تلولحي عرضين وطول
إنه فيلم آكشن أمريكي نموذجي ،سيحصل على الأوسكارحتما، بشرط أن تعترف أمريكا، ويعترف العالم معها ، بأنه فيلم ..مجرد فيلم، فيلم مجرد، وليس حقيقة واقعية ومعاناة يومية حية.
كما في الأفلام، يتواطأ المنتج والمخرج والممثلون جميعا(أبطالا وضحايا وكومبارس)ناهيك عن كتاب السيناريو والفنيين جميعا..يتواطأون جميعا مع المشاهدين، ويتفقون جميعا ، بأن ما يشاهدونه هو حقيقة مجردة ..مجرد حقيقة .
وكما في الأفلام، يتعاطى الجميع البزر والبوشار، وهم يستمتعون بهذا التواطؤ الكبير الذي نجح في ردم الهوة الفاصلة بين الحقيقة والخيال بين الواقع والإفتراض..بين الممكن والمستحيل..بين الشو إسمه والأبصر شو..بين،ظرف مكان ينصب على الجميع ويوفق بينهم، والفاعل ضمير مستتر ، يعرفه الجميع ، ويتواطأون على اخفائه، لغايات إضفاء المزيد من المتع السادية على حياتنا في هذه الكرة شبه الخضراء شبه المستديرة ..شبه الحمقاء.
لو ضرب الأمريكان سوريا ، لانتهى الفيلم سريعا قبل أن ينتهي البوشار ، ولما كان هناك استراحة بين الشوطين لتعاطي النسكافية ثلاثية المفعول، ولخفت المتعة ، ولوصلنا الى شهوة الدم سريعا ، دون حسحسة ولا دحمسة ولا مزيد من المازات والكرستا.
لو ضرب الأمريكان سريعا، لانتهى الفيلم، وعاد الجميع الى بيوتهم متحسرين على اسعار التذاكر الباهظة التي دفعوها، ولما شجعوا الآخرين على مشاهدة الفيلم ، ولم يحقق الفيلم الأمريكي الإيرادات المأمولة ، ولم يصل الى مرحلة الأوسكار ولا من يؤسكرون.
لكن الأميركان شاطرون ، وأبناء سوق واصحاب كار في استغفال الشعوب والتواطؤ مع حكامها ضد مصالحها الوطنية (مصالح الشعوب طبعا)، لهذا فإن معظم افلام الأكشن في العالم هي امريكية التمويل والتمثيل .
لذلك لجا الأمريكان الى تحويل مسار الفيلم الى الكونغرس، ومن يكنغرسون، واختاروا فترة عطلة المجلس لتطويل أمد الفيلم، وبالتالي تطويل مدة التشويق والترقب ورفع نسبة الدرينالين في العالم أجمع.
لو ضرب ضرب الأمريكان سوريا، قبل المرحلة الكونغرسية،لكانت الدالية تلولحت من زمان وصارت غصونها العالية واطية من زمان …….
اما حاليا فنستطيع ان نقول معا:
تلولحي عرضين وطول
تلولحي ما اقدر اطول.