رويترز : زيادة الاسلحة القادمة من الاردن للمعارضة السورية
(وبدت قريبة من السيطرة على واحدة من اخر البلدات الباقية تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الاسد في الجزء الغربي من محافظة حلب.
ويحاول الجيش السوري حشد قواته ببطء حول المحافظة لاستعادة السيطرة على مدينة حلب التي كانت العاصمة التجارية لسوريا. وحتى الان تعطل الهجمات المضادة من جانب المعارضة المسلحة تقدم قوات الاسد التي حققت سلسلة من الانتصارات في مناطق اخرى في سوريا وامتلكت زمام المبادرة في ميادين القتال بعد اكثر من عامين من الحرب.
وفي منطقة اخرى في شمال سوريا شنت قوات الاسد هجمات جوية مكثفة لليوم الثالث على بلدة سراقب في محافظة ادلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه بحلول المساء كانت الطائرات الحربية قد نفذت 12 غارة على البلدة. وتشير التقديرات المبدئية إلى مقتل خمسة اليوم السبت ثلاثة منهم اطفال.
وادلب وحلب محافظتان في شمال سوريا تحولتا إلى معقلين للمعارضة المسلحة التي تقاتل لانهاء اربعة عقود من حكم اسرة الاسد.
ولم يتضح بعد سبب استهداف سراقب بهذه الكثافة لكن بعض النشطاء في المنطقة يقولون ان ما يجري انتقام من المعارضة بعد سيطرتها على نقطة تفتيش قريبة تابعة للجيش.
ورجح اخرون ان يكون الجيش يحاول ضرب المناطق القريبة من طريق حيوي يؤدي إلى حلب بغرض تشتيت المعارضة المسلحة بما يسمح له بامداد قواته.
وتحاصر قوات المعارضة المسلحة المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة حلب كبرى المدن السورية. وتشهد حلب مواجهات دامية منذ شنت المعارضة المسلحة هجوما على المحافظة العام الماضي.
وادت الانتفاضة المسلحة التي بدأت باحتجاجات شعبية إلى مقتل اكثر من 100 الف شخص منذ مارس اذار 2011 كما ادت الى تدمير بنايات تاريخية واثار في انحاء سوريا.
وبدأت قوات الاسد هجوما قبل اكثر من شهر عندما استعاد الجيش بدعم من ميليشيا حزب الله اللبنانية السيطرة على بلدة القصير بالقرب من لبنان والتي تقع على خطوط الامداد بين دمشق وساحل البحر المتوسط.
وشنت القوات السورية وقوات حزب الله الموالية لها هجمات قوية على جيوب المعارضة حول دمشق ومناطق اخرى في محافظة حمص بوسط سوريا في اطار استراتيجية لتعزيز السيطرة على حزام من الاراضي بين العاصمة ومعقل طائفة الأسد على ساحل البحر المتوسط قبل التركيز على مناطق اخرى.
وبينما يبدو ان القوات السورية تقترب من تحقيق هذا الهدف في حمص وعلى اطراف العاصمة فلم تحقق هذه القوات نتيجة تذكر ناحية الحدود الشمالية والجنوبية حيث تملك المعارضة المسلحة الغلبة.
وحقق الجيش السوري مكاسب في المناطق الريفية حول دمشق لكنه واجه سلسلة من التفجيرات التي نفذتها المعارضة داخل العاصمة خلال الاسابيع القليلة الماضية. وفي العادة تستخدم المعارضة المسلحة السيارات الملغومة وغيرها من المتفجرات لاستهداف مناطق ليس لها فيها وجود قوي.
واصاب انفجار قنبلة بدائية الصنع حيا بوسط دمشق اليوم السبت وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان شخصا واحدا قتل في الانفجار واصيب عدد آخر.
وقال نشطاء ايضا ان عددا من الصواريخ اصاب ساحة العباسيين في المدينة مما تسبب في خسائر ببعض البنايات.
وتحقق قوات المعارضة خلال الاسابيع الاخيرة تقدما بسيطا وإن كان مستمرا في محافظة درعا في الجنوب بفضل زيادة الاسلحة القادمة اليها من جهة الاردن.
وقال نشطاء في حلب بالقرب من الحدود التركية انه يبدو ان متشددين اسلاميين بعضهم على صلة بتنظيم القاعدة يقودون المعركة للسيطرة على خان العسل.
وتشعر القوى الغربية مثل الولايات المتحدة بالانزعاج بشأن تصاعد نفوذ الجماعات الاسلامية المتشددة خاصة منذ تعهدت واشنطن بتقديم الدعم العسكري لخصوم الاسد. ولم تقدم الولايات المتحدة دعما عسكريا بعد للمعارضة السورية لتعثر خطة التسليح في الكونجرس الامريكي.
وقال ناشط معارض طلب عدم نشر اسمه “ربما يحاول الاسلاميون الابتعاد عن دائرة الضوء. انهم يعيدون التجمع ويطلقون على انفسهم اسماء جديدة بالارقام مثل الكتيبة التاسعة وهكذا. لكنها نفس الجماعات الاسلامية الاصولية مثل دولة العراق والشام الاسلامية او الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية ردت على تقدم المعارضة في خان العسل بسلسلة من الغارات الجوية في المنطقة اشعلت النار في حقول قريبة.
وقال المرصد ان 12 جنديا على الاقل من الجيش السوري واربعة من قوات المعارضة المسلحة قتلوا.