عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

عورة الإقليمية تتبدّى علناً

كشف فوز محمد عساف بلقب آراب آيدول،وهو الفلسطيني القادم من غزة،ان العصب العام،يتغذى على الكراهية،في حالات كثيرة،والذي يقرأ التعليقات الاقليمية العنصرية المتبادلة عبر الانترنت،يكتشف الهشاشة التي وصل اليها الناس.

فوز عساف اثار ردود فعل كثيرة،البعض اعتبره فتحاً فلسطينياً،والبعض الاخر اعتبره مهزلة في زمن الموت في فلسطين وسورية،وآخرون تساءلوا اذا ما كانت قضية فلسطين تحولت الى طرب وفرفشة،وآخرون اعتبروا ان الشعب الفلسطيني ُمبدع وولاد.

ردود الفعل اتسمت بالسطحية والتنابز بالالقاب،واظهرت كم لدينا من سموم في عصبنا العام،اذ انشقت الاراء على اساس الاصول والمنابت على خلفية هذه القصة،وهذا انشقاق يكشف كم فينا من جاهلية واستعدادنا للانشطار لأي سبب؟!.

البعض اعتبر ان تجريح الفلسطينيين بذريعة عساف،مدخلا للرد وتجريح بقية المجتمع والقول اغلقوا مهرجان جرش والنوادي الليلية وبيوت الدعارة،ونظفوا الاردن من الفجور وبنات الليل،اذا كانت الاخلاق تهمكم بدلا من اعتبار التصويت مأخذاً على الفلسطينيين. 

التجريح كان ميزة متبادلة،لان كل التعليقات اسوأ من بعضها البعض،اذ تقرأ من يقول للفلسطينيين بعتم فلسطين،وتحولتم الى طبالين وراء محمد عساف،وانتم لا تريدون فلسطين،وليذهب عساف لتحريرها قبل الرقص والغناء؟!.

بالمقابل رد البعض بالقول ان عليكم طرد الامريكيين والاسرائيليين من الاردن والتوقف عن استقبال بيريز،وتنظيف البلد من مفاسده الاخلاقية،من مهرجان جرش،وغير ذلك،اذ لماذا يكون من حقكم ان تطربوا ولديكم مطربون،ولا يكون هذا من حق غيركم؟!.

التعليقات امتدت الى صور الذين خرجوا للاحتفال في عمّان،والى ظاهرة اطلاق الرصاص،فالبعض قال انظروا ُيطلقون الرصاص في عمان ومن المخيمات،وهذا يوجب سجن هؤلاء،لانه ثبت ان لديهم سلاحا في بيوتهم،والغريب عليه ان يكون اديباً!.

البعض الاخر رد على هؤلاء قائلا الذي يطلق الرصاص احتفالا بفوز مطرب،افضل ممن يطلق الرصاص على مغفر،او دورية أمن،او خلال تهريبة سلاح او حشيش،او في مذبحة عشائرية،ثم لماذا تعتقدون ان لا سلاح لدينا!. قصة عساف كشفت منسوب الجهل العام،وعقيدة الكراهية بين قلة جاهلة،ولا يمكن هنا ان نصدق ان الحالة طارئة بقدر كونها كامنة تحت رماد طبقة جاهلة،تسربت سريعاً مثل الغاز القابل للاشتعال عند اول شرارة.

الاقلية الجاهلة من شتى المنابت والاصول قادرة على جر البلد كلها وراء فوضاها وجهلها وغياب بصرها وبصيرتها وعقلها ايضاً.

فوز عساف،لم يكن فتحاً،وكثرة عاقلة منا انتقدت غسل دماغ الاجيال الجديدة،وهذا الاحلال في الرموز،واعادة انتاج الاولويات ،دون ان نقف هنا في وجه من اعتبر ان الفوز والتصويت كان لفلسطين قبل ان يكون لعساف،لان عدد الاصوات البالغة ستين مليوناً ،عدد لا يحصل عليه فرد،مهما بلغت قامته،بقدر ان التصويت في الظلال كان للبلد قبل الشخص.

لكل انسان وجهة نظره،لان البعض اعتبروا عساف ُموّحداً للفلسطينيين،والبعض اعتبر ان من حق الفلسطيني ان يفرح،فيما آخرون اعتبروا ان الصورة اضرت بسمعة الفلسطينيين،في ظل الاحتلال،وان الارتداد العام لكل القصة مكلف على الشعب الفلسطيني.

من حق كل انسان ان يفكر كما يشاء،لكننا نتحدث عن التجريحات التي تم تبادلها في الاردن بين المعلقين في تعليقات المواقع الالكترونية والفيس بوك والتويتر،والتي كشفت حجم التنابز والاشارات السيئة بين الجميع،التي لا تعكس اخلاقنا،ولا ديننا،ولا عروبتنا،وكشفت ايضاً مستويات النخر الخفية بين الناس،عند اول هزة جرت لسبب تافه.

لتمد اسرائيل قدميها في وجوهنا،بعد ان عدنا الى جاهليتنا الاولى.