للأردنيات فقط ..!!
وكالة الناس – السلام عليكن ايتها السيدات الاردنيات، السلام عليكن يا بنات الرجال واخوات الرجال، ايتها الامهات يا سبيلنا الى الجنّات، السلام عليكن يا صلتنا بالله فأنتن الرّحم الذي أشتق من إسم الرحمن، السلام عليكّن يا سترنا في الارض، ويا كرامتنا، ويا عِزّنا وشرفنا الذي نموت دونه، لكُنّ الف تحيه، ودَعواتكّن غاية مبتغانا معشر الرجال.
للاردنيات فقط نقول ونحتسب فيما نقول ان دافعنا نبيل، فلا ننقد ولكننا نشخّص حالة إجتماعية لها اثر فيما يُنسب للاردنيين من “الكشرة”، والتأزّم المستمر، ونعتب عليكّن لاعتقادنا ان مفتاح الحل بين ثناياكّن ايتُها الاردنيات، ونستذكر جدّاتكّن النبطيات في البتراء اللواتي ُكنّ وراء اعظم إنجازات الحضارات الشرقيه، عندما حفزّن رجال الانباط للانجاز التاريخي على ثرى الاردن، فكن بحق نار العظمه ووقودها المستعر وجمرها الذي ما إنطفأ.
اليوم تجرأتُ وبادرتُ الى إظهار العتب عليكّن يا حفيدات النبطيات، فالإنجاز الحضاري الاردني بطيء، لانكّن إنشغلتّن بغير إستنهاض الهمم، بل اسمحّن لي بالتجرؤ لاقول انكّن سبب الترّدي والتراجع والإنشغال بتوافه الامور، انتّن سبب النفسية التي ما انتجت قيمة تذكر، انتّن “المشغولات الفاضيات”، ونحن المشغولون بالهّم الذي تصنعّن، بل إننا بفضلكّن اليائسون البائسون.
الاردني ربما كان كغيره العربي، ولكن العربي لا يرى من نصفه الثاني ما نرى نحن الاردنيون، اما نحن فتُصنع النكات لتُضحك وبطلها “اردنيه”، مليحة السوريه تقبرني، ولطيفه اللبنانيه مو على عيني، هناء المصريه سيدي وتاج راسي… وهكذا العربيات، وانظر الى العنود والنعم منها ومن ابوها ومن عشيرتها، آه ه ه… ولا، كييف لعاد!!!
انا الاردني زعل ابن متعب فإن عصّبت يا ويلي من عشيرتها، ويا سواد ليلي من شيوخ قريتها، ويا نهار اهلي من حق خالها وجدها وعمها، انا متزوج من عشيرة رجال، ممنوع من التعبير عن اي حال، انا الاردني الذي هجر الضحك، وهجر البكاء، وهجر السعاده، او لنقل هجرته السعاده يا اردنيات العشيره، يا عشائر الاردنيات، انا الاردني، انا من بات أرقاً، انا من أَرٍق المبات يا اردنيات.
لكل انثى سر خاص ونعومة تجذب الرجل اليها وتحببه فيها، ولكل امرأة اسلوبها وطريقتها في اظهار انوثتها، ومتى استطاعت المراة ابراز انوثتها اكثر، كانت الاقرب الى قلب زوجها، وبحكم طبيعه حياة الرجل القاسيه، فهو يحب ان يرى امامه زوجة كالوردة في رقتها، وكالحرير في نعومتها، وكالطفل في براءتها، لكي تتوازن لديه القوى، فيُشبع رغبته في رقتها، ويبتعد عن قسوة حياته ليرتمي في احضان انوثتها تدللاً.
الأنوثه يا اردنيّات كلمةَ حلوه، لكن كثيراً منّكن يلتبس عليها معنى الأنوثه ومفهومها، ولمثل هؤلاء نقول: تضـّيع أنوثة الـمـرأة إن علا صوتها .. أو أصبح خـشناً فظاً، وإن أدمنت العـبوس والانفعال، أو تعـاملت بعضـلات مفتولة، أو نطقت لفظاً قبيحاً أو فاحشـاً، أو تخلّت عن الرحمة لكائن ضعيف، أو أدمنت الكراهـية وفـضّلتها عـلى الحـب، أو غلّبت الانتقام على التسامح، أو جهلت متى تـتكلم ..
ومتى تصمـت، أو قصّرت شعرها وأطـالت لسانها.. يقــول الاردني دائماً: أريدها ضعـيفة معي قـوية مع الآخرين، هذه هي الأنثى الحقيقية في نظـر الرجـل الاردني، والرجل يستطيع مساعدة المرأة على الاحتـفاظ بهذه الأنوثة، بأن يحترم ضعف المرأة معه، ولا يستغله، وأن يمنحها القوة بعطـفه وحنانه واحتـرامه، وأن يعلّمها الضعـف الجمـيل، وليـس ضعف الانزواء وفقـدان الثقة.
اظهري انوثتك في كل مكان، وانتهزي لذلك كل فرصه، اذا كنت في المطبخ تظاهري بضعفك وعدم قدرتك على فتح علبه المربى او ما شابه، وفي صوت رقيق قولي له: حبيبي ما قدرت افتح العلبه، ممكن تفتحها؟
أظهري العجز فيما انت واثقه من قدرته على فعله، ولا تتحدينه ليكشف مضطراً عجزه، وهنا تبرز انوثتك.. بامكانك عمل بعض الحركات لابراز انوثتك وطفولتك مثلا بسؤاله عن معنى كلمة الاحزاب.. عن معنى بعض المصطلحات.. حتى لو تعرفين اكثر منه تظاهري كانك تتعلمين منه، انت تظهرين انوثتك وطفولتك.. وهو بسعاده يظهر رجولته وقدرته..
أما ما دمنا نعجز عن فتح علبة المربى وتفتحها النشميه، ونعجز عن حمل الاسطوانه، فتنقلها بنت الاجواد، ونوصف عندها ببرود الحيل، نحني الرؤوس حياءً، ونومق بنظرات الاحتقار لعجز وضعف وانكسار.
نخاف اللطف لانه يقود الى معركه، فمثلاً، إن قلت لها: صباح الخير.. الجواب: خير اكيد بدك شغله.. ثم تتابع ما انا فاضيه، على الله ألحّق على هالعيشه الكردى.. والله ما عرفت هالبيت وعرفت طعم الراحه.. فيأسف المسكين على مبادرته، وتنكسر نفسه، ويذهب مغموماً لعمله، وتبدأ رحلة عذاب الموظفين والزملاء، والانتاج.
يردد الاردنيون كثيراً عيشه كردى، عيشه بتقصّر العمر.. لماذا؟!
إنهن الاردنيات النشميات، حفيدات النبطيات، الشيخات بنات الشيوخ.. واللي مش عاجبه إن شاء الله يدوخ..
إن تمرّد الرجل وهددها بالطلاق.. الجواب يا فكّاك.. إن حاول إستلطافها وهي في حالة عصبيّه.. نفخّت حالها وقالت بصوت مسموع.. ما بجيب الرطل غير رطل ووقيه.. رجال بدها العين الحمرا.. وإن عبّر عن غضبه.. اصبح ملوماً.
لله درّكن يا اردنيّات، فكما قيل وراء كل عظيم إمرأه، ووراء كل نكد إمرأه، ووراء كل بناء وسعاده إمرأه يا ايها الاردنيّات…
كتب. الدكتور/ هاني الفلاحات