عاجل

غياب الرقابة الأسرية يعرِّض الأبناء لمشاكل وسلوكيات خاطئة

وكالة الناس – كل ما كنت احتاجه بایامي «الاھتمام» ان تكون والدتي معي وبجانبي ولا تتركني للضیاع وتنشغل عني بامور اخرى ،وان لا ارى في
اسرتي سلوكیات خاطئة من قبل والدي لیبدأوا بعدھا بتوجیه النصائح لي والتي تاتي عابرة دون اھتمام حقیقي منھما بحیاتي ووجودي، لم
اكن سوى رقم وفرد فقط في اسرة ولم اشعر بالاھتمام وبوجودي.
ھذه كلمات لفتاة التقیناھا العام الماضي في جولة بمركز دار رعایة الفتیات بالرصیفة التابعة لوزارة التنمیة الاجتماعیة حین كان عدد
الفتیات ثلاثین فتاة تعرضن لتجارب مؤلمة تتمثل في الاعتداءات الجنسیة او اقامة علاقات غیر شرعیة بسبب غیاب الوعي والرقابة
الاسریة.
الفتیات اللواتي یعشن في دار مغلقة من الخارج یعتبرن نتیجة لغیاب الرقابة الاسریة التي باتت نھجا لاسر حیال بناتھا وابنائھا في ظل
انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ومنح الابناء حریة غیر مسؤولة تقودھم الى سلوكیات خاطئة.
الامر لیس مرتبطا فقط بھؤلاء الفتیات اللواتي وان كان عرض معاناتھن والالام التي تعرضن الیھا نتیجة سلوكیات خاطئة مكملا لنھج
الاسر بالتعامل مع ابنائھا وبناتھا وغیاب الرقابة الاسریة المھمة خاصة في مرحلة المراھقة فان القضیة مرتبطة ایضا بسلوكیات الاحداث
الذین یصلون لمراكز الاحداث التابعة لوزارة التنمیة الاجتماعیة نتیجة سلوكیات خاطئة تبدا من السرقة والمشاجرات التي تسبب ایذاء
الاخرین الى قضایا اكبر واخطر لكنھا في النھایة جمیعھا تعرض الحدث والفتاة قبل بلوغھم عمر الثامنة عشرة الى تجارب مؤلمة لا
تتناسب مع اعمارھم وطبیعة الحیاة الاسریة الامنة
ازدیاد فتیات دار رعایة الرصیفة كان من عام 2013 یعتبر مؤشرا على ازدیاد المشاكل التي تتعرض لھا الفتاة والتي قد تصل بھا الى مثل
ھذه الدور والمراكز وھناك من الفتیات والاحداث الذكور من یقع بھذه المشاكل دون ان یصل بھم الامر الى المراكز بسبب قدرتھم على
اخفاء مشاكلھم واللجوء الى حلھا بطرق خاطئة ایضا.
وزارة التنمیة الاجتماعیة التي تتعامل سنویا مع 2500 حالة لاحداث من خلال ست دور لتأھیل الاحداث وسبع نظارات للاحداث في
المراكز الامنیة و13 مكتبا لمراقبي السلوك في المحاكم وسبعة مكاتب للخدمة الاجتماعیة في ادارة شرطة الاحداث تؤكد على ان فلسفة
الوزارة اتجاه الاحداث باستبدال العقوبات السالبة للحریة باخرى تقوم على التخفیف من اعداد الاحداث بالمراكز.
الناطق الاعلامي في وزارة التنمیة الاجتماعیة فواز الرطروط اكد على ان مراكز الاحداث تنتھج النھج الاصلاحي وتعمل على تعدیل
سلوك الاحداث الذین یدخلون المراكز بناء على امر قضائي وتختلف قضایاھم التي في اغلبیتھا تنحصر بالسرقة والمشاجرات
فالامر لا یقتصر على تفكك الاسرة او وقوع الطلاق بین الزوجین لیشعر الابناء بعدھا بالضیاع وغیاب من یتولى رعایتھم وتوجیھھم
وایجاد مبررات للابناء والفتیات لارتكاب سلوكیات خاطئة حینھا تبعا للظروف التي یعیشونھا
فقد اشار الرطروط انه في جمیع انحاء العالم یعتبر جنوح الاحداث مرتبطا بالتفكك الاسري الا ان الاحداث بالاردن خلاف ذلك فقد اظھرت
دراسات بان 81 %من الاحداث الجانحین ھم من اسر غیر مفككة اي انھم یعیشون مع ابائھم وامھاتھم ما یعكس جانبا في غایة الاھمیة
یتمثل في ان ھناك تقصیرا واضحا في رعایة الاحداث داخل اسرھم وعدم الاھتمام بتنشئتھم ورقابتھم كما یجب.
