وتطلبون ولاء وانتماء
وتطلبون ولاء وانتماء
عندما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 🙁 الفقر في الوطن غربة ، والغنى في الغربة وطن ) ربما أدرك بأنه سيأتي يوما على بعض الشعوب وهم في أحضان أوطانهم ، إلا أن شبح الجوع والعطش لا يفارقهم ، وكابوس الفقر والغلاء لم يتركهم .
هكذا تفعل الحكومة عندما تجنّد أشباح لمساندتها في تحقيق خططها وبرامجها ، كشبح الجوع والفقر والبطالة ،وتسلطهم على ذاك الشعب المسكين الذي أنهكته قرارات الحكومة ، من رفع للأسعار ورفع للمواد الغذائية وتهديا ووعيدا برفع الكهرباء ،فقد قال بعض اللاجئين السوريين : بأنه لم يسمع يوماً، ببلد تعليمه الجامعي يصل إلى تلك المبالغ الهائلة ، وبارتفاع أسعار المياه والكهرباء بهذا الشكل ، فقد قال : هذه ببلادنا تعطى بأسعار رمزية، إن لم تكن بالمجان.
لقد أصبح المواطن المسكين يخاف عندما يسمع بتصريحات جديدة للحكومة ، فو الله بات المواطن الأردني ينتابه شيء من الغيرة من اللاجئين السوريين ومن تلك المساعدات التي تنهال عليهم ، وفقير البلد ليس بوسعه إلا النظر والتأمل بعيونه التي تذرف من الظلم الذي يقع عليه ، فماذا هو فاعل؟ وماذا هو قائل ؟ …وتطلبون منه انتماءً وولاءً.
ربما لم تسمع الحكومة يوما بما قاله النبي (ص): ( يسّروا ولا تعسّروا ، وبشّروا ولا تنفّروا) ،فكم حلم المواطن إن يسمع من هذه الحكومة بقرار يسير ، أو ببشرى تعيد لوجهه الابتسامة التي فارقته ، فلم يصدر منها إلا ما يعسّر عليه ، ويعكّر صفوه.
لم يبقى بوسعنا كلام نقوله لتلك الحكومة التي لم تترك للصلح مكان ؟ ولم تبقي لها صديق ؟.. إلا، لولا حبنا وتمسكنا بتراب هذا الوطن الغالي على قلوبنا ،لطلّق الشعب حكومته طلقة لا رجعة فيها.