السطر الملغوم في كلام المعشر
لم يكفر الدكتور مروان المعشر،سياسياً،اذ قام بتحليل اداء البرلمان،متوقعا حل النواب،والمعشر تعرض الى حملة قاسية من جانب النواب،هذا على الرغم من انه قام بالتعبير عن رأيه سياسياً في نهاية المطاف،ولم يجرح احداً.
لماذا يتم احتمال الاعلام والنقابات والشخصيات السياسية والحراكات في البلد،حين تنتقد مجلس النواب،ولايتم احتمال شخصية مثل د.مروان المعشر،والرجل ذاته تطرق بأدب بالغ في مقابلة صحفية الى ما يراه من مآلات الحياة السياسية في الاردن؟!.
رئيس مجلس النواب السابق عبدالكريم الدغمي اعتبر في رده ان المعشر كان احد الذين دمروا مؤسسات البلد،ولاتعرف كيف دمر المعشر البلد،فهو لم يتولَّ اي موقع له علاقة بتدمير البلد،لا سياسيا ولااقتصاديا،بل اختصر «المقاهرة» في عمان,وغادر البلد.
لعله على العكس كان يسعى لاصلاح البلد،من داخل المنظومة الرسمية لامن خارجها،ولا عبر معارضتها او مهاجتمها او مناددتها،ولعل احباطات الرجل من «الانقلابات الناعمة» على الاصلاح،بحاجة وحدها الى مجلدات كذات مجلدات الاجندة الوطنية الموؤدة.
رئيس مجلس النواب الحالي المهندس السرور قال ان كلام المعشر لايستحق الرد،وان النواب لاينتظرون تقييماً من مركز كارينغي في واشنطن الذي يتولى فيه المعشر موقعاً مهماً،ولاتعرف ايضا لماذا يتوتر رئيس النواب من كلام لسياسي اردني سمع النواب اضعافه وبشكل جارح من فعاليات كثيرة،الا اذا كان لون الرجل السياسي وأُفقه هو الذي جلب هذه الحملة.
كل القصة تتعلق فعليا بسطر معين،ورد في مقالة د. مروان المعشر،اذ قال انه ينوي العودة الى الاردن وتأسيس تيار اصلاحي سياسي واسع،قد يتحول الى حزب لاحقا،وهذا السطر هو الذي اثار موجة غاضبة في الظلال ضد الرجل،وفتح النار عليه من اتجاهات مختلفة،والرسالة الفعلية للمعشر تقول:اياك ان تعود لبناء تيار سياسي واسع في الاردن.
الذين دمروا البلد،نعرفهم بالاسم،والمفارقة ان كل الهجمات في البلد،هي ضد الذين لم يدمروه فعليا،للتغطية على الذين دمروه فعليا،واذ نستعرض اسماء كثيرة،نكتشف ان من يتم تلطيخ سمعته بالفساد وترويج صورة فاسدة له،قد لايكون فاسداً فعلياً،لكنه يتم التضحية به كبش فداء نيابة عن الفاسدين الاصليين،والقصة تمتد الى اسماء كثيرة،تدار ضدها حملات تصفية سياسية،بدلا عن اسماء اخرى.
المعشر قال في مقابلته ان مجلس النواب غير عادل في تمثيله،وانه يتوقع ان لايستمر المجلس حتى نهاية مدته،وكلامه تحليلي يخضع للرد،لا للتجريح والاهانات،فيما الرد عليه من جانب النواب اتسم بالتحامل والتجريح الشخصي والاساءات،ولم نسمع من النواب ردود فعل عاصفة على من يتظاهرون في كل مكان ويتهمون النواب بتهم يخجل المرء من كتابتها.
انه السطرالذي جلب هذه الحملة على المعشر،والسطر الذي قيل من الولايات المتحدة،قد يفهمه البعض في غمرة التأويلات انه يخفي توجيها من واشنطن لاقامة مثل هذا التيار السياسي في الاردن،لمجرد عيش المعشر في واشنطن او علاقته بواشنطن.
هناك تحسس داخلي من كل الشخصيات التي تتفهم ذهنية الغرب،عموماً،فيتم تقريبها في مراحل ارضاء للغرب،وحرقها لاحقا،كما هو حال سلسلة طويلة من الاسماء،وهذا فن سياسي محلي عز نظيره في المنطقة،وذات التحسس ينسحب على كل شخصية تطرح رؤية بخصوص عدالة التمثيل السياسي.
ليعذرنا النواب اذ ان حملتهم على المعشر،لاتصمد في مشروعيتها امام أدب المعشر السياسي،وحقه في الكلام ايضا،والواضح ان كل الحملة جاءت فعليا ردا على السطر الملغوم في مقابلته الاخيرة.
الحملة تأتي من باب التراسل عن بعد،بعد أن بات صعبا التراسل عن قرب!.