0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

شهادة إبداعية في ديوان (إيقاع بوح) للشاعرة سكينة مطارنة

 

 

وكالة الناس – شهادة إبداعية في ديوان (إيقاع بوح) للشاعرة الدكتورة “سكينة مطارنة”، والصادر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.

لأول مرة عبر مسيرتي الأدبية والنقدية الطويلة ، أقف منشدها أمام لوحة فنية ترقرق مدادها.

فوق شفيف بساط حفه نضيد خمائل استوطنتها أسراب طيور ، ماست على إيقاعها الرتيب شجيرات دفلى روّى عروقها هدير نهر متجدد المشاعر.

هكذا وقفت أمام ( ديوان (إيقاع بوح) للشاعرة الدكتورة سكينة مطارنة، الديوان الذي دفعه بين يدي الأديب الناشر الأستاذ / وائل عبد ربه، مدير عام دار يافا العلمية للنشر والتوزيع في عمان العاصمة ؛ بغية تنقيحه وتدقيقه لغوياً ونحوياً.

ومنذ النظرة الأولى لعنوان الديوان (إيقاع بوح)، ارتسمت في مخيلتي لوحة تعبيرية تخفي في ثناياها الكثير مما يجب أن يقال.
حيث تحول تخيلي إلى واقع وأنا أتصفح سطور قصائد الديوان النثري، وشذرات من لآليء الحروف تترقرق لتتآلف بيد صائغ ليشكل جوهرة نظمت في لجين سمط لتزين جيد الأدب، تعزف برتابة تتابع أصوات وحركات كاشفة ما اختلج في النفس عبر مسيرة لم تثنها مطبات اصطناعية ، صوبتها بوصلة إرادة لا تنضب.
وبقراءة لقصيدة الشاعرة الدكتورة سكينة مطارنة الأولى (إيقاع اللاوعي)، نجد أن الشاعرة تسبح في ملكوت لا متناه برتابة واتزان، تخاطب ذاتها بدعابة أمومة، موظفة عناصر المونولوج، لتبدع صوراً فنية بعفوية دون تكلف، أو لجوء لصنعة أدبية متكلفة. فنراها تقول:
جلست أسأل الذات عن ذاتي.
وطال حوار الروح.
فالشاعرة تسائل نفسها، ذاتها، تناجي روحها لتجسد اللحن بصورة مخلوق بشري، يستعذب معاناتها وألمها ، وحرقة أنينها .فينبري الإيقاع برتابته، ووضوحه لخطف مناغاة النوم من عينين شخصتا تنتظران الآتي من خلف سراب الغيب.
وتسترسل الشاعرة في وصف معاناة مسيرة، لنجدها تمتشق سيف الإرادة والتحدي، متمردة على سرمدية ليل في فضاء ممتد لا نهاية لسطوته، حيث تصل إلى مرفأ اليقين فتقول:
الوعي يعاتب اللاوعي.. في تمرده.
واللاوعي يرفع النصر رايات.
أشياء كثيرة تخفيها الشاعرة بين فواصل الحروف، ليس بخلاً، ولكنها حنكة وتمرس في توظيف الرمز للوصول إلى دلالات واقعية.
أما في قصيدتها الثانية (أجيد الصمت)، فنرى الشاعرة هادئة، صوفية المنطق، تعتزل توجسات الذات، تبحث خلف حجاب الصمت عما ستحمله قوافل الزمن الآتي؛ حيث تقول:
أعتنق الهدوء ديانة.
أرتل آيات التجلي.
أتلو منها لما هو آت.
فالشاعرة استطاعت بجدارة من خلال خبرة اكتسبتها عبر مسيرتها أن تُعبر عما يجيش في مفاصل ذاتها ، وفي فواصل حروفها، مستنطقة الحرف، تحاكي الواقع الذي سعت إليه بإرادة وهمة وإصرار.
ومن الجدير بالذكر أن الشاعرة استطاعت بقريحتها الشعرية المتدفقة أن تخرج من إطار واقعها الإقليمي في الإبداع والنشر لتمخر سطور صحف عربية غير صحيفة الدستور الأردنية مثل: صحيفة كواليس الجزائرية، النيل والفرات المصرية، كواليس لبنانية، سما نيوز اليمنية.
حيث تنشر الشاعرة كتاباتها وإبداعاتها في صحيفة النيل والفرات في صفحة فضاءات عربية، إضافة للنشر في مجلات عربية ومحلية، حيث ترجمت بعض قصائدها للغات أجنبية، لا سيما أن الشاعرة حاصلة على درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية.
ونظراً لعمق ما تكتب فقد تناول النقاد قصائدها المنشورة نقداً وتحليلاً.
وتثميناً لنشاطها الإبداعي في الكتابة والنشر ، فقد حصلت الشاعرة على عدة أوسمة ودروع محلياً وعربياً ، إضافة لعضويتها في الاتحاد العالمي للمثقفين العرب ومقره السويد ، وكذلك في اتحاد الكتاب والأدباء والأردنيين.
أبارك للشاعرة الدكتورة “سكينة مطارنة” دفق عطائها الجديد، لا سيما وأن الشاعرة أصدرت ديوانها الأول (بريق الروح )عام 2022م، وهي بصدد إصدار ديوانها الثالث (تفاصل سفر)، إضافة لرواية اجتماعية لم تسمها بعد.
متمنياً للشاعرة مزيداً من العطاء، والتألق في جميع محطات مسيرتها الأدبية والثقافية.
مع خالص مودتي وتقديري
الشاعر الناقد أ. عبد الباسط محمد الكيالي