الضجيج الغائب
جهود مقاومة التطبيع في الاردن فشلت جزئيا،ولم تؤد الغاية المقصودة منها،وعلى الرغم من المحاولات المبذولة نقابيا وسياسيا،وعلى مستويات النواب والاعلام وغير ذلك،الا ان قطار التطبيع يجري سرا دون ضجيج.
هذا امر محبط لان كل التحذيرات من التطبيع مع اسرائيل بقيت حبرا على ورق،والسلع الاسرائيلية تتدفق الى الاردن ،والسلع الاردنية تتدفق بسخاء ايضا الى اسرائيل،فوق الوفود السياحية وغير ذلك.
الذي يذهب ليراقب بعينيه جسر الشيخ حسين والمعابر الاخرى،سيعرف ان الحركة التجارية مرتفعة،ولم تتراجع ابدا،لا..تحت وطأة التحريم الديني،ولاعبر التحذير السياسي،ولا كل دعواتنا الحلوة والمرة معا اثمرت ردعا وخجلا وحياء وقليلا من الوطنية،وكأن الناس ملت من لحن العداء.
هل يمكن ان نرى ارقاما رسمية تكشف حجم الصادرات والواردات الى اسرائيل،ولماذا لم يتم التعامل مع ملف التطبيع من جانب النواب خلال الدورات العادية او غير العادية لمجلسهم بدلا من صمتهم المعيب؟!.
صلاحيات النواب تسمح للنائب بسؤال الوزراء المختصين عن كل تفاصيل التبادل التجاري،وقيمتها المالية،وشبكات المؤسسات والافراد الذين يسعون في مناكبها،ومناكب الاحتلال في فلسطين،وهذه وثائق لابد من توفيرها للنواب،عبر سؤال او استجواب نيابي.
إطلالة / بقية
بات خبرا عاديا ان تقرأ عن السلع المستوردة من اسرائيل ،خصوصا،الخضار والفواكه،ولم يعد احد يتوقف عند هكذا اخبار باتت مألوفة،كما ان تحول المستوردين الى موانئ فلسطين المحتلة،مر باهتا دون سؤال او جواب،بذريعة الاوضاع في سورية،وموانئ سورية.
ردود الفعل الباردة تكشف عن حالة من الفشل او الضعف،او قلة التجاوب من جانب اصحاب المصالح المالية،ويكشف موت الضمير سريريا.
رسميا لااحد يقف ضد التطبيع،غير ان قطاعات شعبية عليها واجب الوقوف في وجه التطبيع مع الاحتلال،ونرى هذه الايام،التهديدات للمسجد الاقصى تشتد بطريقة غير طبيعية،فيما نجد بيننا من يقبل على نفسه شراء سلع اسرائيلية ودعم الاحتلال اقتصاديا،ومن يبيع الاحتلال السلع ايضا،وهي مئات السلع،وغير محصورة بالمناسبة بالاصناف التي يجري التركيز عليها،في حالات كثيرة،والذي لايعرف عليه ان يعرف!.
لابد من اعادة ترتيب معسكر مقاومة التطبيع واحياء هذا المعسكر،حتى لايتلاشى جهده ويضعف تدريجيا،مع اشتداد موجات التطبيع وتسارعها،والمعادلة بهذا المعنى باتت عكسية،ولابد من ردها الى اصلها.
كأننا نعلن ان فكرة مقاومة التطبيع ماتت وانتهت الى غير رجعة،في ظل صمت الغالبية،وعدم اطلاعها على الحقائق المذهلة المتعلقة بالتطبيع الاقتصادي ومبالغه الفلكية التي قد لايصدقها احد،وفي ظل هذه اللامبالاة التي تراها بين الناس عند شراء السلع وعدم سؤالهم عن مصدرها!.
اسرائيل لم تقف على قدميها وتستمر حتى هذا الوقت،لولا ان كثرة منا ساعدها بالخيانة او التواطؤ او تلك اللامبالاة الآثمة.