0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

طموح الأردنيين أبعد من الوصول إلى كأس العالم!

 لن تكون الخسارة التي تعرض لها المنتخب الوطني امام نظيره الاسترالي، آخر كلام الاردنيين، وآخر اقلام صحافيي الاردن، ما دامت لنا مشاركة عربية او آسيوية او عالمية.
ظل الشعب الاردني يدفع بجماهير كرة القدم ليؤازر المنتخب طوال مسيرته التي اشتدت في عقد الثمانينيات، وظلت العاطفة -حتى يومنا هذا-  اكبر من واقع اللعبة ومتطلباتها، وفي كل محاولة، سواء على المستوى الآسيوي، او كأس العالم، كانت تنتهي بالخروج، اما مبكراً، او عند الادوار اللاحقة.
المرة الاولى التي تجرأ بها المنتخب كان تأهله الى نهائيات آسيا 2004 التي اقيمت في الصين، واستطاع المرحوم الجوهري ان يصل بالمنتخب الى دور الثمانية قبل ان يخرج على يد المنتخب الياباني، ثم خرج المنتخب الوطني من التصفيات الآسيوية والمؤهلة لكأس العالم  2006 بقيادة الجوهري نفسه فأكتفى الاتحاد بوضعه مستشاراً فنياً.
العودة الحقيقية للمنتخب وظهوره منافساً على مستوى القارة، كانت  في «عهد» المدير الفني العراقي، عدنان حمد عندما نجح في تأهل المنتخب «من عنق الزجاجة» الى نهائيات آسيا للمرة الثانية    2011 التي اقيمت في الدوحة ولفت المنتخب فيها الانظار، ولكن الوصول الى الدور قبل النهائي او النهائي ظل بعيد المنال.
مع كل هذه المحاولات، ظل الاردنيون يتطلعون للمنتخب بطموح لا حدود له، حتى اذا ما جاءت تصفيات كأس العالم 2014 كان حمد والجهاز الفني يقودون المنتخب من مرحلة الى اخرى بنجاح ويصلون الى الدور الحاسم المؤهل الى «نهائيات البرازيل» وهو انجاز لم يحلم به اتحاد كرة القدم وقبله الاردنيون ، ذلك ان منتخبات عربية كبيرة ، اخفقت بالوصول الى هذا الدور.

فرص لم تستثمر!
وما ان وضعت القرعة المنتخب الوطني الى جانب منتخبات اليابان واستراليا والعراق وعمان ، حتى جالت في اذهان الاردنيين مقولة «فرصة ولاحت» في اشارة الى ان التأهل لكأس العالم ، وان كان صعباً، ولكنه ليس مستحيلاً، باعتبار ان المنتخبين الياباني والاسترالي هما الأكثر ترشيحاً للتأهل عن المجموعة، مع وجود فرصة للمنتخب بالمنافسة على البطاقة الثانية، التي ستكون الى جانب منتخب اليابان، او فرصة «الملحق» اذا ما تأهل المرشحان من غير العرب.
نعود الى خسارة المنتخب امام نظيره الاسترالي، فهي لم تؤهل الاخير، ولكن ابعدت منتخبنا عن التأهل، وتركته يبحث عن فرصة اخرى، هي «الملحق» شريطة الفوز على المنتخب العماني يوم الثلاثاء، وهذه الفرصة ذاتها التي يتطلع اليها العمانيون، مع افضلية انه يكفيهم التعادل، وابقاء فرصة خطف البطاقة الثانية اذا ما فاز على منتخبنا وخسر المنتخب الاسترالي امام نظيره العراقي او تعادل معه. 
ما يثير الجدل، و»البكاء» على الفرص، ان منتخبنا فرط مراراً بنقاط «من ذهب» وهو يتعادل على ارضه مع العراق، ويخسر امامه في الدوحة، وعندما فاز على استراليا واليابان، عاد وخسر امام الاول دون ان يعقد الحسابات بالتعادل على اقل تقدير في ملبورن، وسؤالنا: هل يهدر منتخبنا الفرصة الاخيرة؟.
لا ندري ما الذي سيحدث ، في مباراتي الحسم وهما تجمعان العراق مع استراليا، والاردن مع سلطنة عمان، ولكن بالتأكيد ان المنتخب العُماني يلعب بفرصتين اما الملحق واما خطف البطاقة الثانية، في حين يلعب منتخبنا بفرصة وحيدة وآخيرة، كما اشرنا  فاما انهاء طموحات الاردنيين، او ابقاء هذه الطموحات متأججة الى ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود في «الملحق».
وفي جميع الحالات لا بد ان نقول ان اتحاد كرة القدم لم يستثمر فرصة التأهل للدور الحاسم كما يجب، عندما ابقى مشاركة لاعبي المنتخب في بطولات محلية لا تسمن ولا تغني من جوع، فاستنزف جهود اللاعبين، فمنهم من هبط مستواه ومنهم من تعرض للاصابة ومنهم من غادر صفوف المنتخب، وجاءت لقاءاته التحضيرية ومعسكره في وقت متأخر، لأنه يفترض ان يكون دخل اجواء الدور الحاسم وهو في مستوى ثابت، اذ ليس من المعقول ان تفوز على اقوى منتخبين مرشحين في المجموعة، وتخسر في مباريات ادنى مستوى فني منهما، و»تسقط  بالقاضية» امام منتخب سبق ان فزت عليه، كل هذا يؤشر على ان المنتخب لم يستقر على مستوى، وان صار يحسب له الحساب على المستوى القاري.
ربما كان الاتحاد ترك لحمد حرية خوض المنافسات، ولكن كان يفترض ان يكون تدخله الاداري بفكر فني ايضاً، بحيث يحقق متطلبات المرحلة، عدا ان نقول ان تجهيز عناصر المنتخب لا يبدأ بسنة او سنتين، ولا يجوز ان تظل مشكلة الملاعب عائقة امام المنتخب والاندية التي تغذيه.
المنتخب مر بظروف.. لم يجد ملعباً مناسباً يتدرب عليه، ولم نصل بعد  في الاردن، دولة واتحاداً في انجاز ملعب خاص، وانجاز فندق يقيم فيه المنتخب- المنتخبات- معسكراً، مزوداً بمطعم يخضع فيه اللاعبون الى برنامج غذائي مدروس، ومزوداً بأدوات وكفاءات طبية، يتيح لهم الراحة والاستجمام والمعالجة، «وفوق هذا وذاك» نزعم ان لدينا لاعبين محترفين، ومعظمهم نعرف ما هي حياتهم المعيشية، وما يتقاضونه من رواتب نخجل من ذكرها، حتى لو كان منهم  في اكثر من وظيفة في احسن الاحوال!.
كأس العالم لم تتأهل لها منتخبات كبيرة وغنية، فكيف بمنتخب هذه ظروفه واحواله، ومع ذلك فان الاردنيين يطالبون المنتخب بالتأهل، ولو تأهل لكان طموحهم ان نلعب على النهائي امام البرازيل او الارجنتين او المانيا او حاملة اللقب اسبانيا، وهذه مشكلة اخرى!
باختصار: الوصول الى كأس العالم يحتاج الى سياسة -استراتيجية-  طويلة المدى، والى اساس متين نضع عليه اقدامنا بقوة، لا شماعة نضع عليها وعلى حمد واللاعبين اخطاءنا.