مصر: دعم الأردن لنا يأتي عن طريق الملك لا الأخوان
لمصر بعد 30 يونيو، “مقدرة جدا”، لأن دعم ثورة 30 يونيو والاشادة بها وتقبلها من اطراف خارجية يكون أمرا في غاية الأهمية وتكون الدولة بانتظار مثل هذه الخطوات.
وأضاف خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة الغد “نعتبر ان زيارة زعيم بحجم الملك عبدالله الثاني، في هذه الأوقات التي شهدت ظروف عدم استقرار، ودعمه للثورة في مصر، لها تقدير كبير للغاية وهذا سيظهر في الفترات القادمة، كما نقدر ونشكر جلالته لحديثه بعد الزيارة بانه داعم لمصر بشكل مباشر وأساسي وانه لن يدخر جهدا في المساعدة على استقرار مصر لمستقبل أفضل”.
وفي تعليقه على رفض الاخوان المسلمين في الاردن لزيارة الملك قال : “لا أوجه أي رسالة للاخوان المسلمين في الأردن، ولا علاقة مباشرة لنا بهم، وأتصور أن الدعم الأردني لمصر لا يأتي عن طريقهم، بل عن طريق زيارة الملك”.
وتاليا نص المقابلة :
• كيف تصف الموقف الأردني الرسمي الداعم لما جرى في مصر؟
– زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني كأول زعيم عربي ودولي لمصر بعد 30 يونيو، “مقدرة جدا”، لأن دعم ثورة 30 يونيو والاشادة بها وتقبلها من اطراف خارجية يكون أمرا في غاية الأهمية وتكون الدولة بانتظار مثل هذه الخطوات.
حصلنا على دعم من جهات ودول كثيرة، عن طريق بيانات وزيارات لكبار المسؤولين، اضافة الى الدعم المادي والسياسي، لكن الزيارة الشخصية للملك جمعت كل ما سبق ذكره سويا، وعنت لنا دعما سياسيا على اعلى مستوى وتأكيدا على ان ما حدث أمر مرحب به وهو الثورة.
ونعتبر ان زيارة زعيم بحجم الملك عبدالله الثاني، في هذه الأوقات التي شهدت ظروف عدم استقرار، ودعمه للثورة في مصر، لها تقدير كبير للغاية وهذا سيظهر في الفترات القادمة، كما نقدر ونشكر جلالته لحديثه بعد الزيارة بانه داعم لمصر بشكل مباشر وأساسي وانه لن يدخر جهدا في المساعدة على استقرار مصر لمستقبل أفضل.
• جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اعلنت رفضها لهذه الزيارة، ما تعليقكم كسفارة، خاصة وأن “إخوان الأردن” نظموا أكثر من تظاهرة لدى أبواب سفارتكم؟
– لا أوجه أي رسالة للاخوان المسلمين في الأردن، ولا علاقة مباشرة لنا بهم، وأتصور أن الدعم الأردني لمصر لا يأتي عن طريقهم، بل عن طريق زيارة الملك.
كما أن متضامنين مع مرسي يتظاهرون في بلدان أخرى مثل تركيا، وهذا يعتبر شأنا داخليا لكل دولة، سواء سمحت لهم بالتظاهر أو لا.
• بعد تغيير الحكومة في مصر هل تتوقع تحسنا في العلاقات الأردنية المصرية التي شابها بعض الجفاء خلال حكم الرئيس المعزول مرسي؟
– علم السياسة يقول، ان دول الجوار دائما هي الأهم، والتاريخ أثبت أن علاقة الأردن ومصر متشابكة ولها ابعاد كثيرة، وتتجه من افضل الى افضل، وفي الفترة القادمة اتوقع ان تشهد تعاونا وتحسنا كبيرا في مختلف الملفات اقتصاديا وسياسيا وبخصوص عملية السلام.
