0020
0020
previous arrow
next arrow

العشيرة والعشائرية

 

وكالة الناس – يخلط كثير من الناس بين هذين المفهومين في حين يوجد اختلاف كبير بينهما فالعشيرة هي مفهوم يشير إلى صلة القربى والدم بين الناس وفي الغالب يمتد المعنى إلى أم وأب ثم زاد النسل حتى تكونت العشيرة، اما العشائرية فهي مفهوم مختلف تماما.

فالعشائرية مفهوم يشير إلى ممارسة وسلوك يتبناة بعض الناس لتحقيق اما مصالح شخصية او مصالح تخدم عشيرة معينة بغض النظر عن عدالة هذا المطلب او كفاءة هذه الفئة من الناس، وقد برز دور العشائرية في الاردن في العقود الأخيرة خصوصا بعد العودة إلى الانتخابات النيابية في نهايات الثمانينيات من القرن الماضي.

تمتد جذور العشيرة في الاردن إلى ما قبل الدولة الاردنية، وقد كان للعشيرة دور فعال ومحوري في نشوء الدولة الاردنية سوءا في مساندة الثورة العربية الكبرى عند قيامها او حماية الدولة الوليدة وحتى هذه اللحظة ويمكن القول أن الاردن دولة عشائرية بامتياز.

هذا وقد كان للعشيرة ادوارا إيجابية أو سلبية في عمر الدولة الاردنية فلا أحد ينكر وقوف العشيرة سدا منيعا في حماية نظام الحكم في أشد اللحظات.

كذلك كانت سببا هاما في كثير من الأحيان في ترسيخ السِلم الاجتماعي وتقوية النسيج الوطني اما من خلال النظام القضائي الرديف والمساند للقضاء المدني، وأما من خلال إحقاق الحقوق لأهلها بأقصر الطرق او من خلال التدخل لمنع تفاقم مشاكل وقضايا ما كان لها ان تحل لولا تدخل العشيرة .. إلا أن مفهوم العشيره قد تولد عنه مفهوم العشائرية.

وهو وللأسف الوجه السئ للقبيلة حيث استخدمت العشيرة لتحقيق مصالح لمجموعة من الناس قد لا تملك الحق او الكفاءة للحصول على مكاسب معينة، ولا أدل على ذلك من حرمان كثير من الأشخاص من الوصول لمجلس النواب على سبيل المثال بالرغم من امتلاكهم الكفاءات أكثر بكثير من أشخاص نجحوا او تبوأو اعلى المناصب لا لشئ إلا لانهم ينتمون للعشيرة الفلانية.

وقد تُشكل العشائرية احيانا وسيلة ضغط على الحكومة لتمرير سياسات معينة او منع بعض القوانين أو السياسات؛ وفي هذا المجال لا ننكر الدور السلبي الذي لعبته العشائرية في حماية بعضا من رموز الفساد لا لشئ إلا لأن هذا الفاسد ينتمي للعشيرة الفلانية.

اخيرا ان العشيرة كمكون اجتماعي تملك من الطاقات وأدوات التغيير الكثير اذا ما تم توجيهها التوجيه الصحيح.

كتب. نمر أبو كف