0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

شعرة معاوية بين عمان ودمشق

 يبدو السؤال حساسا حول مآلات العلاقة بين الاردن وسورية،خلال العامين المقبلين،وعلى ضوء الاحتمالات التي يتم تقليبها بشأن سورية؟!
ملف العلاقات المؤجل تحت وطأة الحرب الداخلية، لن يتأخر طويلا،لاننا امام عدة سيناريوهات اولها يتعلق بصفقة السلاح الكيماوي وتوقف الثورة السورية والذهاب للتسوية السلمية في سورية، وهذا سيناريو يؤثر على الاردن ولابد من الاستعداد لنتائجه جيدا.
قد يؤدي هذا السيناريو الى بقاء الاسد في موقعه، وقد يؤدي الى رحيله.
سيناريو انفجار الوضع الاقليمي مجددا تحت وطأة اي سبب،سيناريو مطروح ايضا،اذ انهارت صفقة تسليم الكيماوي،وفي هذه الحالة سيجد الاردن نفسه امام توقيت حاسم يختلف عن المرحلة الفائتة، سواء باتجاه التغيير العسكري في السلطة في سورية، او باتجاه نشوب حرب اقليمية تمتد وتتوسع لاحقا لاعتبارات مختلفة،والحسم في سورية،له نتائج مؤكدة على الاردن وخاصرته الشمالية.
استطاع الاردن ان يبني موقفا سياسيا رماديا خلال العامين الفائتين،فلا هو ايد العمليات ضد الثورة السورية،مباشرة،ولا هو ايضا طرد السفير السوري في عمان تاركا شعرة معاوية،وبرغم الانتقادات لما يقوله السوريون حول تدفق السلاح والمقاتلين السلفيين عبر الحدود،واطلاق رسائل التهديد باتجاه الاردن،الا ان العلاقة بقيت في حدودها الدنيا ولم تتعرض الى انهيار كامل على المستوى السياسي بين البلدين.
التوقيت المقبل مختلف،لاننا امام عدة سيناريوهات،بعضها يؤدي الى بقاء الاسد وبعضها يأخذنا الى خروج ناعم للاسد،عبر عدم ترشحه او مغادرته طوعا،وفي كل الحالات فأننا امام سورية جديدة،وهي سورية قد تسلم من انفجار الحرب الكبرى،وقد تجد نفسها امام نظام سياسي جديد واعادة بناء،وقد تجد نفسها ايضا امام سورية مقسمة،والاحتمالات هنا لاتعد ولاتحصى،وهذا يقول ان العام المقبل سيأتي الينا بسورية جديدة.
تجنب الاردن لتداعيات الملف السوري،نجح حتى الان الى حد كبير،والارجح ان الشهور المقبلة ستأخذ سورية والمنطقة الى حسم للمشهد السوري بأتجاه احتمالات عدة،ولهذا فإن الاردن الذي تجنب قدر الامكان دفع فواتير كبرى بسبب الملف السوري،باستثناء تدفق اللاجئين والتحديات الاقتصادية والامنية،سيجد نفسه بعد قليل امام واقع جديد في سورية،اسوأ بكثير مما رأيناه،او افضل الى درجة ما.
هذا يعني ان العلاقات الاردنية السورية في طريقها الى اعادة التعريف في كل الحالات،ببقاء الاسد او برحيله،بحرب او سلم.
لااحد قادر في الاردن على معرفة المستقبل النهائي للازمة السورية،وهذا المستقبل سيلعب دورا في تحديد شكل العلاقة ومستواها وتداعياتها مع سورية،فقد نجد انفسنا امام واقع سياسي او عسكري،وقد نجد انفسنا امام واقع تضميد الجراح التي لحقت بدمشق الرسمية خلال العامين الفائتين،والارجح ان الاردن ايضا سيواجه في النهاية الملف المؤجل للعلاقات الاردنية السورية،بعد كل هذه الجدولة.
الذي سيجيب على السؤال الاردني،ما سنراه في سورية فقط.