كما ان وزير الخارجية نبيل فهمي سيقوم بزيارة تشاورية الى الأردن قريبا، بعد عطلة عيد الفطر، وسيتناول خلالها معظم القضايا السياسية والاقتصادية، وسيلتقي الملك اذا سمحت ظروف جلالته، وسيكون لقاء مهما وحيويا للاستماع لوجهة نظر جلالته في امور كثيرة، من المهم للوزير الوقوف عليها بشكل واضح، كما سيلتقي وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة وسيبحث معه العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
• بعد الانفجار الأخير لأنبوب الغاز لم يستأنف ضخ الغاز للأردن لغاية اليوم، ما السبب؟
– سيتواصل ضخ الغاز في الفترة القادمة بمعدل جيد، ولا نستطيع تحديد الكمية الآن بسبب بعض الأمور الداخلية والفنية، عند تفجير خط الأنابيب كان هناك تقديرات من جهات فنية بأن إصلاحه سيستغرق من 10 ايام الى اسبوعين، لكن الوقت طال عن ذلك، لأن الظروف الأمنية في منطقة الأنبوب، مثل مكافحة ارهاب ومطاردة بعض الجهاديين أدت الى تعطيل اصلاحه، وعند الانتهاء من ذلك سيضخ الغاز للأردن بمعدلات جيدة.
• لقد كان تدفق الغاز المصري متذبذبا خلال الأعوام الأخيرة بعد ثورة 25 يناير بسبب التفجيرات وأسباب أخرى، هل تتوقع عودة الضخ إلى مستواه الطبيعي وأن تتوقف الذبذبة التي أصبحت سمته السائدة؟
– سبب الانقطاع وانخفاض الكميات سابقا يعود لشقين، الأول فني خاص بالأنبوب نفسه، والثاني يتعلق باستخدام الغاز في مصر، فمحطات الكهرباء تعمل اما بالغاز الطبيعي او بالديزل ونتيجة لنقص الديزل لم يكن هناك بديل سوى الاعتماد على الغاز، ما ادى لنقص كميته المصدرة، ليس فقط للأردن بل لاسبانيا ايضا، وحتى في فترات انقطاع الغاز كان هناك تفهم من قبل القيادة الأردنية ونشكرها على ذلك، وسيعود الضخ لمعدلات اكثر من السابق، وستكون معدلات مرضية للاحتياجات الأردنية والمصرية.
• كيف تقيم العلاقات الشعبية المصرية الأردنية في الوقت الراهن؟
– الشعب الأردني مهتم كثيرا بما يجري في مصر، والاطمئنان عليها، وهنا أوجه رسالة إلى المواطن الأردني بأن يطمئن وسيجد مصر في المستقبل القريب أفضل حالا مما كانت عليه.
لقد لمست تعاطف قطاع عريض من الأردنيين مع ثورة 30 يونيو ويؤيدونها بشكل كامل، لذا نرى في الشعب الأردني ليس فقط شقيقا انما نرى في الأردن امتدادا لمصر والعكس صحيح.
• كيف تصف الوضع الذي آلت إليه الأمور في مصر الآن؟
– قبل 30 يونيو (حزيران) الماضي، كان هناك دعوات من جهات مختلفة، بأن اسلوب الاخوان بالحكم، سيؤدي إلى استحواذهم على الحكم واقصاء الكثير من التيارات السياسية.
وفي تلك الفترة، كان يجب عليهم أن يغلبوا المصلحة العامة وينظروا الى ادارة مصر كمسألة مشاركة وليست مغالبة، بمعنى ان هناك تيارات اخرى، وان لا تيار او فصيل يستطيع ان يحكم دولة بحجم مصر بالأسلوب الذي كانوا يتبعونه، وبالتالي كانت تجربة الاخوان سلبية، لأنهم لم ينجحوا في فهم الرسالة وهي انه على الجميع المشاركة في حكم مصر.
السلبيات كثيرة، ولن أعددها الآن، إنما في النهاية فان الشارع المصري توصل الى انه لن يستطيع الاستمرار مع حكم الإخوان بهذه الصورة، كنتيجة لتقييم اغلبية الشعب لفترة حكم مرسي التي امتدت لمدة عام، على انها لم تكن جيدة.
30 يونيو، اظهر جموعا من الشعب المصري رافضة لحكم الاخوان، وقبل هذا التاريخ كانت هناك دعوات من أغلبية التيارات السياسية لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة، واستفتاء على استمرار مرسي، ولكن للأسف رفضت الجماعة وكانت النتيجة ان الشعب نزل يوم 30 وأصر على ان هذه نقطة فاصلة في حياة مصر السياسية.
