انتقام تأخر 4 سنوات بسبب “عين دينا” .. قصة قتل شاب وسط الطريق
وكالة الناس – “من أجل عين تسلم 1000 عين.. وعين قصادها حياة”.. تحذيرات جاءت من “شقاوة” وهو يحمل سلاحًا آليا على موقع فسيبوك، قاصدًا أخذ ثأر ابنة شقيقته التي فُقئت عينها على يد “زين العابدين” في مشاجرة بينه وبين العائلة، وتوفيت بعد الحادث بعامين إفي حادث صعق بالكهرباء في المنزل.
بعد تلك التحذيرات راح الشاب زين يبحث عن أهل الفتاة لإجراء جلسة صلح عرفية، لكنهم كانوا قرروا الانتقام، فانتهزوا فرصة تواجده بصحبة أصدقائه وهاجموه بالأسلحة النارية والبيضاء، ثم جردوه من ملابسه ومثلوا بجثته وسط الشارع بقتله وسط زغايد من أسرتهم.
انتقل محرر مصراوي لشارع محمد حمزة بمنطقة الرشاح التابعة لقسم بولاق الدكرور، جنوب محافظة الجيزة؛ داخل منزل متواضع كانت أسرة “زين العابدين”، (28 سنة)، التي جاءت من مدينة المنصورة بالدقهلية، قبل يومين تستعد لحفل “سبوع” مولوده “الخطيب” وسط فرحة غامرة، أنهتها خبر قتله وسحله على يد أولاد “دعبس”، بسبب خلافات سابقة، حسبما قال “يوسف ك.” أحد أقارب زين.
“كنا بنجهز لسبوع ابنه.. وكان رايح يجيب دبيحة” قالها “يوسف ك.” الشاب العشريني ودموعه تتساقط على خديه، وأضاف “منهم لله ماخلهوش يفرح بابنه.. ما اتصالح معاهم والخلافات دي اتقفلت، استفادوا ايه لما قتلوه.. لازم يتشنقوا”.
وقال أحد جيران المجني عليه: “يوم الواقعة كان قاعد على القهوة مع صحابه، لقينا ولاد دعبس جايين على القهوة ومعاهم أسلحة آلي وخرطوش وسنج وشوم، وبيسألوا على زين”.
وتابع: “حاول زبن الهرب بالصعود أعلى عقار ملك أحد أصدقائه وأثناء محاولته القفز لعقار مجاور اختل توازنه وسقط من الطابق الرابع أرضًا مصابًا بعدة كسور متفرقة بأنحاء جسده”.
وأضاف جار زين الذي كان شاهدا على الواقعة “بعد سقوط زين كبلوه بالحبال وسحلوه في الشارع، وفضلوا يضربوا فيه بالسنج والمطاوي، حتى وصولوا به لمنزلهم، وبعد التأكد من مقتله، بدأوا في التمثيل بجثته وسط الشارع، وخلال ارتكابهم الجريمة، تعالت الزغاريد من جانب سيدات عائلة “دعبس” فرحا بمقتله.
“عشان ربنا عايز أربي عيالي”.. يتذكر جار زين التي كان يقولها المجني عليه للمتهمين من أجل تركه، لكنهم كانوا يزدادون في ضربه، “كانوا بيضربوا فيه من غير رحمة.. بيقولهم عشان ربنا وهما مش سامعين له.. لا يمكن يكون دول بني آدمين أبدا”.
وأضاف الجار: “بعد قتل زين والتمثيل بجثته، تركوه ملقى وسط الشارع وفروا هاربين، ومنعوا الأهالي “اللي هيقرب هنقتله”، موضحا: “بائعة فاكهة حاولت ستر عورته، ووقفت أمامهم لتركه لكنهم هددوها”.
وتابع: “نقل الأهالي زين إلى مستشفى قصر العيني، حيث سارع الأطباء لإسعافه، إلا أنه فارق الحياة”.
وعن سبب الواقعة الأولى يقول “عم محمود” أحد الجيران: “منذ 4 سنوات كان أحد أقارب زين معزوما في فرح، وضرب نار مجاملة لكن طلقة تسببت في تصفية عين أحد أقارب المتهمين، وأدت إلى انفجار عينه وتهتك في عصب المخ، وأمسك به أهالي الشاب، وقطعوا يده، وبعد هروبه منهم استنجد الشاب بزين قائلا: “إلحقني يا زين ولاد دعبس ضربوني”.
