ورقة رسمية تطلب من الخطباء توثيق عدد مصلي الجمعة.. و”الأوقاف” توضح
وكالة الناس – حصلت مصادر على ورقة تم توزيعها على خطباء المساجد لتعبئتها، تحت عنوان “تقرير خطبة الجمعة”، ويشمل اسم الخطيب، والمديرية التي يتبع لها، ورقم هاتفه، وتاريخ الخطبة التي ألقاها، واسم المسجد، وعنوان الخطبة، وعدد الحضور، بالإضافة إلى خانة للملاحظات.
وبحسب أحد خطباء مساجد محافظة إربد؛ فإن مديرية الأوقاف وزعت عليهم هذا النموذج، طالبة منهم تعبئته وتسليمه في نهاية كل شهر.
وقال الخطيب الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إنه استلم عدة نماذج الأسبوع الماضي، مشيرا إلى تزامن توزيع هذه النماذج مع إلزام الخطباء في الخطبة.
وأضاف أن هذه النماذج تأتي في سياق التشديد على خطباء الجمعة بالالتزام بالخطبة الموحدة التي تفرضها وزارة الأوقاف.
واستغرب الخطيب من وضع خانة لعدد المصلين الذي يحضرون الخطبة، متسائلا: “كيف لي أن أعد المصلين واحدا واحدا وأنا مشغول في إلقاء الخطبة؟”.
من جهته؛ قال مدير الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف، الدكتور إسماعيل الخطبا، إن هذه الورقة تصدر عن الوزارة منذ عام ونصف تقريباً، مؤكدا أن “الهدف منها هو حفظ حقوق خطباء الجمعة على نظام الإكراميات، حيث يتم اعتمادها في توزيع المستحقات المالية”.
وأضاف أن “الخطباء المعينين من وزارة الأوقاف يملؤونها أيضاً، حيث يحصلون على بدلات عن خطبة الجمعة، بحسب قرار صدر قبل فترة”.
وأوضح الخطبا أن “خانة عدد الحضور تأتي من باب معرفة عدد تقريبي لرواد المساجد، فيتم توزيع الخطباء بناء على هذه الاحصائيات التقريبية، فليس منطقياً أن يتم إرسال دكتور جامعي ليخطب في مسجد لا يتجاوز عدد مصليه 15 شخصاً”.
ولكن أحد خطباء مساجد عمان، أكد أن هذه الورقة وصلته من “الأوقاف” قبل أربعة شهور رغم أنه يخطب الجمعة منذ 12 عاماً، معتبرا في حديثه أنها “ليس لها علاقة بالإكراميات، والمديرية لم تخبرنا بأن هذا هو الغرض منها”.
وأضاف الخطيب الذي فضل عدم كشف اسمه هو الآخر، أنه “إذا كان المقصود من هذه الخطبة هو توثيق صرف الإكراميات؛ فما الداعي لذكر عنوان الخطبة، وعدد الحضور؟”.
وأوضح أنه منذ ثلاثة أسابيع يتلقى هو وزملاؤه الخطباء في إحدى مناطق عمان، اتصالا هاتفيا من قبل “الإمام الأول” الذي عينته المديرية، للتأكد من أنهم التزموا بـ”الخطبة الموحدة”.
وفي المقابل؛ قال مدير مديرية أوقاف إربد الثانية، د. عبد السلام نصيرات إن “هذه الورقة توزع على الأئمة منذ حوالي 25 عاما، لغايات احتساب المكافآت للخطباء, وليست جديدة”.
وأضاف النصيرات أن ديوان المحاسبة يرفض صرف مستحقات الأئمة إلا بوجود هذه الورقة, مشيرا إلى أن “بعض الأئمة يوكلون آخرين بالخطبة عنهم، وهذه الورقة هي إقرار من الامام بصحة المعلومات الواردة بها”.
يشار إلى أن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، الدكتور وائل عربيات، قد أعلن عن البدء بتفعيل مشروع “المسجد الجامع” الذي يقوم على دمج المساجد التي تقام بها خطبة الجمعة، في يوم الاثنين 11 تموز/يوليو 2016.