مسيرة وسط البلد تحمل عنوان "جمعة الأكفان"
وحراكات إصلاحية تضامنا مع الأسرى الأردنيين الذين دخلوا يومهم الواحد والثلاثين في إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وشارك في المسيرة التي انتهت عن ساحة النخيل وبلغ عدد مشاركيها أكثر من ألف شخص قيادات في الحركة الإسلامية وممثلون عن حراكات شعبية وعشائرية وإصلاحية في الأردن، بالإضافة إلى أهالي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال.
وصدحت الهتافات التي تطالب الحكومة بالتدخل لنصرة قضية الأسرى الأردنيين الذين دخلوا في حالة حرجة من جراء دخول ستة أسرى منهم إلى المستشفيات بسبب تردي أوضاعهم الصحية وامتناعهم عن تناول الدواء كجزء من احتجاجهم الذين يوجهون من خلاله رسالة للحكومة الأردنية لإنصاف قضيتهم.
وندد المشاركون في المسيرة غياب السفير الأردني في تل أبيب وليد عبيدات عن قضية الأسرى وعدم زيارته لهم منذ اليوم الأول من معركة أمعائهم الخاوية، منددين في الوقت ذاته استقبال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز منذ أيام في مؤتمر دافوس في الوقت الذي يضرب فيه الأسرى الأردنيون عن الطعام.
وأكدوا أن هناك أوراق ضغط تستطيع الحكومة الأردنية استخدامها لنصرة أسراها لاسيّما وأنها موقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل تمكنها من التدخل وإتباع أقصى درجات الدفاع عن أسراها.
واستنكروا دور وزارة الخارجية الأردنية الذي وصفوه بالمتقاعس إزاء قضية الأسرى، محملين وزيرها ناصر جودة مسؤولية ما قد يودي إليه الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الأردنيون من عواقب تنبؤوا بأنها عواقب وخيمة.
كما وأكدوا على استمرار الحراك الشعبي الإصلاحي بالدفاع عن قضية الأسرى وتنظيم الفعاليات التضامنية لهم إلى حين تحقيق مطالبهم أولها الإفراج عنهم، مطالبين من الرأي العام الأردني ومن خلال وسائل الإعلام أن يحمل شعار الأسرى عنوانا للمرحلة المقبلة.
ومن بين الهتافات التي صدحت في المسيرة وسط تواجد امني كثيف “أسرانا عدوا الثلاثين وهم لسة مضربين وين النخوة وين الدين”، “كلمة وحدة وباختصار الأسرى تحت الاحتضار”، “يا للعار يا للعار باعوا الأسرى بالدولار ويا للعار يا للعار السفير جوا الدار والأسرى برا الدار”.
وحيوا المعتقل الأردني أحمد الدقامسة واعتبروا أن اعتقاله عار على الأمة العربية، وطالبوا بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان وطرد سفيرها كرد اعتبار على معركة الأمعاء الخاوية للأسرى الأردنيين.
وفي كلمة له أمام حشود المشاركين في المسيرة قال القيادي في حركة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات أن الحكومة غائبة عن مواطنيها وعن الواجب الوطني وكأن أسراها غير مضربين عن الطعام.
وأشار إلى أن بعض الأسرى الأردنيين قضى أكثر من أربعين عاما داخل المعتقلات الصهيوينة، وأضاف “الحكومة تتحدث عن كل شيء إلا عن مواطنيها سواء الأسرى منهم أو الأسرى في داخل الأردن أسرى الكرامة والعدل والحرية”.
وأضاف “فهم أسرى كذلك في بلادهم فالحكومة تأسر الكلمة الحرة وسلطة الشعب وتتحكم بمصيره وتضع يدها بيد عدوه الذي سجن شبابها وهي غائبة وغير موجودة تحافظ على أمن الإسرائيليين ولا تحافظ على كرامة أسراها”.
وممثلا عن الحراك العشائري الأردني قال النائب السابق الدكتور علي الضلاعين في كلمته “لقد جئنا هنا لاثارة قضية الأسرى لدى الرأي العام حيث هذه المسيرة من المسيرات القليلة التي خصصناها للحديث عن مصير العشرات من الأسرى الأردنيين”.
وأضاف “هذه القضية التي لم تحرك الحكومات الأردنية المتعاقبة ساكنا تجاهها ولا تعطي وزارة الخارجية فيها أي أولوية لها فرسالتنا موجهة للدولة الأردنية لضرورة متابعتها لقضية الأسرى والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل الإفراج عنهم”.
واعتبر الأسير الأردني المحرر سلطان العجلوني أنه من “العيب” على الحكومة الأردنية أن تترك أسراها مضربين عن الطعام وسط صمت غير مفسر منها، وأكد على أن من يشكك بوطنية الأسرى الأردنيين وحبهم للأردن فهو مخطئ بل هم أكثر الناس وطنية بحسب إضافته.
إلى ذلك أصدرت تنسيقية اللجان العاملة للأسرى بيانا جاء فيه “إننا نستهجن ونستنكر موقف الحكومة اللامبالي بحياة الأردنيين، والأسرى الذين أعلنوا من خلال رسائلهم أن أوزانهم تنقص ولكن معنوياتهم ترتفع وكأنهم ليسوا مواطنين لهم حقوق من قبل الدولة الأردنية”.
وأضاف البيان “هل ينتظر السفير الأردني أن يتلقى اتصالا هاتفيا من قبل قوات السجون بان عليه أن يحضر لاستلام جثامين الأسرى”، مؤكدين في بيانهم إلى استمرار الفعاليات المتضامنة مع الأسرى داعين مؤسسات حقوق الكانسان أن تؤدي دورها وواجبها إزاء قضية الأسرى، وداعين كذلك الأحزاب والفعاليات الشعبية للتضامن معهم.