وأضاف “عم محمود”: “انتقل زين ومعه سلاح ناري (فرد خرطوش)، وعندما وصل إليهم وجد عددا كبيرا من العائلة، ولترويعهم أطلق عيارا ناريا في الهواء لكن الطلقة أصابت فتاة تدعى دينا من أولاد دعبس كانت تقف في شرفة المنزل أدت إلى انفجار عينها هي الأخرى”.
وقال: “اجتمع أهل العائلتين وجلسوا في قعدة صلح، ترك على إثرها زين منزله وذهب إلى منزل والدته، وبعد أيام ألقي القبض عليه في قضية مخدرات، وقضت المحكمة عليه بالحبس 4 سنوات”.
وتابع عم محمود: “لكن بعد فترة تعرضت دينا التي فُقئت عينها منذ عامين لصعق بالكهرباء أثناء تشغيلها لمروحة في الشقة، ومنذ وفاتها يبحث والدها عن زين للانتقام منه لأنه يعتقد أنه المتسبب في وفاتها لإصابتها بالعمى”.
والتقط شاب طرف الحديث، محمود عبدالله، 25 سنة، صديق المجني عليه وقال: “زين طلع من السجن قبل المدة بتاعته، بسبب النقض اللي رفعه، لكن ما كنش يعرف أن أهل دينا بيتربصوا له عشان ياخدوا حقهم”، موضحًا أن زين لديه من الأطفال رحمة 4 سنوات، والخطيب 20 يوما فقط.
“أنا حذرته وقولتله يا صاحبي خلي بالك شقاوة خال العيال رافع صورة على الفيسبوك بتاعه وهو شايل سلاح وبيقول من أجل عين تسلم 1000 عين.. وعين قصادها حياة”.. كلمات قالها “محمد. م”، (31 سنة) وهو يغالب دموعه قبل أن يكمل: “زين قالي خليها على الله أنا عايز أعيش عشان أربي ولادي”.
وتابع “حاول يصالحهم تاني بعد ما سمع إنهم لسه شايلين منه لكن رفضوا، بالرغم من محاولته إجراء جلسة صلح عرفية يحضرها عدد من كبار العائلات لإنهاء الخلافات، لكنهم قتلوه”، وأضاف: “الحكومة هنا في كل حتة كل شوية يمسكوا حد فيهم، ومسكوا النهاردة 6، منهم لله ضيعوا بيت كامل، واللي عملوا ده لا أصول ولا حرفه”.
وأمرت نيابة بولاق الدكرور، أمس السبت، بحبس 3 أشخاص 4 أيام على ذمة التحقيق؛ لاتهامهم بقتل “زين العابدين” بعد سحله بشارع الثلاجة بمنطقة صفط اللبن، وضبط وإحضار متهمين آخرين.
ترجع الواقعة إلى تلقي الرائد محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، بلاغا بمقتل أحد الأشخاص نتيجة الاعتداء عليه بأسلحة بيضاء.
كشفت التحريات نشوب مشاجرة بالأسلحة النارية والبيضاء بشارع الثلاجة، بين الضحية “زين العابدين. ع”، 28 سنة، سبق اتهامه في قضية مخدرات، توفي في المستشفى متأثرا بإصابته بجروح نافذة وقطعية وطعنية بالجسم، وطرف ثاني كلا من: “صابر. م”، 58 سنة، سائق، “عز العرب. غ”، 30 سنة، منجد، و”صلاح. أ”، 17 سنة، حلاق.
وتمكن ضباط المباحث من ضبط المتهمين وبحوزتهم بندقية وفرد خرطوش، ومطواة و16 طلقة خرطوش، وأقروا بارتكاب الجريمة؛ انتقامًا منه لسابقة إطلاقه عام 2014 عيارا ناريا من فرد خرطوش كان بحوزته ابتهاجًا بحفل عرس محدثاً إصابة نجل وكريمة الثاني “صابر” برش خرطوش التي أودت بحياتها بعد عام.