الغرب يتريث بانتظار تقرير محققي الكيماوي في سورية
العسكرية التي يتوعد الحلفاء بها دمشق ردا على ما قيل إنها استخدمت سلاحا كيماويا أسقط مئات القتلى في غوطة دمشق قبل نحو عشرة أيام.
وأجبرت المعارضة البريطانية رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على انتظار تقرير مفتشي الأمم المتحدة قبل اتخاذ اي قرار حول هذا التدخل، بينما أعلن الأمين العام بان كي مون ان المفتشين سيغادرون دمشق غدا السبت ليتلقى تقريرا بنتيجة زياراتهم للغوطة الدمشقية المنكوبة.
وارسلت لندن “في تدبير وقائي” ست مقاتلات الى قبرص موضحة انه “لم يتم نشرها للمشاركة في عمل عسكري ضد سورية”.
وفي الوقت نفسه، اعلنت روسيا أنها سترسل بارجتين الى المتوسط “خلال الايام المقبلة” علما ان اربع مدمرات للجيش الاميركي موجودة في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، انه “لا يمكن التفكير” في أن تقوم بريطانيا بعمل عسكري ضد سورية، اذا كانت هناك معارضة قوية داخل مجلس الأمن الدولي.
واضاف ديفيد كاميرون وهو يخاطب مجلس العموم “ليس المطلوب ان نكون طرفا في النزاع، ليس الامر اجتياحا، ليس الامر تغييرا للنظام او حتى العمل في شكل أوثق مع المعارضة (السورية)، انه استخدام واسع النطاق لأسلحة كيماوية ورد من جانبنا على جريمة حرب لا اكثر”.
وامس، واصل زعيم المعارضة العمالية اد ميليباند “العازم على استخلاص عبر الماضي وخصوصا في العراق”، ضغوطه على الحكومة رافضا حتى الآن دعوة نوابه الى التصويت لمصلحة الطلب الحكومي.
وقال ميليباند “لا يمكن ان نطلب من مجلس العموم ان يوقع شيكا على بياض لرئيس الوزراء من اجل تدخله العسكري”، طالبا تقديم “أدلة مقنعة” تثبت مسؤولية النظام السوري.
واظهر استطلاع لمعهد يوغوف نشرت نتائجه صحيفة تايمز ان تأييد تدخل عسكري بريطاني في سورية تراجع من 25 % الثلاثاء الى 22 % امس، في حين ان تأييد المعارضة العمالية ارتفع من 50 % الى 51 %.
وفي محاولة لإقناع النواب الذين لم ينس عدد كبير منهم بمن فيهم محافظون تجربة الحرب في العراق، نشرت رئاسة الوزراء البريطانية امس الأدلة التي جمعتها اجهزة الاستخبارات البريطانية حول مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم وكذلك القواعد القانونية للتدخل.
ووفق هذه الوثائق فإن بريطانيا “سيسمح لها في اي حال” بالقيام بتدخل عسكري رغم عدم وجود توافق في مجلس الأمن الدولي وذلك “بموجب حق التدخل الإنساني”.
وفي نيويورك، اظهرت المشاورات التي جرت الليلة قبل الماضية حول مشروع القرار البريطاني الذي يبرر تدخلا عسكريا في سورية، الخلاف العميق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، اي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
واكد الرئيس السوري بشار الأسد امس ردا على التهديدات الغربية التي تستهدف سورية، ان بلاده “ستدافع عن نفسها” ضد اي اعتداء، حسبما أورد التلفزيون السوري الرسمي.
وبدأ النظام السوري الذي ينفي ضلوعه في الهجوم الكيماوي، اعادة نشر قواته في الساعات الـ48 الاخيرة وخصوصا في دمشق وحمص وحماة.
من جانبه، بعث رئيس البرلمان السوري برسالة الى نظيره البريطاني دعا فيها مجلس العموم الى إيفاد وفد من النواب البريطانيين لزيارة دمشق في اقرب فرصة ممكنة.
أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فلم يستقر رأيه هو الآخر حول ما اذا كانت فرنسا ستشارك في عمل عسكري ضد سورية، لكنه قال امس عقب اجتماعه بزعيم الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا إن حلا سياسيا للأزمة السورية سيكون ممكنا فقط اذا “تمكن المجتمع الدولي من وضع حد مؤقت لهذا التصعيد في العنف”.
وأكدت روسيا، وهي الحليف الدولي الرئيسي لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، معارضتها لأي تدخل عسكري في سورية، وقالت إنها بصدد ارسال قطعتين بحريتين – سفينة مضادة للغواصات وفرقاطة مزودة بصواريخ – الى منطقة شرقي البحر المتوسط.
وكان الرئيس الاميركي قد قال لهيئة الاذاعة العمومية الاميركية (PBS) إن إدارته لم تتخذ قرارا بعد حول ما اذا كانت ستتخذ اي اجراء لمعاقبة سورية، ولكن “ينبغي علينا اعتماد المعايير الدولية الخاصة باستخدام السلاح الكيماوي، ولا يوجد احد تقريبا يشكك في ان هذه الأسلحة قد استخدمت على نظاق واسع ضد المدنيين السوريين”.
واضاف الرئيس اوباما “لقد اطلعنا على كافة الأدلة، ولا نعتقد ان المعارضة كانت لديها اسلحة كيمياوية من هذا النوع”، قائلا إنه استنتج ان الحكومة السورية هي التي نفذت الهجوم الكيماوي قرب دمشق.
وتشير آخر استطلاعات الرأي الى أن غالبية الأميركيين لا ترغب في التورط عسكريا في سورية.
وكانت روسيا قد رفضت المسعى البريطاني الهادف الى استصدار قرار في مجلس الأمن أول من أمس، إذ قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف إنه لا يمكن لمجلس الأمن اتخاذ أي قرار حول إجراءات جديدة ضد سورية قبل ان يقدم المفتشون تقريرهم.
وقال الوزير الروسي “إن استخدام القوة دون موافقة مجلس الأمن يعتبر انتهاكا فظا للقانون الدولي وسيؤدي الى زعزعة الاستقرار في سورية وعموم المنطقة على المدى البعيد”.
من جانبها، انتقدت وزارة الخارجية الاميركية ما وصفته “بتعنت روسيا”، وقالت إنها لن تسمح للشلل الدبلوماسي ان يستخدم كدرع تختبئ خلفه القيادة السورية. – (وكالات وصحف)