الأردن وأستراليا: ، نكون أو لا نكون،
مع مستضيفه الأسترالي عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم بتوقيت عمان “السابعة مساء بتوقيت ملبورن” على ستاد الاتحاد، في المباراة الحاسمة وقبل الاخيرة للمنتخبين ضمن تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى البرازيل 2014.
وتعتبر المباراة بمثابة تأشيرة المرور لمنتخبنا الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه في حال حقق الفوز، حيث يحتل النشامى المركز الثالث بفارق الاهداف خلف المنتخب الاسترالي برصيد 7 نقاط.
وفوز النشامى بنقاط المباراة يعني انه وضع قدمه في ريو بانتظار ان يتحول الحلم المونديالي، في الجولة الاخيرة التي ستجمعه مع المنتخب العماني الشقيق يوم الثلاثاء 18 حزيران (يونيو) الحالي في عمّان الى حقيقة، ليبتهج الوطن بانجاز شبابه النشامى ويحتفل الى جانب احتفالاته بالاعياد الوطنية بمجد كروي جديد.
لقاء اليوم قد يقبل القسمة على اثنين بالنسبة للمنتخب الاسترالي، نظرا لتفوقه بفارق الاهداف، ما يمنحه الافضلية في التأهل اذا ما حقق الفوز في الجولة الاخيرة مع العراق، بغض النظر عن فوز منتخبنا على عمان اذا تحقق، الا انه بالنسبة لمنتخبنا لن يكون مرضيا فالتعادل سيجعله ينتظر هدية ثمينة من العراق، اما خسارته فإنها تعني ان بطاقة التأهل المباشرة قد طارت وتصبح امكانية التأهل كأفضل ثالث بحاجة الى حسابات خاصة مع الشقيق العماني.
الاستعدادات الفنية لمنتخبنا الوطني انتهت أمس بتدريب خفيف على ستاد الاتحاد، اقتصر على تنفيذ الجمل التكتيكية، وتنفيذ بعض الخطط التي سيلجأ اليها المنتخب في المباراة، وتركزت في معظمها على سرعة تنفيذ الكرات المرتدة.
وفي الجانب الاخر فان المنتخب الاسترالي اجرى حصة تدريبية قبل تدريب منتخبنا وتركزت ايضا على الجوانب التكتيكية.
وكان المنتخب الياباني حجز مقعده في كأس العالم بتأهله رسميا في الجولة الماضية برصيد 14 نقطة تاركا منتخبنا واستراليا وعمان والعراق تتنافس على البطاقة الثانية.
حمد: حضرنا للفوز
أكد المدير الفني لمنتخبنا الوطني عدنان حمد في مؤتمر صحفي عقد أمس في قاعة المؤتمرات في ستاد الاتحاد، أن منتخبنا الوطني حضر الى استراليا من اجل الفوز، حتى يعزز حظوظه في الحصول على بطاقة التأهل الثانية للمونديال، وأن منتخبنا جاهز لتحقيق حلم الجمهور الأردني.
وقال الكابتن حمد في رده على استفسارات الصحفيين: نحترم المنتخب الاسترالي ونقدر حجم القوة الفنية والبدنية التي يمتلكها وقد انجزنا برنامجا استعداديا مميزا في الأردن ونيوزلندا واستراليا، واصبح كل لاعبي الفريق في حالة فنية مميزة تؤهلهم للتفوق على استراليا، مشيرا ان هذه المباراة ربما تعتبر الحدث أكثر أهمية في تاريخ الكرة الأردنية.
واشار حمد الى ان الدعم المطلق من سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد، والعمل الدؤوب من اسرة الاتحاد الى جانب الدعم الجماهيري الكبير هي سر تطور الكرة الأردنية خلال السنوات الأربع الاخيرة، التي عمل خلالها على تنفيذ استراتيجية تتناسب مع طموحات الاتحاد.
وعن طريقة اللعب التي سينتهجها حمد قال: بالتأكيد مباراة اليوم تختلف كليا عن مباراة الذهاب التي سبق وان تفوق فيها منتخبنا، وبالتالي فان هناك حسابات مختلفة كليا، واعتقد ان وضع الفريق في المنافسة على بطاقة المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، يدعو الطرفين الى التريث قبل طرح كل الخيارات التكتيكية المتاحة، لأن الوضع لا يحتمل ارتكاب اية هفوة، لافتا ان تشكيلة النشامى متكاملة مع وجود اصابة وحيدة لأنس بني ياسين.
اما الحارس عامر شفيع فقال: نشعر بالفخر الكبير ونحن نمثل منتخبنا في ابهى صورة، ولنا الشرف ان نكون الجيل الذي يحمل حلم الأردنيين في اللعب في كأس العالم، موضحا أن معنويات اللاعبين وعزيمتهم واصرارهم والروح العائلية التي تسيطر على اجواء المنتخب هي سر قوته.
