0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

طائرة ، ميلاوي ، وأغنية ، كرزون ،

أقدمت “جويس باندا” رئيسة الدولة الإفريقية الفقيرة “ميلاوي” على بيع الطائرة الرئاسية اليتيمة في بلادها التي اشتراها الزعيم الراحل للبلاد “بينغو موثاريكا” في عام 2009 وذلك مساهمةً منها بتوفير السيولة للبلاد التي تمر بضائقة مالية صعبة، كما قامت ببيع 35 سيارة مرسيدس يستخدمها أعضاء حكومتها وخفضت راتبها 30% وقامت بإجراءات تقشفية أخرى في محاولة منها لإصلاح الاقتصاد الذي يتهاوى وتأمين رواتب الموظفين والنفقات الضرورية للدولة بأية صورة كانت …

 

طبعاً هذه السيدة الفاضلة تعرف تماماً أنه لا مجال “للفخفخة” والوضع “ماكل ديزل” كما ان لا جدوى من “الكبرة”..خصوصاً إذا كانت كبرة على “خا…ق”.فقط أرجو منكم ان تبحثوا عن صورة “جويس باندا” في جوجل لتروها ترتدي طوقاً مزيفاً “اكسسوار” و فستاناً اقرب بألوانه وشكله  الى “وجه فرشة” منها الى فستان بالإضافة الى غطاءٍ للرأس من نفس اللون و”النقشة”..

 

**

 

بيع الطائرة وسيارات المرسيدس لغاية التقشّف كانت في “ميلاوي” أما إذا أردتم أن تعرفوا “البلاوي” فهي عندنا تحديداً..أمانة عمان المديونة الكبرى ، والمسؤولة بالدرجة الأولى عن البنية التحية للمدينة ومستوى النظافة وتأهيل الطرق والشوارع وإنارتها ..وقّعت في تاريخ 15-9-2012 أمر شراء مع شركة خاصة للإنتاج الفني لإنتاج أغنية للفنانة ديانا كرزون بعنوان “أنت الربيع’ وذلك من خلال عقد تلزيم بقيمة ٤٠٦٠٠ دينار أردني فقط لا غير .
مقابل حصول حقوق بث الأغنية حصريا لإذاعة هوا عمان التابعة للأمانة ..وذلك حسب ما ورد في خبر على موقع جو24 الإخباري مدعماً بوثيقة أمر الشراء..

 

 

 

أغنية تكلف أكثر من أربعين ألفاً..يا سلام على التقشف!! طيب كم كلّفت الكلمة الواحدة المغناة شاملة الرسوم والضرائب؟ وهل النحنحة داخلة في الحساب أيضا؟؟؟ من الآخر؛  الزغروتة التي ترافق كل أغنية أردنية زي الطابع “قديش وقفت علينا”  في هذه الأغنية التي لم نسمعها “احكوا الصحيح”!!..

 

أربعون ألف دينار لأجل أغنية ستضاف الى فائض الأغاني التي لا تسمع وان سمعت لا تحفظ سوى في أرشيف الإذاعة المنتجة…فقط أود أن أسأل من وقّع على أمر الشراء ومن وسوس له: في “الأربعين الف دينار” ..كم عرباية نستطيع ان نشتري لعمال الوطن،  وكم مكنسة وكم “كريك”..كم “لمبة” شارع نستطيع أن نؤهل وكم حادث سير سنتلافى وكم روح سننقذ…وكم مريضاَ سنعالج ، وكم عاملاً سنفرح لو وزّعت عليهم بالتساوي – كنوع من الإكرامية – بعيد الفطر أو يوم الاستقلال؟؟؟…لماذا علينا أن نقرأ خبراً يقطر انتماءاً ووطنية  من “ميلاوي” بينما ليل نهار نسرق هذا الوطن و “نفاغر” بحبّه المزّيف رياءً ومصلحة !!..

 

 

 

لا أعرف لم كلما سمعت المثل القائل : “بجهنّم وبتبــ….” أحسست انه قيل فينا نحن وفي اقتصادنا تحديداً …

 

 

 

احمد حسن الزعبي

 

ahmedalzoubi@hotmail.com