مصادر تكشف أسباب استقالة الحمد الله
رامي الحمد الله بعد 18 يومًا فقط من تسلمه منصبه وذلك خلافات على الصلاحيات.
وتشير المصادر لـ”صفا” مساء الخميس إلى أن رامي الحمد الله وجد نفسه بين فكي ذات الكماشة التي كان يعاني منها سلفه سلام فياض، وهي الأزمة المالية وكيفية التعامل معها في ظل توقعات مرتفعة من قبل مختلف الشرائح؛ والثاني طريقة تعاطي ديوان الرئاسة معه، إضافة إلى نائبيه الجديدين، سيما رئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى.
وتلفت إلى أن الحمد الله وبالرغم من أنه جاء من نفس الدائرة المحيطة بالرئيس محمود عباس وهو ليس بالغريب عنها، سيما وأنه مدعوم من أمين سر الرئاسة الطيب عبد الرحيم الذي ينحدر معه من نفس البلدة وهي عنبتا قضاء طولكرم إلا أنه شعر أن المطلوب منه أن يكون “ديكورا” ينفذ أوامر ديوان الرئاسة لا أكثر.
وتقول المصادر إن عقدة بعض القيادات الفلسطينية مع سلام فياض كانت تتمثل بأنه يمثل رأسًا موازيًا للرئيس عباس لا بد من إنهائه، والمطلوب رئيس وزراء ينفذ أكثر منه لاعبًا رئيسيًا في الساحة وهو ما تباينت الآراء بشأن قدرة الحمد الله على لعب هذا الدور.
وبإعلان الحمد الله استقالته يتبين أنه رفض لعب دور اللاعب الثانوي وبالتالي لم تتحقق توقعات من رأوا فيه شخصًا يتحرك وفق ما يريد الرئيس على الرغم من العلاقة الطيبة التي تجمع الطرفين، سيما من خلال موقع الحمد الله السابق رئيسًا لجامعة النجاح أو عمله رئيسًا للجنة الانتخابات المركزية.
وترى بعض المصادر أن قرار الرئيس عباس بتعيين نائبين للرئيس واحد للضفة هو محمد مصطفى وآخر لغزة هو زياد أبو عمرو شكل عامل تفجير لهذه الحكومة من أول جلساتها؛ فمن المطلوب منه أن يكون منصبه تشريفيًا؟
وهل المطلوب أن يكون مصطفى رئيس الوزراء الفعلي لشئون الضفة في حين يكون الحمد الله رئيسًا تشريفيًا أم يكون هو رئيس الوزراء الفعلي ونائبيه في موقعين تشريفيين؟، سيما وأن ما يرشح أن مصطفى والذي كان مرشحًا بارزًا لموقع رئيس الوزراء بدأ ينازع على صلاحياته من أول جلسة حيث وجد التدخل والتداخل في مصدر أخذ الأوامر من قبل الوزراء.
ويلفت بعض المقربين من دوائر صنع القرار بأن الرئيس عباس ومتنفذين بمكتبه لهم ضلع في تأجيج هذا التوتر من خلال منح القوة لمصطفى والإيعاز له بأن يكون قويًا وذو نفوذ داخل الحكومة منذ اللحظة الأولى.
ويقول العارفون برامي الحمد الله والعاملون معه في جامعة النجاح إنه شخص مرن ودبلوماسي وهادئ لكنه قوي لا يستهان به، وهو لا يحب أن يدخل معارك خاسرة؛ ويجيد تسديد النقاط والجمع بين المتناقضات؛ وهو صاحب قرارات فجائية في نفس الوقت قد تشكل مفاجئة حتى للمقربين منه.
وبحسب مصادر متعددة، فإن الحمد الله وجد نفسه أمام تركز ثقيل لسلطة مثقلة بالديون أنهكها الاقتراض والديون دون صلاحيات واسعة تمكنه من التحرك الدولي والعربي لإحداث اختراق فاختار تسديد الضربة الأولى في المرمى.
ولكن هل ستكون استقالة الحمد الله صرخة تنبيه واحتجاج لوضع النقاط على الحروف أم مغادرة مبكرة لمهمة لم تبدأ بعد؟ هذا يتوقف على قرار الرئيس عباس.
(صفا)