كتاب جديد بعنوان ” سنواتي في منظمة التحرير مع أبو عمار”
وكالة الناس – صدر عن دار الخليج للنشر والتوزيع في عمان في هذه الأيام، كتاب جديد للكانب الفلسطيني ابن القدس حنا عميره، بعنوان “سنواتي في منظمة التحرير مع أبو عمار”. يمتد هذا الكتاب على 528 صفحة من الحجم المتوسط، ويستعرض الكاتب فيه مرحلة دقيقة وحساسة منذ بداية عضويته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في العام 2001 وحتى رحيل عرفات واستشهاده في نهاية العام 2004. قدّم للكتاب في كلمات عميقة ومؤثرة الكانب الفلسطيني الكبير محمود شقير.
يقع هذا الكتاب في المسافة ما بين السيرة الذاتية والمذكرات السياسية، ويشير الى خمسة احداث كبرى كان لها الأثر البالغ على مسار القضية الفلسطينية، ابتدأت بهجمات 11 أيلول 2001 الارهابية في الولايات المتحدة، وبدء ما أسمته الإدارة الأميركية الحرب على الإرهاب. ثم في بدء إسرائيل مخطط بناء جدار العزل العنصري في الضفة الغربية تحت غطاء مقاومة الارهاب، تلاه الإعلان عن خريطة الطريق لإقامة دولة فلسطينية خلال 3 سنوات والتي بقيت مجرد كلام، وبعدهما اعلان شارون رئيس وزراء إسرائيل حينذاك عن فك الارتباط عن غزة مع إبقائها تحت الحصار. وتكللت هذه الاحداث الكبرى باستشهاد عرفات وقبل ذلك باغتيال واستشهاد عدد من القادة الفلسطينيين من بينهم زعيم حماس الشيخ احمد ياسين في غزة وامين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى في رام الله.
ومن وجهة نظر الكاتب كما وردت في الكتاب، ساهمت هذه الاحداث في اعادة تكوين السلطة الفلسطينية بالشكل الذي باتت عليه حتى الان. كما استعرض الكاتب في الكتاب الحالة الداخلية في القيادة الفلسطينية، في بداية مرحلة غياب الرئيس أبو عمار بعد نقله الى المستشفى الفرنسي في باريس، حيث أشار الى نشؤ ما وصفه حالة من الارتباك والفوضى، وفي نفس السياق تحدث عميره أيضا عما وصفه ب ” تشابك وتضارب المرجعيات” حيث اظهر غياب الرئيس أبو عمار ان اللجنة التنفيذية ليست هيئة تنفيذية بالفعل لأنها تفتقد لاي أدوات تنفيذية. وحاول الكاتب ان يستعرض نهج أبو عمار في القيادة والذي كان يتبدل ويتغير وفق تبدل الظروف التي حاول أبو عمار ان يتعامل معها كما هي رغم الواقع الصعب الذي أحاط به. وفي سعيه لتصويب ولتصحيح ما اورثه لنفسه من اتفاقات، فقد اختار ان يواجه نهج المغامرة والتطرف من جهة، وهذا أبعد عنه مع اختلفوا عليه، وأن يرفض نهج الاستسلام والتخاذل من الجهة الثانية وفي هذه الحالة رفضه اعداءه. لهذا وهذا ما يظهره الكتاب، سار أبو عمار على خيط رفيع، ولهذا أيضا خاض حياة صعبة ومعقدة، وخاصة مع بعض الذين رغم انهم انتقدوه وهاجموه، فقد تشاركوا معه في اجتماعات القيادة. كان هدف عرفات من وراء ذلك، ومن خلال مواجهته للاحتلال، هو عدم تكرار ما حدث له في بيروت إثر العدوان الإسرائيلي في العام 1982 الذي أدى لإجلاء القوات الفلسطينية من لبنان. وفي النهاية يورد الكتاب ان أبو عمار لم يمت بسبب تقدم العمر أو المرض، وكان جليا أن وفاته لم تكن طبيعية.
واختتم الكاتب هذه المرحلة من سنواته الأولى في “اللجنة التنفيذية” بثلاثة فصول عن مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، هذه المدينة المرابطة الصامدة، المتمسكة بتاريخها واصالتها وحب شعبها لها. ثم بفصل رابع يقدم بعض الاستخلاصات مع رحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، في نهاية العام الرابع لانتفاضة الأقصى التي ابتدأت في العام 2000، والتي تمخضت عن إعادة تكوين السلطة الفلسطينية على ما هي عليه حتى هذا الوقت.
وباختصار مفيد يستنتج الكاتب بان القضايا الجوهرية التي ناقشنها اجتماعات قيادة منظمة التحرير في تلك السنوات، لا تزال هي نفسها التي تناقش في هذه الايام.