هل تستقبل عمان الرئيس الإيراني؟!
تسعى طهران -بكل قوتها- إلى تحسين العلاقات مع الأردن، والواضح أن عمان لا تتمنّع فحسب، بل لا تريد تحسين تلك العلاقات بأي شكل من الأشكال، تحت مخاوف قصص قديمة، وقراءات للمستقبل.
ورغم كل المساعي الإيرانية ابتداء من العروض الاقتصادية، مروراً بزيارة وزير الخارجية الإيرانية الى عمان، إلا أن التجميد ما زال يطغى على العلاقات مع طهران، وهو تجميد لا يراد وضع حد له على ما يبدو.
في المعلومات فإن هنالك احتمالا لقيام طهران بطلب زيارة للرئيس الإيراني الى الأردن ، وهو طلب لم يتم تقديمه رسميا حتى الآن.
لا أحد يعرف هل سيستقبله الأردن أم سيرفض استقباله؟! فالأردن بالكاد احتمل زيارة وزير الخارجية الايراني مؤخراً، وهي زيارة يتيمة في علاقات البلدين.
العلاقات بين عمان وطهران، تدهورت أساسا، منذ الحرب العراقية -الإيرانية، إذ اعتبر الإيرانيون انذآك ان الاردن يدعم بغداد الرسمية، ويسخر إمكاناته ومطاراته والميناء، لدعم النظام العراقي في تلك الحرب.
التسعينيات ايضا، شهدت مواجهات إردنية- إيرانية على الصعيدين الأمني والدبلوماسي، وطرد الاردن دبلوماسيين إيرانيين، بسبب نشاطاتهم، والتي منها زيارة دبلوماسي الى الكرك وتحدثه بقضايا حساسة في تلك المنطقة.
بقيت العلاقة سيئة، وتزداد سوءاً بخاصة أن هناك تيارات دينية اردنية تكفّر الإيرانيين على خلفية التشيع، وهناك تيارات سياسية ترى أن طهران خطر على الأردن، هي وسلسلة توابعها التي تبدأ بحزب الله وتنتهي بجهات اخرى.
لا سفير للأردن لدى طهران حتى الآن، وهناك قائم بالأعمال، والواضح ان عمان تتخذ موقفا يتطابق مع دول عربية اخرى، في المنطقة، ولايمكن للاردن هنا ان يتفلّت من حزمة تحالفاته الخليجية، والدولية.
مؤخراً انفجرت موجة من العداء للشيعة في البلد، والتشيع يتم الحديث عنه سياسيا باعتباره سلاحا ايرانيا، وقد سمعنا تصريحات لمسؤولين رسميين يتعهدون فيها بمنع زيارات الايرانيين والعراقيين الى المقامات جنوب المملكة لعامين.
السفير الإيراني في عمان أثار ضجة مرتين: الأولى استقباله وجهاء من معان في دار السفارة، والثانية حين لبّى دعوة الى الطفيلة، وهي بالمناسبة دعوة رسمية من وزارة السياحة.
ما يقال هنا إن الأردن بإمكانه ان يخفف حدة الحساسيات مع ايران، دون ان يصبح محطة ايرانية، وهذا التخفيف قد يفيد بتعظيم مصالح لدول عربية اخرى، ويفيد ايضا بتخفيف المشاعر الإيرانية القائمة على العزلة والاستهداف والتحالف مع عواصم محددة.
هناك دول لدينا علاقات معها، ولها سفارات هنا، اخطر علينا ألف مرة من إيران، ورغم ذلك ندير علاقاتنا معها بحذر وتوازن دون قطيعة كاملة، فيما إيران التي يمكن توظيف العلاقات معها لمصالح اردنية وخليجية وعربية نقاطعها كليا.
لا يمكن للأردن السياسي والرسمي ان يكون إيرانيا، وعلى هذا فإنه من الممكن ان تكون هناك علاقة جيدة مع إيران دون فواتير، ولعل العلاقة الجيدة والمتحفظة في ذات الوقت تمنع العداوة وتزيل الأخطار الكامنة.
علاقات عادية ومحددة السقف مع طهران أقل خطراً بكثير من عداوة مفتوحة لا أحد يعرف أين تكمن مفاجآتها, وأفضل أيضا من علاقات باردة وسيئة، كما هو الواقع حاليا.
maher@addustour.com.jo