واضاف شفيع: نتوقع كل الاحتمالات في المباراة وندرك اننا سنواجه ظروفا صعبة امام الجمهور الاسترالي، لكننا اصبحنا نتمتع بخبرة تؤهلنا لعبور هذه التحديات ان شاء الله.
اوسيك: المباراة حدث كبير
المدير الفني للمنتخب الاسترالي اوسيك من جانبه اعتبر ان المباراة حدثا كبيرا، وعلى منتخبه ان يسير في مغامرة المونديال حتى النهاية وقال: نحن سعداء اننا سنخوض آخر مباراتين في التصفيات على ارضنا وبين جماهيرنا، وهذه ميزة نسعى للاستفادة منها، لكن لا بد لنا ان نكون حذرين في التعامل مع المنتخب الأردني الذي سبق وان تغلب علينا، فهو يملك قوة لا يستهان بها، وقد ابلغت لاعبي فريقي ان عليهم ان يكونوا جميعا لمواجهة صعبة للغاية.
اما قائد المنتخب لوكاس نيل فقال: سنخوض مباراة مختلفة كليا وفي ظروف جديدة تختلف عن مباراة الذهاب، وهذا قد يفرض اساليب جديدة لكن ما استطيع ان اؤكده اننا نعتبر هذه المباراة مباراة كأس العالم، قبل ان يبدي اعجابه بقدرة منتخبنا الوطني على التكيف مع المواقف الصعبة، لافتا انه نجح في الفوز على استراليا واليابان اقوى المنتخبات الآسيوية، وهو يملك نفس الحظوظ التي يمتلكها المنتخب الاسترالي.
واختتم: لدينا حماس وتركيز ومعرفة بالمطلوب منا الآن، مباراة اليابان منحتنا ثقة وتركيزنا كله حاليا منصب على لقاء الأردن، فهو ليس هينا بل جيد لكني اعتقد انكم في وسائل الإعلام لا تعطوه حقه.
المغامرة مرفوضة
اهمية المباراة بالنسبة للمنتخبين تفرض عليهما اللعب باسلوب حذر للغاية خاصة في البداية، فالمغامرة من أي طرف قد تكون بمثابة عملية انتحار، باعتبار ان مثل هذه اللقاءات التأهيلية عادة ما يكون الحسم فيها من خلال فرصة تنتهي بهدف ليس أكثر يكون كافيا لحصد النقاط.
المدير الفني لمنتخبنا الكابتن عدنان حمد يدرك هذا الامر جيدا، ولن يقدم على أية مغامرة غير محسوبة العواقب، وعلى العكس تماما فانه سيخوض اللقاءات وفق حسابات دقيقة للغاية نسبة الخطأ فيها تكاد لا تذكر.
هذا ما ركز عليه حمد والجهاز الفني المساعد واتضح جليا في مباراتي ليبيا ونيوزلندا الاعداديتين اللتين انتهتا بفوز منتخبنا بهدف وحيد، ففيهما اثبت المنتخب انه يمتلك جدارا حديديا في الخط الخلفي قادرا على صد الغارات الاسترالية على قوتها ليمنح لاعبي الخط الامامي ثقة اضافية لشن غارات مماثلة اشد فتكا على المرمى الاسترالي.
المتابعة لتدريبات المنتخب تؤكد ان حمد حذر لاعبيه من التفريط بالمساحات، من خلال الاعتماد على اسلوب ضاغط في كافة ارجاء الملعب، وهو الاسلوب الذي تمكن به منتخبنا من التفوق ذهابا على مستضيفه، وهو ذات الاسلوب الذي من شأنه منح منتخبنا قدرة التفوق اليوم.
التوازن مفتاح الفوز
فنيا تبدو كفة المنتخبين متقاربة الى حد بعيد والعروض الاخيرة لهما خير دليل على ذلك، لكن المنتخب الاسترالي يمتلك افضلية الارض والجمهور، ومع ذلك سيكون بمقدور النشامى التغلب عليها بفضل الخبرة الكبيرة التي اكتسبوها في مشوارهم الرائع في التصفيات.
ولعل التوازن في تنفيذ الواجبات التي يطلبها الكابتن حمد على ارض الملعب هو مفتاح الانتصار لمنتخبنا، فوجود عامر شفيع في العرين يشكل عنصر امان حقيقي للاعبي الخط الخلفي ومع الاحتمال الكبير لمشاركة انس بني ياسين بعد تحسن اصابته ومشاركته في تدريب أمس فان صفوف المنتخب تكتمل.
