة.
على رقبتي ما فهمت أشي( مثلكم) ، إذ انطلق من فرضية ليثبت ما يعتبره مسلمة ، وهذا خلل منطقي واضح ،سأفترض ان البروفسور المذكور قد حل إشكالا تاريخيا عميقا ترك ندوبا ونتوءات متعددة الأحجام والأشكال والأنواع في التاريخ البشري ..حله لصالح البيضة، طبعا.
لكن البرفسور المحترم ترك لنا عشرات،وربما مئات الإفتراضات التي تبحث عن حل:
– هل كان يمكن للقسطنطينية مثلا ان تصمد أكثر أمام جحافل العثمانيين بقيادة محمد الفاتح، لو ان قادة الرأي آنذاك تركوا الجدل البيزنطي المعروف في الخلاف حول جنس الملائكة وموضوع البيضة والدجاجة ،وتفرغوا لوضع الخطط الكفيلة بالدفاع عن المدينة ؟؟
– قبل ذلك … ترى لو لم يختلف المسلمون في معركة صفين وانحازوا لجوهر مصلحة الدولة الناشئة بدل ان ينقسموا على موضوع أحقية الدجاجة على البيضة ام البيضة على الدجاجة ( علي ومعاوية)…. هل كانت الأمبرطورية العربية تبنى على أسس اكثرمتانة وتستمر حتى ألان ؟؟؟
– ولو أردنا تطبيق هذه النظرية لنحاول حل الخلاف الكبير بين فتح وحماس في فلسطين، فأننا سنقع في أشكال اكبر …
من البيضة ومن الدجاجة …. حماس ام فتح .. فتح أم حماس؟؟؟؟
العالم يحاول حل المشاكل والمسائل العالقة ونحن نختلق من كل مسألة محلولة ملايين المسائل العالقة التي تحتاج إلى مليار بروفيسور متفرع للنظر في مشاكلنا ومسائلنا .
اعتقد ان كبار تجار الدجاج في الأردن قد تبنوا هذه النظرية ، بدليل ان كرتونة البيض صارت اغلى من الدجاج.
بالمناسبة، فإن الدجاجة تبيض بيضة واحد وتقلق الحارة وتزعج الحارات المجاورة لتبلغ الجميع بأنها باضت، لكن السمكة تضع الالاف من بيض الكافيار الثمين على السكّيت.
كم جاجة تصرخ في الوطن العربي ، دون أن تبيض اصلا!!
ghishan@gmail.com