0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

خبير ثورات!!

ولله الحمد..صار باستطاعة  أي مواطن عربي من المحيط الى الخليج،  ومن الخيمة الى الخيبة،  أن يصبح “خبير ثورات دولي” معتمد  ومصنّف ..يحمل شهادةً بلون الكفن ، مختومة بالدم، ومكتوبة “بخطّ الرقعة” تثبت اجتيازه للاختبارات المقررة بجدارة  واستحقاق ..لكثرة ما شاهد في سنوات عمره من اعتصامات، وانقلابات، وثورات، وحرق، وسحل، وتقطيع أشلاء، واتهامات، وتخوين، وتحالف، وانشقاق..لا بل أصبح  الوطن العربي كله  من منظور ساكنيه عبارة عن مختبر دم ،  والمواطن مجرد “فني مختبر”  يدخل عينات الدم في أجهزة الأمن المركزي ليقيس نسبة الفوضى في جسد كل وطن!..

 

 

 

بناء على ما سبق ، وانطلاقاً من خبرتنا المتواضعة ، أعتقد ان هذا الأسبوع هو أسبوع حاسم في تاريخ مصر..أما أن تصبح سوريا ، أو أن تبقى مصرا..فإذا استمر القتل والتنكيل والقمع سبعة أيام أخرى ، فحتماً سيطل مندوب أممي بحقيبته على المنطقة الأسبوع الذي يليه، يتبعه لجنة تحقيق دولية، وائتلاف معارض ،ثم تبدأ تتشكّل مؤتمرات تحمل “أصدقاء مصر”..ولمزيد من التشويق ، رئيس وزير بريطانيا “يفقع خطاباً” هنا..ورئيس خارجية فرنسا يعقد مؤتمراً صحفياً مثير للجدل هناك.. كيري يضع حطباً تحت القدر وينفخ على النار أمام الناس ..الكبار يتفقون على “اخضر إبراهيمي جديد” خبير جيّد بــ”الأقفال” السياسية لكن لا يملك مفاتيح الحل..وفي هذه الأثناء يكون عداد القتلى قد تضاعف ، العشرات تصبح مئات ،والمئات ألوف..

 

 

 

ولأن الصهيونية العالمية “أفضل سيناريست” على الساحة،  فأنها ستجعل الدول العظمى   تتّفق على الانقسام ، البعض دوره أن يلوّح باللجوء الى مجلس الأمن ..والبعض الآخر دوره ان  يستخدم “الفيتو”..والشعوب العربية “تكروع الفيمتو” وتتابع حلقة المساء من المسلسل المصري الجديد..مخيّمات في دول مجاورة ، لجوء هنا وهناك ومساعدات بسيطة لنازحين جدد لا يمتلكون الخبرة الكافية في النزوح..باختصار لم يتبق الكثير أمام “إسرائيل” ..فقط بقي أن تغيّر “بيجامة نومها”..وترتدي بسطارها وتتفضل بنقل “أثاثها العسكري” الى منزلها الجديد من النيل الى الفرات..

 

لا أدري لما كل هذه اللفة والدورة …فنحن لا نحتاج الى كل هذا المكر العالمي لنتقاتل ونرجع قبائل وتجمعات متناحرة نذبح بعضنا من اجل ناقة او “بريعص” ..فالعرب في تكوينهم النفسي والبدني لا يحتاجون أصلاً الى فخِّ ليقعوا فيه..

 

ببساطة لأنهم “واقعين” من أصله!!..

 

 

 

أحمد حسن الزعبي