تعديل حكومي بلا مفاجآت
تشاغل الأردنيون الشهور الفائتة بالتعديل الوزاري، يسمعون ويحكون عن تعديل حكومي مرتقب،تارة سيدخل النواب،وتارة لن يدخل النواب،تارة يقال إن التعديل لم يحدد توقيته، وتارة نكتشف واذ به جاهز يأتينا بغتة في يوم لا يعلم به إلا الله ثم الراسخون في العلم في هذا البلد.
التعديل على الحكومة كان بلا مفاجآت قياسا بالوقت الذي استغرقه واحتاجه،وهو اطول تعديل في تاريخ المملكة لان الحديث عنه بدأ منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة، والمتأمل لاغلب الأسماء يكتشف اننا بتنا نعاني من فقر دم مزمن فلا اسماء مهمة، ولا أسماء وازنة، و أغلب الاسماء ذات غايات محددة مابين رسائل الغزل لاتجاهات سياسية، أو ذات دلالات مهنية مجردة، و الحكومة بعد التعديل متعددة الهويات.
البلد مبدعة وعبقرية إلى درجة انها تسير بحكومة رشيقة او حكومة منفوخة، لافرق، وقد امضينا الوقت بحكومة قليلة العدد، تمددت البارحة فجأة ليتم تفككيك الحقائب، بعد لصقها طوال الوقت الفائت, ولكل شكل حكومي تبريراته.
لم يعد دخول الوزراء او خروجهم لافتا لانتباه الأردنيين،في ظل تراجع معايير التوزير،وفي ظل يأس الاردنيين من الحكومات التي تحولت الى شكل من اشكال الضغط على حياة الناس، في ظل الغلاء والتراجع الاقتصادي،وعدم وجود حبل سري بين الحكومات والناس،كما كان سابقاً،وهو حبل لم يفلح احد في ترميمه او رد الحياة الى عروقه.
توقيت التعديل غريب للغاية،اذ كيف يتم اجراء تعديل وزاري قبل الانتخابات البلدية بأيام،وهل يعقل ان يتم اجراء هذا التعديل قبل استحقاق مهم،ولماذا لم تنتظر الحكومة اجراء الانتخابات البلدية، ثم اجرت هذا التعديل ؟!.
التعديل كان باهتاً، ولم يكن له اي داعٍ،وتوقيته غير مناسب،في توقيت صعب نقف فيه امام انتخابات بلدية،وفي ظرف اقليمي متفجر يشي بحرب مؤجلة منذ زمن بعيد.
شد الانظار طوال شهور، والحديث حول شكل التعديل وتوقيته، لم يفض إلى أي نتيجة باهرة،وكان الاجدى ان تتمهل مراكز القرار فلا يجري التعديل على الحكومة نهائيا، أو ان يؤجل التعديل الى مابعد الانتخابات .
التعديل على الحكومة لم يأتِ بجديد بعد صبر كل هذه الشهور.