تص…فيق
ربما كان أول من ابتكر التصفيق، مدير علاقات عامة ذكيا ، وكان يهدف منه بالمحصلة الأولى أن يفيق النيام خلال الاجتماعات المملة ـ او التي تطرح فيها موضوعات لا تهم أحدا من الموجودين . لكن هذا الابتكار الإنساني القديم الذي يوازي ابتكار العتلة والعجلة والبوصلة والكنافة(خشنة وناعمة)، صار له الأثر الأكبر في تصنيع القادة والمهرجين .
يقولون: إن التصفيق الشديد هو أفضل وسيلة لتقاطع شخصا ما دون أن تثير غضبه، فالناس يفرحون لمن يصفق لهم حتى لو كانوا يثرثرون بالتفاهات، فالتصفيق نتيجة للاستحسان الذي ينتشر كالعدوى بين المتفرجين والسامعين مما يمنح المتحدث احساسا – ولو مزيفا- بالثقة والرضا عن الذات.
لكن للتصفيق جانب ايجابي ايضا من جانبنا نحن الناس ، وهو أن المتحدث يتوقف عن الحديث خلال التصفيق ، بالتالي يوفر لك إمكانية أن تقل كمية الكذب المهدور والتفتفات والعنعنات وسواليف الحصيدة التي نضطر الى سماعها.
علينا أن نقاطع كل تصريح وكل قرار وكل مؤتمر صحفي بالتصفيق ثم التصفيق ثم التصفيق ، فلنشرع في السحج والتصفيق عندما يلقي الخطيب أو المحاضر تحيته على الجماهير، ونستمر في التصفيق حتى ينتهي وقت الندوة أو الخطبة أو المؤتمر الصحفي أو أي شئ، وهكذا نستطيع أن ننمي فئة جديدة من المحاضرين الذين تطبق شهرتهم الآفاق ، ولا يعرفون سوى القاء التحية على الموجودين.
– اذا تحدثوا عن الفساد…طفقوا!!
– وصفقوا اذا تحدثوا عن الفاسدين والمفسدين!!
– اذا ثرثر الخطيب ..صفقوا!
– واذا نام الخطيب صفقوا!
صفقوا ..صفقوا ففي التصفيق فوائد جمة:
– فهو يبعد الناموس والهوام، وحتى القطط تهرب من التصفيق!
-يرضي الخطباء كما اسلفنا!
-ينشط الدورة الدموية عند المصفق ويمنع الجلطات ويحسن جهاز المناعة ويرفع من نسبة الأوكسجين الصاعد الى الدماغ والنازل الى البروستاتا!
كما أنك تستطيع التصفيق في أي مقهى شعبي، ليأتيك الجرسون فتطلب صحن فول عملاقا و (تمعطه) على السريع …….فتنسى الخطباء والمصرحين والناطقين الرسميين والشعبيين ، والوزراء الجدد والسابقين ……فترتاح وتريح!!
ghishan@gmail.com