وفي حال قرر حمد في اللحظات الاخيرة استبعاده خوفا من تجدد الاصابة، فان وجود الخبير باسم فتحي الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز سيلعب قلبا للدفاع امام محمد مصطفى صمام الامان، في حين سيلعب محمد الدميري في الركن الايسر وخليل بني عطية في الركن الايمن بواجبات مزدوجة، ابرزها ايقاف المد الاسترالي عبر الاطراف، ومن ثم التقدم والاسناد للاعبي خط الوسط لتشكيل الكثافة العددية المطلوبة لاحداث الفارق.
وفي منطقة المناورة ستكون المبارزة التكتيكية في قمتها والصراع في اوجه، بوجود شادي أبو هشهش الذي يمنح فرسان خط الوسط التغطية اللازمة للتحرك بحرية بلعب دور كاسحة الالغام وتحطيم العمليات الاسترالية، ليبرز سعيد مرجان قلبا هجوميا نابضا لمنتخبنا بقدرته على ضبط الايقاع الهجومي بتمريراته الامامية المباشرة نحو الثلاثي عامر ذيب وعدنان عدوس وعدي الصيفي، الذين سيمارسون ادوارا حيوية عند فقدان الكرة او امتلاكها ليكونوا خط الدفاع الأول عند فقدانها، والسلاح الابرز في كسر الطوق الدفاع الاسترالي عند امتلاكها بمرتدات سريعة تبعثر الاوراق الدفاعية للمضيف خاصة بوجود احمد هايل، الذي يمثل قنبلة هجومية موقوتة قابلة للانفجار في المرمى الاسترالي في اي وقت من أوقات المباراة، كما فعل عندما انفجر في شباك الساموراي في اللقاء الاخير.
المهارة مقابل القوة
وبما ان المنتخب الاسترالي يتفوق على منتخبنا من ناحية القوة البدنية رغم ان الجهاز الفني اعد لاعبينا بدنيا بالصورة المطلوبة، الا ان سلاح لاعبينا الامضى للتغلب على هذه الافضلية النسبية تبدو في تميزهم بالمهارة عن لاعبي استراليا، فهذه الميزة منحت المنتخب الافضلية في لقاء الذهاب، وينتظر ان يكون لها دور حاسم في لقاء اليوم، وهنا يبرز هايل وذيب وعدوس بمهاراتهم الفردية ودهائهم الكروي في تجيير الافضلية لمنتخبنا، في حين يبدو أبو هشهش والصيفي ومصطفى وبني عطية وباسم بامكانياتهم البدنية مهيأين للوقوف ندا قويا للمصفحات الاسترالية البشرية.
في الجانب الاسترالي تبدو الخيارات الاسترالية واضحة بالاعتماد على اسلوبهم المفضل، بالاعتماد على المناولات الطويلة واختزال خط الوسط لوضع دفاع منتخبنا تحت ضغط مباشر طوال وقت المباراة، على امل استثمار اية هفوة دفاعية للوصول الى مرمى شفيع.
دفاع استراليا رغم انه سيزداد متانة بعودة الكابتن لوكاس ليقود عملية الرقابة، الا ان ارتفاع سن بقية اللاعبين يجعلهم بطيئي الحركة في عملية الاسناد، وهو ما يلقي بالعبء الاكبر على كاهان وروبي كروز في البحث عن منافذ تؤدي الى المرمى بعيدا عن رقابة رباعي دفاعنا.
وما قيل عن الخط الخلفي ينطبق على لاعبي خط الوسط، وان كان الثنائي اوجنينوفسكي وبريسكيانو يمتلكان قدرات هائلة في ايجاد حلول تكتيكية مناسبة للتكتلات الدفاعية، وهو ما يجب ان يتنبه له منتخبنا على وجه التحديد.
النشامى بالابيض
وكان مدير المنتخب اسامة طلال قد حضر الاجتماع الفني للمباراة الذي تم خلاله مناقشة التعليمات الفنية بحضور مراقب المباراة وطاقم الحكام حيث تقرر ان يلعب منتخبنا بالقمصان البيضاء والمنتخب الاسترالي باللون الاصفر.
كيف يمكن ان يتأهل النشامى؟
– اذا فاز منتخبنا الوطني في مباراة اليوم وفي مباراة عمان فانه سيحصل على المركز الثاني المؤهل مباشرة للمونديال الى جانب اليابان ويحقق حلمه وحلم الجماهير.
– اذا حقق الفوز في مباراة اليوم وتعادل في المباراة المقبلة او حدث العكس فان تأهله سيعتمد على بقية نتائج الجولة.
– في حال خسر المنتخب مباراة اليوم وفاز على عمان او فاز اليوم وخسر امام عمان فان فرصته في التأهل المباشر عبر المركز الثاني ستضيع.
– اذا انهى منتخبنا مبارياته في المركز الثالث للمجموعة سيخوض مباراة حاسمة مع ثالث المجموعة الاخرى والفائز سيلتقي خامس فرق أميركا الجنوبية(الغد).