الخطر الإيراني الزاحف
كل دول المنطقة سواء كانت عربية أو غير عربية هي في حالة دفاع عن النفس، وليس لأحدها مشروع توسعي ومطامع خارجية.
الاستثناء الوحيد من هذا التعميم هو إيران، فهذه الدولة ليست في حالة دفاع، بل على العكس تحمل مشروعاً للتوسع الإقليمي.
في آخر تحركات إيران تم الكشف عن خطط لإقامة قواعد بحرية على شواطئ سوريا واليمن أو بأقرب نقطة منهما، والهدف بطبيعة الحال هو تأكيد خطط إيران لتطويق السعودية تمهيداً للسيطرة على الاماكن المقدسة. وطريق إيران من سوريا ولبنان إلى السعودية تمر عبر الاردن.
لم يكن غريباً ما صدر عن إيران من تصريحات حول سيطرتها على أربع عواصم عربية هي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء. هذا مجرد بداية.
ما يقف في الميزان في اللحظة الراهنة هو مصير سوريا التي كانت دائماً القلب النابض للأمة العربية، فماذا إذا نجحت إيران في فرض سيطرتها على دمشق كما فرضتها على بغداد وبيروت؟ والأهم من وجهة نظرنا ماذا يعني ذلك بالنسبة للأردن، هل هو خارج مخطط المشروع الإيراني.
هناك بيننا من يخدعون أنفسهم بأن إيران وغير إيران لا يمكن أن يهددوا الأردن، لأن أميركا وإسرائيل والمجتمع الدولي لا يسمحون بذلك.
لكن ماذا فعلت أميركا وإسرائيل والمجتمع الدولي لحماية العراق ولبنان وسوريا واليمن؟.
إيران بمطامحها المعلنة ومشاريعها التوسعية تمثل خطراً داهماً على المشرق العربي بأكمله، وهي القوة الوحيدة في المنطقة التي تحمل مشروعاً توسعياً وتسعى لتنفيذه خطوة خطوة.
فيما عدا الأردن فإن كل منطقة الهلال الخصيب واقعة بقبضة إيران، وليس صحيحاً أن تدخل إيران في سـوريا يستهدف حماية نظام الأسد، فلهذا النظام جذور قومية عربية يصعب على إيران هضمها ويجب القضاء عليها في نهاية المطاف.
مصلحة الأردن تكمن في صمود سوريا باعتبارها خط الدفاع الأول عن سلامة الأردن وأمنه واستقراره.
مصلحة الأردن تفرض عليه التخلي عن دور المتفرج على ما يحدث في سوريا اكتفاء بحماية الحدود. مصلحة الأردن تكمن في صمود سوريا العربية ودعم الجيش السوري النظامي الذي أثبت نجاعته وصموده.
هناك مكان لمشروع عربي حول محور مصر- السعودية يستهدف حشد قوى الامة العربية لصد الزحف الإيراني ، وإرغام إيران على التراجع إلى حدودها.