عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

المتثائبون

على ذمة الساخر عزيز نيسين ، فأن سكان دولة ما تعرضوا لوباء ما ، فصار قسم من ابناء تلك الدولة يتضخمون باستمرار وقسم أخر يتضاءلون باستمرار. وكان عدد المتضخمين أقل بكثير من عدد المتضائلين، لكن المتضخمين والمتضائلين معا لم يكونوا يشعرون بالتغيرات التي تطرأ على أجسادهم.

صار اولاد المتضائلين يولدون صغارا ، وأولاد المتضخمين يولدون كبارا ، ولم يشعر الأولاد من الجهتين بأن هناك شيئا غريبا، فقد ولدوا هكذا واعتبروا أن الأمور طبيعية تماما.

أما الصغار فقد ظلوا يتضاءلون حتى لم يعودوا يرون بالعين ، وصاروا يدخلون ويخرجون دون أن يشعر بهم أحد، لكنهم اعتبروا الأمر طبيعيا.

أما المتضخمون فقد كبروا حتى لم تعد بيوتهم تتسع لهم والشوارع تضيق بهم ، فصاروا يشتغلون ويشتغلون حتى يتكيفوا مع واقعهم الجديد ، فأنشأوا بيوتا أكبر وأسرة اطول وأضخم، وشوارع اكثر اتساعا…. وخلافه.

الى أن جاء يوم بدأ المتضخمون ينحلون ويهزلون ويقصرون بشكل سريع، فصاروا يصرخون في الشوارع ويولولون. ثم اجتمعوا ليجدوا طريقا للخلاص، فنصحهم الأطباء بتناول أدوية السمنة والمشهيات ، لكنهم ازدادوا نحولا يوما بعد يوم…وصارت امنياتهم أن يتوقف هزالهم فقط، لا أن يعودوا كما كانوا.

اخيرا قرروا استقدام خبير سمنة من الخارج. جاء الرجل وطمأنهم بأن هذا النحول حصل في اكثر من دولة في العالم ، وأنه عالجه بنجاح..و قال بأنه سيقيم بينهم شهرا كاملا وأن عليهم أن يراقبوه ويفعلوا كما يفعل فيتوقف هزالهم، ثم وزن نفسه وقاس طوله ، حتى يتأكدوا عند مغادرته.

عند نهاية الشهر اجتمعوا عند الميناء لوداعه ..فقام بوزن نفسه وقاس طوله أمامهم، وكان ذات وزنه وطوله عندما وصل اليهم .

المشكلة انهم راقبوا الخبير تماما ، لكنه لم يكن يفعل شيئا ، كان يـأكل وينام فقط. قال لهم الخبير وهو على الباخرة:

-افعلوا كما فعلت تماما ..أهه؟

لم يعرفوا ما فعل .

وكان الخبير قام مبكرا صباح هذا اليوم، فتثاءب أمامهم من النعاس حتى بانت نهاية حلقه. فقال الناس فورا وبسرور :

– لقد فهمنا ..علينا أن نتثاءب ونتمطى مثلك !

لم يسمعهم الخبير وغادر مع السفينة

فشرع الناس يتثاءبون ويتثاءبون طوال الوقت…وبعد اسابيع وزنوا انفسهم وقاسوا اطوالهم، فاكتشفوا فعلا أن أوزانهم واطوالهم ثابتة تماما.



ghishan@gmail.com