واكد الرطروط ان السرقة تعتبر سلوكا یتعلمه الطفل بدایة من داخل اسرته ثم مدرسته ومحیطه الخارجي فان تعلم الطفل ان ھذا السلوك لم
تتم محاسبته وتعلیمه عدم الاقدام علیه سیستمر به ما یعرضه الى مشاكل تكون نھایتھا الوصول الى دور الاحداث وھذا ینطبق على
المشاجرات التي تقوم على استخدام العنف وعدم اتباع اسلوب الحوار.
واعتبر الرطروط ان وزارة التنمیة الاجتماعیة تحاول ان تنتھج استبدال العقوبات البدیلة باخرى تبعا للقانون والتعلیمات خلال الفترة القادمة
مشیرا الى ان ھناك دورا اساسیا ومحوریا لاسر الاحداث یبدو انھ غائب في غالبیة حالات الاحداث بالمراكز فتعامل الوزارة سنویا مع ھذا
العدد الكبیر من الاحداث یعكس مدى غیاب دور الاسرة خاصة في عمر ھام ومرحلة عمریة یجب ان تدعم بالرعایة والرقابة والحوار
والثقة بین الاباء والامھات وابنائھم لتجنیبھم سلوكیات خاطئة یعاقب علیھا القانون.
فان كان 81 %من الاحداث یصلون لمراكز الاحداث وھم یعیشون في اسر غیر مفككة بین ابائھم وامھاتھم وكذلك الامر على الفتیات
اللواتي اقدمن على سلوكیات خاطئة او تعرضن للاعتداءات التي تنتج عن جھل ورقابة اسریة فان الخلل الحقیقي والاساسي یبدا من الاسرة
وغیاب رقابتھا ورعایتھا للابناء.
ویؤكد اخصائیون اجتماعیون اھمیة استعادة الاسرة لدورھا في الرعایة والرقابة خاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وازدیاد
حصول الابناء والفتیات على حریتھم المتمثلة بقضاء اوقات اكبر خارج المنزل ولساعات طویلة او متاخرة مما یسھم في تعرضھم
للاستغلال والضیاع.
واشاروا الى ان القضیة باتت اخطر مما تعتقد الاسر فجولة واحدة على المولات والمقاھي خاصة مع بدایة العطلة الفصلیة للمدارس تدل
على ان غالبیة مرتادي ھذه الاماكن ھم من الفتیات والشباب الذین لم تصل اعمارھم الى الثامنة عشرة بعد والذین یقضون ساعات طویلة
بھا ولساعات متاخرة ومنھم من یعود الى منزله من خلال استخدام التكسیات ولیس برفقة ابائھم وامھاتھم.
لماذا تغیب الرقابة الاسریة على الابناء ؟
وكیف یمكن لاسرة ان تلاحظ ان ھناك تغیرات سلوكیة على ابنائھا وبناتھا ؟
وكیف یمكن لفتاة ان تتعرض للاعتداء او التحرشات الجنسیة دون ان تكون قادرة على اطلاع اسرتھا على ذلك وخاصة الام ؟
وكیف یمكن للام ان تترك الحریة لبناتھا بالخروج والعودة للمنزل دون ان تعلم بمكان تواجدھم وبرفقة من ھن والبقاء لساعات متاخرة
خارج المنزل برفقة صدیقاتھن ؟
وكیف یمكن لفتاة في عمر المراھقة ان تبدا بعلاقات غیر سلیمة وصحیحة تقودھا الى مشاكل كبیرة دون ان تكتشف الاسرة ھذا الامر ؟
تساؤلات مشروعة بحجم تزاید مساحة الحریة التي تمنح للابناء والفتیات في ظل غیاب المتابعة والرقابة وغیاب دور الام المحوري بحیاة
ابنائھا وبناتھا كونھا ھي التي تقضي اوقاتا اكثر معھم.
فالامر كله كان یمكن الا یحدث لو استعادت الاسرة دورھا الحقیقي وتمكنت الام من الوصول الى بناتھا وابنائھا بعیدا عن قیامھا
بمسؤولیاتھا المعتادة حیالھم فالاطفال یكبرون واحتیاجاتھم تتغیر وتصل بھم الى مساحات اكبر من حدود تامین المأكل والملبس واحتیاجات
الرعایة الصحیة وھم بالمحصلة یحتاجون لقلب یبقى نابضا بھم ونفس قادرة على الحوار وفكر یستوعب الحیاة بشكلھا الجدید ویحمیھم من
تغیراتھا.
ھم یحتاجون لقدوة امامھم تتجسد في الامھات والاباء…. فان تعرضوا خارج منازلھم عن كل ما یمكنه ان یقودھم للخطا سیعودون الى ما
عاشوا به بدایة ونھایة… – الرأي