وحدة الدم والدمع والقهقهات
فهذه مقدمة لكتاب جديد لي من المفترض أن يصدر في لبنان خلال هذا العام، وأثبتها هنا لغايات إضافة نقطة جديدة على مبررات الوحدة التاريخية للعالم العربي ، إضافة لوحدة التاريخ والجغرافيا والدين وما يشابهها، إنها وحدة القامعين ، ووحدة المقموعين وتشابههم تماما. إنها وحدة تتعمد يوميا بالدم والدموع والقهقهات . وقد كتبت في مقدمة الكتاب ما يلي ، ثم تلتها المقدمة:
عزيزى القارئ
تخيّل نفسك، تعتلي طائر العنقاء،وتحرث السماء، طولا وعرضا، في أرجاء الوطن العربي ، وتطلق قهقهاتك في وجوه الحاكمين والظالمين والقامعين …..لعلك تحرمهم من لذة التمتع بالفوز على شعوبهم.
كتابي هذا هو مساهمة متواضعة في ذخيرتك الساخرة.
ما ينوب عن المقدمة:
عشيّة انتخابات جرت في بلدي الأب، وهو بالتأكيد بلدي الأب، لأنه لو كان بلدي الأم، لكان أكثر حنوّا وعطفا على أبنائه ، كما هي الأم، في كل زمان ومكان.
عشية تلك الإنتخابات، التي جاءت بعد انتخابات مزورة في بلد عربي آخر – وعدم ذكر البلد الآخر هو لغايات التعميم على كامل أنحاء الوطن العربي ،فكلنا في الهم عرب-، المهم، عشيّة إنتخابات بلدي الأب ، قال لي الصديق العربي ،بما معناه، بأن إنتخاباتنا نحن رغم تزويرها الفاحش، إلا أنها أكثر نزاهة من إنتخابات بلده. فقلت له:
– سأسرد لك حكاية :التقت «جميلة» بصديقتيها شريفة ونزيهة، فقالت لها شريفة ، على سبيل المناكدة:
– غريب ، فإن أسمك «جميلة، مع أن شكلك لا يمت الى الجمال بصلة أبدا.
فقالت جميلة لصديقتها شريفة:
– لا تستغربي يا أختي ولا ع بالك..فأنت أيضا إسمك «شريفة».
وفهم صديقي العربي بأننا في الهوا سوا:
– الحاكمون ذات الحاكمين.
– والفاسدون ذات الفاسدين.
– والشعب ذات الشعب ….والبادئ أظلم.
بالتالي، فإن الساخرين هم ذات الساخرين، لأننا نعاني من ذات المشكلات- أقصد المعضلات-.
كتبت ما كتبت عن بلدي ، لكنه يصلح تماما لبلدانكم العربية جميعا ، كما تصلح سخريتكم لبلدي تماما.
ومن منكم بلا سخرية، فليرمنا بحجر.
ghishan@gmail.com