الكلاب تلتهم أماً وابنتها في القابون والجثث بالشوارع
تحت الأنقاض لا يستطيع أحد أن يقدر عددهم لأنهم لا يزالون تحت البيوت المهدمة، وأما عدد الموثقين حتى الآن فهم 25 بينهم 3 أطفال.
ونشر ناشطون على اليوتيوب فيديو لطفل مصاب إصابات بالغة يستنجد بمن حوله بجملة “عمو دق لأهلي”.
الطفل من القابون، ورغم إلحاحه على طلب أهله، ورغم خوفه ورعبه الشديدين والظاهرين للعيان، فإن أحداً لم يحاول أن يتصل بأهله، لأنه وبحسب الناشط وشاهد العيان من القابون “أبو اليمان” أهله في الغالب قتلوا مع من قتل بنار وراجمات النظام.
الكلاب أكلت أماً وطفلتها
يحدث في سوريا، أن تأكل الكلاب أماً وطفلتها، وهو ما حدث فعلاً في القابون أمس الأول، وبحسب شاهد عيان من الحي فإنهم استطاعوا وبما يشبه المعجزة الربانية إنقاذ طفلها الثاني من ذلك الكلب، خصوصاً أن الحي يكاد يكون فارغاً إلا من الجثث، لانتشار القناصة على أسطح المنازل التي لا تزال موجودة وذلك لقتل كل ما يتحرك، ولعل الكلب آكل الأم قد قتل بنار القناصة أنفسهم دون أن يدرون هم أنه “أي الكلب” قتل بدلاً عنهم امرأة وطفلتها كانت أماً، وأصبح طفلها يتيماً.
الحملة الأشرس
ويقول عضو تنسيقية القابون “ي” “منذ 5 أيام بدأت الحملة العنيفة، وفي اليوم الأول كان القصف بالدبابات فقط، وسادت حالة من الذهول لدى الناس، مع هلع كبير وخصوصاً بالنسبة للأطفال”.
ويتابع “في منتصف الليل بدأ ضرب الهاون من العيار الثقيل والمدفعية الثقيلة مع انقطاع تام للكهرباء وانعدام حركة المرور، كل دقيقة تسقط 5 قذائف هاون ومدفعية ومن عدة جهات، ودام القصف حوالي 5 ساعات”.
الحصيلة كانت، وعلى مدى الـ200 متر، منطقة بلا أبنية، جميع المنازل مهدمة ومدمرة بشكل كامل، والكثير من الناس تحت تلك الأنقاض، ولا يمكن لأحد أن يعرف ما إذا كانوا أحياء أم أمواتا.
وبعد محاولات لانتشال الجثث والجرحى، بدأ النظام يضرب صواريخ من نوع أرض أرض، وأيقن السكان أنها حملة لإبادتهم وليست لتأديبهم على اعتبار أن القابون لم تهدأ منذ بداية الثورة، رغم قصفها أكثر من مرة.
والأحد هو اليوم السادس من الحملة الأعنف ضد الحي، ولا تتوقف صواريخ أرض- أرض ولا راجمات الصواريخ أو الهاون عن القصف.
وضع إنساني كارثي
الوضع الإنساني، بحسب أبو اليمان، كارثي في الحي، إذ بعد 5 أيام من القصف والحصار والقتل، بات الحي بلا طعام ولا شراب ولا مياه ولا كهرباء.
مشفى ميداني واحد، وطبيب واحد يقومان بمحاولات شبه يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن، وبحسب عضو التنسيقية “ي”، “الكثير من الجرحى يحتاجون لعمليات معقدة، ربما يكون بتر الأعضاء من أبسطها، عدا عن النقص الشديد بالدم”.
ويقول أبو اليمان “لحم الناس على الجدران وفي الطرقات، حسبي الله ونعم الوكيل”.
الأذان ممنوع
على مدى 5 أيام، لم يستطع مؤذن أن يرفع صوته داعيا للصلاة في القابون، فالمساجد تقصف يوميا وعلى مدى النهار بقذائف الهاون، ولا إمكانية لدفن الموتى، وإنما تحول الأمر إلى تصرفات عشوائية بسبب القنص والقصف، وأصبح كل من يجد مكاناً ولو صغيراً يدفن فيه أحد الضحايا.
يتحرك الناس بجنون في القابون، ولا يصدقون ما تراه عيونهم، يبكون يصرخون ينادون الأحبة، يبحثون عن وجوه يعرفونها، يدورون في المكان، تمتد الأيادي تنتشل الجثث من تحت الركام، ويبقى من يرى ليس كمن يسمع أو يقرأ.