إشهار وتوقيع كتاب المستدرك في يوميات عدنان أبو عودة
وكالة الناس – أكد السياسي والوزير الأسبق عدنان أبوعودة أن قرار فك الارتباط القانوني والاداري مع الضفة الغربية كان هو قرارا استراتيجيا دفاعيا من قبل الأردن، موضحا أن القيادة الأردنية كانت أكثر وعيا بالخطر الصهيوني من أي دولة أخرى.
وأضاف، كان على الأردن أن يواجه النشاط الإسرائيلي التوسعي الذي قد يصل الى الاردن اذا استمر الحال، الامر الذي اضطر المغفور له الملك جلالة الحسين في حينه أن يأخذ قرارا استراتيجيا دفاعيا وهو فك العلاقة القانونية والادارية مع الضفة الغربية، وذلك لتثبيت الفلسطينيين في أرضهم، وسد طريق الهجرة الى الاردن، ومنع تحويل الاردن الى وطن بديل.
وأوضح أبو عودة، خلال حفل إشهار وتوقيع كتابه “المستدرك في يوميات عدنان أبو عودة، فلسطين: الأرض، الزمن ومساعي السلام” الذي أقيم مساء اليوم في المكتبة الوطنية بحضور سياسي رفيع، إن هذا الكتاب يعرف القارئ بقيادة جلالة الملك الحسين الحكيمة، “إذ كنت واحدا من الذين تشرفوا بالعمل معه لمدة 20 عاما مكنتني من معرفة جلالته كقائد حكيم مميز وصاحب رؤيا كانت هاشميته احدى مكوناتها، إضافة الى إنسانية سامية رفيعة انعكست في سلوكه مع شعبه.
وأشار إلى أن عنوان الكتاب يعتبر عن الارتباط الوثيق بين الاردن وفلسطين، وتطورات نكبته، فكلمة فلسطين تشير الى الجغرافيا التي ربطت الاردن بالقضية الفلسطينية منذ نشأتها، وترمز الأرض إلى واحدة من ركيزتي الصهيونية وهي أرض فلسطين التي أكملت الصهيونية السيطرة عليها عام 1967، والركيزة الثانية هي السكان وهي ما يعمل الاحتلال على تحقيقه منذ عام 1967 ببناء المستوطنات، واستقدام اليهود من مختلف إرجاء العالم ليحلوا محل سكانها العرب الفلسطينيين، مبينا أن هذان الأمران مترابطان يجعل منها مصدر تهديد للأردن مع تقدم الزمن.
ويتطرق كتاب أبو عودة الصادر مؤخرًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة “مذكرات وشهادات” إلى محطات مفصلية في العلاقات الأردنية – الفلسطينية، بتفاصيلها الموثقة في محاضر ووثائق واجتماعات رسمية، كان عدنان أبو عودة مشاركًا فيها، فترسم صورة لمسار هذه العلاقة التي هدفت إلى تحقيق اتحاد كونفدرالي، وتأهيل منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في مباحثات السلام ضمن وفد أردني فلسطيني مشترك.
كما تكشف اليوميات ما أحاط بتلك المباحثات من لقاءات عربية ودولية، وصولًا إلى انهيارها وإعلان فك الارتباط القانوني والإداري بين المملكة والضفة الغربية، نتج الكتاب الذي يستدرك بعض ما غاب عن يوميات عدنان أبو عودة، المنشورة سابقا، من قصاصات خطت بيده، وتقارير ومحاضر سجلت بتفاصيلها، أو إيجاز لها، والتي يمكن من خلالها قراءة تاريخ المنطقة في ما يخص منظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها الدولية، وعلاقاتها الثنائية مع المملكة الأردنية الهاشمية.
من جهته، قال الدكتور لبيب قمحاوي إن هذا الكتاب جاء من داخل دوائر الحكم من قبل أكثر الشخصيات السياسية الأردنية اطلاعا وتأثيرا في تلك الحقبة من عام 1972 الى عام 1988، ومضيفا ان هذه الكتاب يمثل وثيقة مرجعية هامة لأي باحث في السياسة الاردنية والعلاقات الاردنية الفلسطينية.
وبين أن الكتاب توثيقي وليس رأي سياسيا، فهو يوثق مسار الاحداث وطبيعتها، بناء على جهد ابو عودة بشكل منفرد واعتمادا على تقديره الشخصي، وليس جهد مؤسسي، موضحا أن لدينا هناك فقر في توثيق عملية اتخاذ القرار والسياسات.
وقال الدكتور مصطفى الحمارنة إن الكاتب لم يكتب كتابه للمستقبل لغايات إعطاء نفسه دورا ما، وإنما كان يسجل ملاحظاته في لحظتها، وطريقة التوثيق والتسجيل تعكس ذلك، مضيفا أن قيادة هذا البلد قيادة عربية مستنيرة وشفافة دحضت قبل غيرها بعمق فهمها غايات الحركة الصهيونية، لان الاردن يحمل رسالة تاريخية يسعى الى إنجازها.
وقال الدكتور مهند مبيضين، إن الكتاب قطعة فريدة في تاريخ الاردن في عقد الثمانينات هي إنقاذ من الفوات التاريخي الموجود في المدونات التاريخية الرسمية الاردنية، على مستوى البحوث الجامعية والمذكرات الشخصية، حيث أنه يسجل واقع ويثبت أخرى.
وأضاف، أن الكاتب ابو عودة قدم لنا وثائق مكتوبة ومحاضر لقاءات وتقدير موقف شخصي لعدد من المسائل والاحداث، مشيرا الى أن عمل المؤرخين هنا هو تحويل هذه الوثائق والمحاضر والآراء الى شهادات تغطي الجزء الأكثر اثارة من تاريخية عقد الثمانينات التي غيرت المنطقة لكونه عقد الحروب والسلام.
بدوره، تحدث الكاتب معين الطاهر الذي أدار حفل الإشهار عن ظروف نشر الكتاب الذي جاء بعد أن نشر المركز العربي، عام 2017، كتاب “يوميات عدنان أبو عودة 1970-1988”. وتم التنبيه، في حينه، إلى عدم تواصل اليوميات، مشيرا الى أن عثور أبو عودة على دفاتر ملاحظات صغيرة، وقصاصات ورقية خلال تنفيذ أعمال صيانة المبنى الذي يضم مكتبه ومنزله، نجم عنها كتاب “المستدرك في يوميات عدنان أبو عودة ..” مما استدركه أبو عودة، من آلاف الأوراق والوثائق، انتخب ما اختص منها بالقضية الفلسطينية والعلاقات الأردنية – الفلسطينية.
يشار إلى إن عدنان أبو عودة، من مواليد عام 1933، وشغل مناصب وزارية عدة، وعمل مستشارا للملك الراحل الحسين بن طلال، ورئيسا للديوان الملكي الهاشمي، بين عامي مندوب الأردن لدى الأمم المتحدة، ومستشارا للملك عبد الله الثاني بن الحسين. صدر له عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب: يوميات عدنان أبو عودة (1988-1970) (2018). كما صدر له كتاب بعنوان: إشكاليات السلام في الشرق الأوسط: رؤية من الداخل (2000)، وكتاب آخر باللغة الإنكليزية.
بترا