ندوة حوارية حول تجربة البيت الأدبي للثقافة والفنون في رابطة الكتّاب الأردنيين (صور)
** كل عمل هو صورة ذاتية للشخص الذي أنجزه، لذا ذيل عملك بتوقيع التميز.
** البيت الأدبي للثقافة والفنون “بيت العيلة” الذي يجمعنا على محبة وصداقة وفرح وأجمل اللحظات التي يصنعها المربي الفاضل والإنسان الخلوق الراقي الخدوم “أحمد أبو حليوة” لكل زائر لبيته الثقافي والإبداعي والاجتماعي.
** النجاح الثقافي يتطلب هيئة إدارية واعية، وعندما أسأل كم عدد الهيئة الإدارية لديك أقول: كل فرد يدخل البيت الأدبي هو عضو بهيئتي الإدارية، فبهذا الإيمان وصلت بعد عشرين عاما أرى معكم هذا الملتقى، فالبيت الأدبي حلم فاق الواقع، وأرحب بكم جميعا وكل الشكر لمديرية ثقافة الزرقاء هذا الصرح الذي نعتز به “أحمد أبو حليوة”.
وكالة الناس – هند السليم
أذكر في أول ليلة من كانون الأول عام 2022، قررت زيارة البيت الأدبي لكثرة تردد الحديث عنه على مسامعي، فأنطلقت إليه برغبة وترقب وفضول بعد أن جهزت عدستي كي التقط صورا من داخله، كنوع من توثيق الزيارة لمعلم مميز في مدينة الزرقاء، وبمحاولة لإيجاد ما أبحث عنه في البيوت الأدبية، كما اذكر جيدا تلك اللحظات التي لن أنساها كلما كنت أقترب خطوة منه، أبحث عنه في حي شعبي قديم بين الأبنية، واتسائل … أيهم هو يا ترى؟ وعلى الطريق المهتريء كان على ناصية ذاك الطريق بيت صغير تملؤه المحبة والألفة؛ وجدته! منزل مضاء بألوان زاهية مفرحة، متعلقة بجدرانه الأعلام الصغيرة الملونة؛ المتأرجة ذهابا وإيابا مع الرياح، مزين بشجرة وردية متناثرة بكل زاوية متدلية أغصانها من الداخل إلى خارج أسواره … حينها شعرت بموجة نقية ناعمة قادمة نحوي احاطتني بالدفء والجمال، وكأنها اخترقت قفصي الصدري لتمتزج مع أنفاسي وتسكن الضجيج داخلي من تساؤلات صاخبة يسمعها قلبي ويحتار عقلي بالإجابة عنها.
تلك النظرة الأولى سافرت بي بعيدا … رأيت انكسارات لا تحصى، وجع يترجم دون وعي ليصنع بعده فرح يدّون ويسمع ويشاهد، بصدق وحب مفقود بكل مكان آخر؛ إلا في البيت الأدبي الذي أصبح ذاكرة الفؤاد لكل زواره ورواده، واصبح البيت الحميم المملوء بأصوات الحب والفرح، ويعتبر واقع فاق الحلم، هذا البيت الذي كان فكرة وبدأ بحلم فأصبح واقعا، لتتجلى ليالي السهر في الصيف والشتاء، وترسم من عناقيد الأمل فرحا قادما.
كنت قد حضرت في ذهني شيئا عكس ما رأيت عندما وصلت، حسبت بأنه لا توجد كلمات تسعفني في المقام، ولا رغبات تشغلني حينها سوى التواجد والتسليم … هو ما ينبغي، وكأنني وصلت إلى مكان جديد لم أعرفه من قبل؛ حيث رأيته كبير بالرغم من صغر حجمه وازدحامه بالناس؛ فعندما رأيته لم أستطع أن أترك نفسي تتوه في التخيل بل حضر مشهد واحد أمام عيني، لأرى اجتماع الناس تحت سقف واحد، بمختلف الأعمار والثقافات والإبداعات بمشاعر حميمية عائلية، ومهما وصفته لن أستطيع أن أكمل الصورة الحسية لدى كل شخص يقف أمامه، ثم يتعدى البوابة ليرى مجلس اللقاءات العبق بالتاريخ المنبعث من صور خارطة فلسطين الحبيبة، والحافل بالدروع تكريما للإبداع الأدبي المحترف، فنحن دائما ما نزور الذكرى ونبحث فى رمادها عن بعض الجمر ليشعل الحياة فينا من جديد. دخلت ذاك البيت باحثة عنه في كل زاوية لألقي عليه التحية وأسمع منه كلمات الترحيب! من هو؟ … هل تقصدين صاحب البصمة؟ نعم … صاحب البصمة والكلمة والموقف والبيت … الأستاذ القدير “أحمد أبو حليوة”.
“أبو حليوة” القاص الإنسان، عمل على بناء بيته الخاص ليصبح حاضنة ثقافية لأدباء وكتاب وشعراء كانوا مبتدئين في الإبداع؛ حيث بدأ بلقاء بعض من الأشخاص، ووصل الآن إلى لقاء شهري ثابت عام مفتوح للجميع، يضم قراءات شعرية قصصية سردية، واستضافة شخصية سياسية أو إبداعية، وفقرات موسيقية غنائية، وبالإضافة إلى الفقرة المسرحية؛ كما يصف “أبو حليوة” بيته الأدبي بالحالة الإنسانية؛ حيث نجد الطفل والشاب والكهل، من الأطفال من خطى خطواته الأولى داخل البيت الأدبي، وهناك من رحل بداعي سفر أو وفاة، هو بيت يجمع اللقاء والفرح بأحدى أمسياته ثم يودع من رحلوا حزنا بأمسية أخرى.
وأكد “أبو حليوة” أن البيت الأدبي هو مبادرة فردية من “أبو حليوة” في منزله ومازال، ولا يخضع لأي جهة رسمية أو غير رسمية؛ وتميز بما يسمى بالنقد، فالفعل الثقافي هو فعل تعاوني وتكاملي وليس فعل تنافسي، حيث صنع منه مسيرة نجاح، وإذا كان الناس يبحثون عن النجاح، فإن النجاح كان يبحث عنه؛ ولا أبالغ في هذا القول!! فقد أصبح نموذجا لصناعة الثقافة في وطننا الحبيب، وهذا كان عنوان الندوة الحوارية بمناسبة مرور عشرون عاما على تأسيس البيت الأدبي للثقافة والفنون مساء أمس في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، التي استضافت الناشط والأديب والقاص الإنسان “أحمد أبو حليوة”، وقام على إدارة تفاصيل الندوة وحوارها الشاعر المتألق “إسلام علقم”، وشارك بمداخلات وتساؤلات حول مسيرة العشرين عام للبيت الأدبي عدد من الحضور من شعراء ونقاد وأدباء.