وكالة الناس – لأول مرّة أقرأ «يافطة» بالشوارع تبدو « شتيمة». فقد اعتادت الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة ان «تدلّل» المواطن بعبارات و»دعايات» لطيفة واحياناً تحمل قدْراً كبيرا من « الميوعة» للترويج لسلعة ما او مشروع ما. طبعاً، لا تسأل عن « الاخطاء اللغوية» في بعض هذه»الدعايات». بل ان معظمها بات يُكْتَب باللهجة «العاميّة» «الشّوارعيّة» رغبة في جذب» الشباب» و»الصبايا» وغير «العارفين بلغة اجدادهم وآبائهم».
أمس كنتُ اسير في الشارع، فلمحتُ يافطة كبيرة، تحمل عبارة» خلّي عندَك دمّ». فتوقفتُ لكي اتأمّل «المكتوب». فعرفتُ أنها من جهة «صحّيّة»/ مستشفيات او وزارة الصحّة ( بصراحة لم أتأكّد من الجهة المُعْلِنة).
المهم أنها تطالب الشخص او المواطن بعدم التدخين في المستشفيات. وبالتالي تكون العبارة» خلّي عِندَك دمْ وارمِ السيجارة».
احترمت «الكلمات» واحترمت أكثر «صيغة « الأمْرْ»؛ لأن موضوع التدخين بالمستشفيات والمدارس بات ظاهرة «مُقْلِقَة» و»»بايخة».
فكثيرا ما ترى بعض زوّار «المرضى» في المستشفيات الحكومية ـ تحديداً ـ لا يتوقفون عن «التدخين» رجالاً ونساءً؛ بينما هم في «زيارة» مريضهم الذي يُفْتَرض أنهم حريصون على صحّته.
مع الأخذ بعين الاعتبار وجود «مَرْضى» داخل «الغرفة» او «الجناح» بأمسّ الحاجة للهواء» النّقي».
طبعاً ، تجد الزائر « المُدخّن»، «يسعُل» و»يكُحْ» وكأنه بحاجة «لعلاج» تماما مثله مثل مرضى» المستشفى».
طيّب، يا عمّي «خليّ عندك دمْ» و»ارمِ سيجارتك»،على الأقل لحد ما تروّح.
وبعد ان «قطعتُ الشارع» وركبتُ « الباص»، فإذا بالسائق «يفتح» المسجّل، على اغنية المطرب رامي عيّاش التي يقول فيها:
« خلّي عِنْدِك دمْ ورُدّي عليّ
وحِسّي شوي باللي انا فيه».
وربما كانت «أقسى» كلمات غَزَل في الأغنية العربية التي اعتدنا عليها «تُعاتب المحبوب» وترجوه» العودة».على الأقل «احتراماً للماضي» وكي لا يتيح مجالا لـ « العوازل» و» المتربّصين» بالحبيبيْن.
وبعد ان سمعت» اغنية.. رامي عيّاش»، تخيّلته في المرة القادمة «يهجم على حبيبته» بالعصاي و»القنوة» بعد ان تكون عبارة» خلّي عنِدك دمْ» قد استنفذت اغراضها .
«العين الحمرا» مطلوبة ..أحياناً!!-طلعت شناعة .