0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

المفرق: 120 ألف سوري و 80 ألف أردني

 الدامية في سورية، ما دفع بموجات كبيرة من السوريين إلى المملكة، تركز قسم كبير منها في محافظة المفرق.
وتقترب أعداد المواطنين الأردنيين في بعض مناطق المحافظة من أعداد اللاجئين السوريين، أو قد توازيها أحيانا، بحسب مواطنين يؤكدون ضرورة أن تعد الإدارات الحكومية العدة للتعامل الإيجابي مع التغير الديموغرافي في المحافظة، تلافيا لآثاره السلبية.
ويرى رئيس بلدية المفرق الكبرى المهندس نايف المشاقبة أن وجود زهاء 120 ألف لاجئ سوري ينتشرون في جميع المناطق التي تتبع بلدية المفرق مقابل 80 ألف مواطن أردني في نفس تلك المناطق، من شأنه أن يترك أثرا في عملية التنوع الثقافي والاختلاط الديموغرافي في هذه المناطق.
ويقول خلف عشوي من منطقة سما السرحان إن سكان منطقته باتوا معتادين على مشاهدات لم تكن مألوفة قبل دخول اللاجئين السوريين الى المدينة، ويضرب مثلا على ذلك بركوب الزوجة السورية للدراجة خلف زوجها، فضلا عن خروج النساء للمشي وحالات التنزه المسائية التي تترافق فيها الأسرة السورية في شوارع البلدة، وهو ما يعتبره مشهدا غريبا في المنطقة.
ويوضح علي سالم السرحان من منطقة مغير السرحان التي يتواجد فيها زهاء 5 آلاف لاجئ سوري، أن تشابكا قد حصل بين اللهجات الأردنية والسورية، وهو ما بدأ يدخل مصطلحات من اللهجة السورية على لهجة سكان المنطقة.
ويلفت مروان عبد المجيد من الحي الجنوبي في مدينة المفرق إلى أن تأثير التغير الديموغرافي بدا واضحا من خلال إطلاق أسماء بعض المدن السورية “عرفا” على بعض الشوارع، مثل شارع درعا أو حمص، فضلا عن انتشار تسمية بعض المحال التجارية بأسماء سورية مثل “باب الحارة” أو “الكبة الشامية”، وغير ذلك من المسميات.
ويرى عبد المجيد أن الاختلاط الحاصل بين الاردنيين والسوريين بخاصة بين الأطفال من خلال اللعب وكذلك بين النساء من خلال التواصل الاجتماعي وانتشار العمالة السورية في كثير من المحال التجارية وحضور حفلات الأعراس التي يقيمها السوريون بفلكلورهم الشعبي، ترك أثرا في عادات السكان، معتبرا أن الإنسان قابل للتأثر بما يجري حوله.
ويحذر المهندس هايل العموش من الارتفاع الكبير في أجور المساكن بسبب انتشار السوريين بشكل كثيف في مدينة المفرق، ما سيؤدي إلى عجز كثير من الشباب الأردنيين المقبلين على الزواج من الحصول على شقة تتناسب ومقدرتهم المالية.
ويعتبر العموش أن زيادة عدد سكان مدينة المفرق من 100 ألف مواطن إلى نحو 250 ألف نسمة بعد دخول اللاجئين السوريين إليها، يعتبر عاملا فعالا بإحداث التنوع السكاني بكل معنى الكلمة، وما له من آثار سواء الإيجابية منها أو السلبية، مشيرا إلى أن مزاحمة السوري للمواطن الأردني في مجال العمل ستترك أثرا سلبيا يدفع بزيادة معدلات البطالة والفقر بين السكان.
ويلفت مواطنون في بعض مناطق محافظة المفرق إلى أن ارتفاع وتيرة حركة المشاة في طرقات مناطقهم وفقدان بعض المواد التموينية من المحال التجارية، مشاهد تركت بصمتها الجديدة على المدينة، داعين إلى ضرورة مراعاة تلك الظروف وتطوير مختلف القطاعات الخدمية والتجارية لتتواكب مع هذه المتغيرات الطارئة.
ويبين مواطنون أن مزاحمة اللاجئين السوريين للمواطنين الأردنيين في المفرق لا تقف عند حد فرص العمل أو الضغط على القطاعات الصحية والخدمية، بل تخطتها لتصل إلى اكتظاظ أسواق المؤسسات المدنية والعسكرية بالمشترين السوريين، لافتين إلى أن ذلك دعا بعضهم إلى التوجه لأسواق خاصة هربا من الزحام.