تخوف في اسرائيل: الاضطرابات في العالم العربي قد تهز الاردن
هو الاكثر استقرارا، ولكن الحقيقة بعيدة عن ذلك.
ففضلا عن كل مصادر القلق التي تشكلها الاحداث في مصر وفي سوريا على جهاز الامن الاسرائيلي، فان انهياره هو بالتأكيد في نطاق الممكن، في عصر تأخذ فيه الدول القومية العربية بالتفكك، بينما تتعزز الاسس القبلية.
وفي ظل العاصفة الاقليمية، فان ما يبقي حكم الملك هذه الايام هو الاعتماد على القبائل البدوية الموالية، التي تتبوأ المناصب المركزية في الجيش الاردني النوعي. كما أن الدعم الامريكي، ولا سيما بوسائل تكنولوجية يعزز النظام.
ومع ذلك فان النظام في خطر. فالاضطراب الاقليمي يصل الى المملكة ايضا، ولا سيما في أوساط الاعداد الضخمة من السكان الفلسطينيين. كما أن القبائل البدوية تميل الى التمرد بين الحين والاخر، ويشتري النظام تأييدها أساسا برفع الرواتب . كما يساهم الوضع الاقتصادي البشع هو الاخر في الاضطراب، وطوفان مئات الاف اللاجئين السوريين في شمالي الدولة يثقل على النظام أكثر فأكثر. كما أن منظمات الجهاد العالمي اتخذت لها مواقع في هوامش المملكة، في الجانب السوري، وتهدد استقرار النظام.
هل الاردن سيبقى على مدى الزمن؟ ليس مؤكدا. فسقوط النظام يمكن أن يكون أكثر من كابوس وذلك لانه سيجعل الجيش الاسرائيلي يضطر الى الدفع بقوات كثيرة الى الحدود الشرقية الطويلة لاسرائيل. وهذا حتى قبل الحديث عن آثار سيناريو كابوسي كهذا على ما يجري في المناطق، وعلى تحول اراضي الاردن الى موقع جغرافي لا سيطرة عليه – جنة عدن لمنظمات الجهاد العالمي، مثل سيناء وجنوب سوريا.
ومع ذلك، فان خطر سقوط الدولة لا يزال ليس ملموسا، على الاقل في المدى الزمني الفوري. فالاحداث الدراماتيكية حقا تحدث تماما هذا الاسبوع في مصر وفي سوريا. وتتابع اسرائيل ما يجري في عمق مصر باهتمام شديد حيث أن الخطر الاكبر هو العمليات والصواريخ التي تصل الينا من أراضي الجار الجنوبي تحت غطاء الثورة الثانية. اذا ما وقعت حرب في صيف 2013، لا سمح الله، فانها ستأتي من الشمال.