0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أقحوان الطرقات

لماذا عندما يحمل مسؤول غربي أو حتى ياباني شرقي.. مكنسته وينزل إلى الشارع يصل الخبر إلينا خلال ساعات ونفتح أفواهنا انبهاراً وإعجابا بتواضعه وإخلاصه..وعندما يقوم بذات الفعل “رئيس البلدية” أو “أمين عاصمة”..نحسّ أن الصورة متكلّفة وثقيلة ..وان “المكنسة” التي بيديه أثقل من “الكريك”نفسه…

 

الجواب لا يحتاج إلى كثير من التفكير ، ببساطة لأن الصورة هناك “طبيعية”..قد يلتقطها  شخص هاوٍ أو فضولي مرّ في الطريق صدفة وشاهد المسؤول يقوم بواجبه بصمت وسريّة فالتقط له صورة …أما هنا  فالتحضير للنزول يتم قبل أسبوع ، والترتيب المسبق للمكان والزمان والبقعة التي “سيكنّسها” عطوفته على قدم وساق.. كما يوكل الأمر إلى  أحد الموظفين للبحث عن مكنسة “لايقة” تليق بالرئيس أو الأمين، وآخر يكلف بانتقاء بدلة تناسب مقاسه..أما قسم الإعلام والعلاقات العامة فمهمته أن يرسل كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو الى الميدان ويحرص أن يتواجدوا تماماً على  البقعة المراد تكنيسها وذلك قبل وصول المسؤول بساعتين على الأقل،  في هذه الأثناء يتأكد المصورون أن البطاريات مشحونة و”الستاندات” ثابتة..بالضرورة يضع أحد الموظفين “كناسة مفتعلة ” باكيت دخان فارغ على شوية عشب وورق” ليكنسها الرجل أمام “الفلاشات” السريعة وبمختلف الأوضاع والوضعيات..

 

 

 

تناقض المشهد هو الذي يجعل المواطن لا يقتنع كثيراً بما يرى  ، يعني لا يستطيع ان يؤمن بمسؤول يرتدي البدلة البرتقالية وبيمينه “مكنسة” وفي نفس الوقت يرتدي نظارة شمسية ثمنها خمسمائة دينار…وينزل من سيارة “فور ويل” أو مرسيدس “أس 500”!!!..كما لا نستطيع ان يقتنع بمن ينظر إلى الناس والشوارع وحاجات السكّان من خلف نظارة معتمة..يستطيع أن يخدمهم على نور وشفافية..بينما حوله من المرافقين المهندمين ما يكفي استقبال رئيس جمهورية…

 

 

 

ولأننا لا نحُبّ أن نظلم أو نُظلم..كنا نتمنى ان تخرج هذه الأفعال أصيلة ،حقيقية تلقائية دون أخذ “فيلق” من المصوّرين والمجاملين والمجمّلين…هذه بلدنا..وخدمتها ليست استعراضاَ أو “منّة “من احد…وهذا الزي البرتقالي الذي لم يعتد إلا على الوفاء والإخلاص والعمل بصمت ، يليق بنا جميعاً كما يليق بأكبر شخصية مهما علت أو ارتفعت..لأنه زي الكادحين الشرفاء..ولأنه إقحوان الطرقات..

 

 

 

ليتنا نعمل لوجه الله..وخدمة للوطن..فقط …

 

عندها ستشتمّ الناس وحدها رائحة الوفاء والصدق والإخلاص  كما يشتمّ ياسمين أيلول..

 

 

 

احمد حسن الزعبي