كما ان خطابات مرسي قبل 30 يونيو كان فيها رفض للمبادرات والطلبات، ومن بينها طلب رئيسي لاجراء انتخابات مبكرة، واقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة واقالة النائب العام.
لكن ما لم يستوعبه الكثيرون ان ما تقبل به بمرحلة ما، ليس بالضرورة ان تقبل به بأخرى، لأن موازين القوى تتغير على الأرض، وبالتالي سقف التطلعات يزيد الى ان يصل بأغلبية الشعب للنزول والمطالبة برحيل الرئيس واجراء انتخابات مبكرة.
أما بعد 30 يونيو، وهي المرحلة التي نشهدها الآن، فهناك إصرار وقناعة لدى التيار الاسلامي بما فيه حزب النور السلفي، ان هذا هو انقلاب على الشرعية، ويجب عودة مرسي والعمل بمؤسسة الدولة وعلى رأسها مجلس الشورى، وبالطبع فهذا التيار مسؤول عن قناعاته.
التيار الاسلامي والاخوان اعتصموا في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وهم يتحدثون عن مظاهرات سلمية، انما الشواهد وبعض الدلائل تؤكد وجود أسلحة لديهم، ومحاولة لتعذيب بعض الأشخاص في الميدانين، ونتيجة لهذا فان الجيش على لسان الفريق اول عبد الفتاح السيسي طالب الشعب بتفويضه لاتخاذ الاجراءات اللازمة للتعامل مع الارهاب والعنف، المشكلة ليست فقط في الميدانين ولكن في سيناء بوجود جماعات ارهابية كثيرة، وحادثة انفجار قنبلة في الدقهلية بالمنصورة مؤخرا.
• ما هي السبل المتاحة للجيش لفض اعتصامي رابعة والنهضة، والى اين قد تصل الأمور ان لم يتم فضهما سلميا؟
– لا بديل سوى اقناع المتظاهرين بفض اعتصامهما، وان لم يقتنعوا فان الحكومة قامت بالأمور التالية على مرحلتين، الأولى ان الجيش المصري طلب تفويضه للتعامل مع العنف والارهاب، ومؤخرا التفويض الممنوح من رئيس الوزراء لوزير الداخلية لاتخاذ ما يلزم من اجراءات وفقا للدستور والقانون.
وهنا يجب ان نوضح ان اي فض للاعتصام سيكون وفقا للقانون والدستور، بمعنى ان يخرج الاعتصام عن نطاق السلمية وان يؤدي الى شلل لمسيرة الحياة والحركة الطبيعية وتضرر مواطنين، ويوجد الآن اكثر من مائة بلاغ من سكان رابعة امام النيابة بتضررهم من هذه الاعتصامات وكذلك اصحاب المحلات التجارية.
في ذات الصدد، فان منظمات غير حكومية وتيارات سياسية اعربت عن استعدادها لدخول منطقة رابعة والتأكد من وجود اسلحة من عدمه، لكن ما نعلمه ان منظمي الاعتصام رفضوا المبادرة.
نحن أمام وضع دقيق للغاية، متظاهرون مصريون في رابعة واخرون مصريون ايضا ومتضررون، لذا هناك موقف للدولة، فهي لا تستطيع غض الطرف عن حدوث انتهاكات في الاعتصامات وخروجها عن السيطرة، والدولة ليس امامها خيار سوى الوصول لطريقة ما لفض الاعتصام، وهي تفضل الطرق السلمية او اقناع المتظاهرين بالتخلي عن أسلحتهم في حال وجودها.
• هل تتوقع أن ينفض الاعتصام بطريقة سلمية؟
– لا أحد يستطيع التوقع الى ما ستؤول اليه الأمور، الا اني اؤكد ان الحكومة ستستنفد كل الطرق لفضه بطرق سلمية.
• إقليميا، وحول التطورات في عملية السلام، واستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وسط غياب مصري، هل تنوي مصر اعادة الانخراط في عملية السلام وفي أمور إقليمية أخرى غابت عنها مؤخرا لانشغالها بأوضاعها الداخلية منذ عامين ونصف؟
– بالنسبة لعملية السلام فهناك دعم مصري كامل لجهود الأردن في احيائها، ودور الملك عبدالله الثاني معروف لدى الكل وأنه يبذل كل الجهد الممكن لاقناع الطرفين بالجلوس على مائدة المفاوضات، كما أن بدء المفاوضات المباشرة يعود جزء منه الى فضل الملك، ومن المؤكد انه سيكون هناك تنسيق بين عمان والقاهرة بهذا الصدد.
