للبيت الأبيض شيوخه المعممون
وكأن العدوان المرتقب ضد سورية، سيؤثر اصلا على النظام السوري،ونحن نعرف ان اي عدوان سيدمر الشعب السوري،وسيؤذي حياة السوريين،قبل النظام،والشعوب هي التي تدفع الثمن،وليس ادل على ذلك من حصار العراق،الذي لم يؤذ حكامه البعثيين،وتسبب فقط في قتل العراقيين؟!.
استدعاء هذه الحقيقة،واجب،في وجه تجار الدين الذين يفهمون دينهم عبثا،وهذا هو المعمم يوسف القرضاوي ،يقول ان الله يسخر الغرب كأداء من ادوات انتقامه،وهو هنا، يسوغ الاعتداء على الشعب السوري،باعتباره عملا ربانيا،وعلى اساس ان الله سخر واشنطن وغيرها،لمعاقبة النظام،بعد طول تأخير.
الشيخ الذي سقط سقوطا مدويا يتناسى ان المخطط تجاه سورية اعمق بكثير من نظرية العقاب والثواب التي يتبناها،انه مخطط تقسيم سورية وتفتيت البلد والشعب،وتدمير كل جوار اسرائيل.
لم لا،مادام بيننا من يجد مخرجا شرعيا ودينيا للاستغاثة بالاجنبي،وقتل السوريين،ولم يسأل الشيخ نفسه،سؤالا مهما قبل ان يقيء هذا الكلام،حول ما اذا كان النظام السوري ينتظر كل هذا الوقت لتلقي الضربة،وهل بقي رمز من رموزه في بيته او مكانه اصلا،حتى يتجلى الانتقام الالهي على يد واشنطن من النظام؟!.
الكل يعرف ان اي عدوان سيؤدي الى مقتل السوريين العاديين في المواقع المجاورة للقصف،وسيؤدي الى موجات هجرة ولجوء وتشرد،وربما يستغل النظام السوري العدوان لضرب مناطق مجاورة،لاتهام واشنطن،فيكون الشعب السوري هو من سيدفع الثمن في كل الاحوال،في دمه ومقدراته.
يأتينا الشيخ لينطق نطقا مرعبا،وكأن وحيا سماويا تنزل عليه،اذ تأكد منذ الجمعة،عبر اتصالاته العلوية، ان الله عز وجل قرر الانتقام من بشار الاسد ونظامه عبر واشنطن وتل ابيب،باعتبارهما اداة للانتقام،ولم نر اداة الانتقام هذه لا في فلسطين حيث الاقصى المهدد،ولا في غيرها من بلاد المسلمين،بل رأيناهما سببا في محن المسلمين ،فبأي حق يتجرأ الشيخ على رب العزة وينطق نيابة عنه مدعيا ان العدوان قراره وفعله وينسبه اليه؟!.
احد المعلقين على ذات طريقة الشيخ غير المحترم،يقول في موقع الكتروني مستدعيا نص حديث نبوي يقول ان الله ينصر الدين بالرجل الفاجر،في سياق الدلالة على ان الله سينصر الاسلام على يد واشنطن وحليفتها اسرائيل،عبر الانقضاض على سورية،ولاتعرف كيف يفسر هؤلاء نص الحديث وفقا لاهوائهم المريضة،وكيف ينطبق على حالة سورية؟!.
لماذا يراد الاعتقاد اننا امام نصرة للدين بينما الواقع يقول اننا امام مزيد من الدمار والخراب في سورية،وهل نص الحديث كان يعني الاستعانة بالفاجر والكافر،ولماذا تصح الاستعانة اذن بالكافر والفاجر في هذه الحالة،ولاتصح مثلا استعانة دول الخليج بالكافر والفاجر في تحطيم نظام صدام حسين،بعد احتلال الكويت،فأي انتقائية وتلاعب بوعي الناس الديني؟!.
يذهب آخرون بعيدا ليقولوا لنا ان مايجري في سورية دليل على ان السفياني وهو شخصية واردة في الاحاديث النبوية ستبرز بعد قليل،وسوف يدخل السفياني الاشقر الاحمر الازرق دمشق،واخرون يقولون ان السفياني سيخرج من دمشق،وفريق ثالث يقول ان المسلمين سيجتمعون في الغوطة ضد عدوهم،وهكذا تتم مطابقة كل علامات الفتن على هذه القصة،حتى تكون النتيجة ظن العامة اننا امام تنفيذ للقدر،ولايمكن الوقوف في وجه القدر طبعا.
الشيعة يقولون كذلك ان انقلابا سيحدث على بشار الاسد وسيأتي حاكم تابع للغرب،وان هذه من علامات ظهور المهدي خاصتهم،وهي ذات المشكلة التي نواجهها مع الجميع،سنة وشيعة،البحث عن نصوص وتأويلات لكل الفتن التي نراها،وشرعنتها،باعتبارها قدرا سماويا تم التبشير به مسبقا.
لم نتعلم من قصص سابقة في فلسطين والعراق ولبنان،وغيرها من دول ومازال نفر قليل معمم يتاجر بالدين،ويوفر تغطية وجدانية للعدوان والاحتلال،بل ان احد المعممين قال ذات لقاء انه لايمكن ان تنجح مقاومة الاحتلال الاسرائيلي،لان الله وعد اليهود بدولة في سورة الاسراء،ولذلك فأن من يموت قبل اوان الوعد الاخر للمسلمين اي زوال اسرائيل يكون ميتا وليس شهيدا،لانه يقاوم القدر،ولانه يتحدى ارادة الله،ولانه يفعل ماليس مطلوبا منه،في توقيت مناصرة لليهود وليس للمسلمين.جميل جدا؟!.
الذي تحققه ضلالات العلماء احيانا تعجز كل الاجهزة الامنية في العالم من تحقيقه،فماذا تريد واشنطن وتل ابيب اكثر من خروج شيخ خرف ليقول ان عواصم العالم التي تريد مهاجمة سورية هي من ادوات انتقامه،والشيخ ذاته سيرى اذا وقع العدوان ان السوريين العاديين هم من سيدفعون الثمن وليس النظام،ثم بأي حق تتم تغطية الاستعانة بالاجنبي،والعمالة له،بنص حديث يقول ان نصرة الدين تأتي على يد الرجل الفاجر،وهل تنطبق هذه التوصيفات على حالة واشنطن وتل ابيب معا؟!.
ليتك ايها الشيخ تنشغل بفقه الحيض والطهارة،وتكفينا شر ارذل عمرك.