0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

، التوجيهي ، قلق وتوتر مع اقتراب موعد الامتحانات

 امتحانهم في دورتها الصيفية الأربعاء المقبل.
فـ”التوجيهي” بات يشكل مصدرا لاستنفار أسر لها أبناء أو بنات يقدمون هذا الامتحان المصيري، نظرا لما يترتب عليه من انعكاسات على مستقبل الطلبة.
وما إن يبدأ العام الدراسي لطلبة “التوجيهي”، ومنذ قبل بدء الامتحانات، يعلن الأهل الطوارئ، فتتوقف الأمهات عن واجباتهن الاجتماعية المعتادة، بذريعة “عندي توجيهي في البيت”، وما ينفك رب الأسرة مذكراً ابنه أو ابنته، بحرج المرحلة التي يعيشونها بهدف حضهم على الاستعداد للدراسة.
وتتسبب هذه اللحظات على حد تعبير طلبة، بتفاقم الشعور بعدم الثقة بقدراتهم، فضلا عن خلق حالة قلق وتوتر، ما ينعكس سلبا على أدائهم الدراسي.
وعلى الرغم من الرسائل التي تبثها وزارة التربية والتعليم لطمأنة الطلبة وذويهم، إلا أن تلك الرسائل، سرعان ما تتبدد نتيجة للأزمة المجتمعية التي تثيرها امتحانات “التوجيهي”، فتسعى الوزارة للتذكير دائما بأن هذه الامتحانات عادية، أسئلتها نابعة من المنهاج المدرسي.
الأم كنانة يوسف قالت لـ”الغد” إن ابنتها بدأت تمر بحالة إرباك خلال استعدادها للامتحانات، فيما قالت والدة الطالب عماد “أبذل كل جهدي لتوفير ظروف مناسبة لابني، ليتمكن من الدراسة واستيعاب المنهاج، وأحاول بث الهدوء في البيت لأجله”.
وأكدت أن فترة الامتحانات من الأوقات الصعبة التي يمر بها طلبة الثانوية العامة، ما يتطلب من الأهالي بذل مزيد من الجهود لتوفير أجواء مناسبة لأبنائهم، فهذا أقل ما يجب تقديمه لهم.
في حين تؤكد الطالبة سمية سفيان، أنها لا تشعر بالخوف والقلق والتوتر مع اقتراب فترة الامتحانات، لأن هذه المشاعر تجعلها غير قادرة على التركيز والدراسة، و”بالتالي سأخسر الوقت والجهد، ما يعني ان الخوف لا يفيدني بشيء”.
وأوضحت أنها تسعى للمحافظة على معنويات عالية، لتتمكن من الدراسة “كما أتوقع أن أحصل على معدل فوق 95 % كباقي أخواتي، لأني أدرس نحو عشر ساعات يوميا”، لافتة إلى أن أسرتها توفر لها أجواء مناسبة للدراسة.
وتقول أم يزن “ابني عمار لم يعد يأبه بالنصائح التي أوجهها له”، لافتة الى انه لا يهتم بدراسته مطلقا فهو يشغل نفسه عن الدراسة بمتابعة مباريات كرة القدم، ومن هنا تبدأ المشاكل والخلافات معه، كونه لا يدرك خطورة هذه المرحلة.
بدوره؛ حذر دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي من المبالغة في القلق والتوتر من “التوجيهي”، الذي ينعكس سلبا على أداء الأبناء الذين يشعرون ايضا بالخوف والتوتر، ويحتاجون لأجواء نفسية مريحة تبدد هذه المشاعر.
وأضاف الخزاعي لـ”الغد” أن “الدراسات التي أجريت في الأردن والمتعلقة بالتوجيهي، تؤكد أن الأبناء يدخلون الامتحان متوترين، بسبب الخوف من الامتحان، وكيفية مواجهة المجتمع إذا كان المعدل يخالف توقعات الأهل، كون الامتحان أصبح تنافسيا بين الأهل والأقارب، بدون مراعاة الفروق الفردية للطلبة، ومعدل الأبناء في الثانوية هو المهم، دون الالتفات لقدرات الطلبة العلمية”.
وأكد الخزاعي أهمية توفير أجواء مناسبة للأبناء للدراسة، والبعد عن المشاجرات والانفعالات والصدامات الأسرية أمام الأبناء. مشددا على عدم تحميلهم فوق قدراتهم، فمطالبة الأهل لهم بالدراسة ساعات طويلة ومتواصلة، دون أخذ قسط من الراحة، سيؤثر على مستواهم في الدراسي، وبخاصة في حال لجوء الأهل لفرض قيود صارمة على تحركهم، ومنعهم من التواصل مع الأصدقاء وممارسة نشاطات أخرى غير أكاديمية.
ويشير الخزاعي إلى أن قوائم الممنوعات التي توضع من قبل الأهل، تعطل نشاطات الأبناء وتزيد من تذمرهم من الدراسة، ومن تدخل الأهل بهم، فالتوجيهات والارشادات يجب ان تكون هادئة وإيجابية.
ولفت إلى أن على الأهل عدم حرمان الأبناء من ممارسة بعض النشاطات والهوايات، واعتبار البرنامج الدراسي الذي يضعه الابن للدراسة، مناسبا لما تحتاجه المواد الدراسية من جهد وتحضير.
ودعا إلى تفهم الأسر بأن الفشل أو عدم الحصول على معدلات من قبل أبنائهم، لا يعتبر نهاية المطاف، مؤكدا أن الغضب وإدخال الأبناء في أجواء نفسية سيئة، قد يستمر لفترة طويلة نتيجة الإخفاق في الامتحان، وهذا ليس منصفا لهم.
ويرى الخزاعي أن هناك اختلافا في قدرات الطلبة الأكاديمية، وهذا التفاوت يجب أن يؤخذ بالاعتبار من قبل الأسر، لافتا إلى أهمية توفير أجواء مناسبة للأبناء، بهدف الدراسة دون تحميلهم فوق قدراتهم.