لا اقول ان مصر غابت، بل كانت مشغولة بشؤونها الداخلية ووضعت بعض الأمور على درجة مختلفة بسلم الأولويات، الا اننا لا نعتبر عملية السلام مسألة اقليمية فقط، بل داخلية مصرية، لقد تركز الاعلام والاهتمام بما يجري في مصر، ولكن دورنا كان ثابتا وموجودا.
في الفترة القادمة سنرى انخراطا مصريا كما كان في عملية السلام بشكل مباشر، وقد زار الرئيس محمود عباس قبل أسبوع القاهرة.
• ماذا عن أنفاق غزة وهدمها، وتأثير ذلك على سكان القطاع؟
– كانت الأنفاق صداعا كبيرا جدا، والقوات المسلحة حاليا تقوم بعملية جبارة لهدمها، لكن يجب أن يعلم الجميع اننا لا نسعى من وراء هدم الأنفاق الى خنق غزة او منع وصول الامدادات والمساعدات، بل نحاول منع وصول الأسلحة وما شابه من مصر الى غزة والعكس صحيح، ولن تؤدي هذه العمليات لقطع حركة التجارة مع غزة المستمرة عن طريق المعابر.
ويجب ان تتفهم حماس ان ما نفعله هو للأمن القومي المصري، واذا كانت لديها رؤية حقيقية وواضحة فستتفهم ذلك.
• كيف تصف علاقة الحكومة المؤقتة الآن بحماس؟
– الحكومة الحالية لديها تواصل مع الكيان الشرعي في فلسطين، وهو الرئيس ابو مازن وحكومته، أما مع حماس فلا أتصور أن هناك تواصلا حاليا بشكل مباشر على المستوى السياسي، الا ان مصر دولة كبيرة ودائما تنظر لاشقائها بشكل متفهم، لذا اعتقد ان فكرة القطيعة او العلاقات السيئة غير واردة في السياسة المصرية التي تسعى دائما لتحقيق مصالحها في الأول، ومصالح الأطراف الأخرى وفقا للقانون بما لا يضر بالأمن القومي المصري.
• ما هو الموقف المصري من سورية حاليا؟
– لم ولن يتغير، موقفنا هو الحل السياسي والتسوية السلمية للأزمة السورية أمر لا مفر منه.. ندعم الشعب السوري ومع قراره، ومصر منخرطة بشكل مباشر وكبير في المسألة السورية، ونرى أن أي حل يجنب سقوط ضحايا وسفك دماء ستكون مصر أولى الدول المؤيدة له، كما ان مصر من الدول التي تستضيف اعلى اعداد من اللاجئين السوريين قياسا بالبعد الجغرافي.
• بماذا تصف يوم 30 يونيو؟
– 30 يونيو له مزايا كثيرة فقد أثبت وأكد أن الشعب لن يعود لما كان عليه قبل 25 يناير، ولن يقبل أن يتم حكمه بحكم غير ديمقراطي، وعليه فان اي شخص سيأتي في المستقبل، ايا كان انتماؤه السياسي يجب عليه ان يحقق تطلعات ومطالب الشعب ليحظى بدعمه، واذا حاد عن الطريق السليم فستكون النتيجة قيام الشعب باستبعاده.
• هل هناك استحالة ان يعود مرسي كرئيس وفقا لمطالبات المتظاهرين المطالبين بذلك؟
– الواقع يقول ان هناك رئيسا مؤقتا في مصر، وحكومة، وخريطة طريق لا تتضمن عودة مرسي، ولكنها لا تقصي أي تيار، بما فيهم الإخوان من المشاركة في الحياة السياسية، وعليه فهم يستطيعون المشاركة في تعديل الدستور، والانتخابات البرلمانية والرئاسية، مرسي قد يعود إلى الحياة السياسية إذا برأته المحكمة، ليعود كمواطن عادي ووفقا للقانون وضوابطه.