صدور كتاب “التطور التاريخي والوظيفي للاستشراق”
وكالة الناس – صدر حديثا عن دار الخليج للنشر كتاب التطور التاريخي والوظيفي للاستشراق للكاتب والباحث الدكتور “فارس عزيز المدرس” في هذا الكتاب: ليس دراسة وصفية للاستشراق، ولا قراءة ببلوغرافية.
هو بحثٌ يشتملُ على أبعادٍ حضاريةٍ وتاريخانية ونقدية مختلفة. وتنبثق فكرتُه مِن نزعة تعرِّف بالاستشراق تعريفاً يتتبّع خطواتِ نموّهِ التاريخي والوظيفي؛ وتفصِل بين طورين منه: طورٌ الاستشراقِ القديم، وطورُ الاستشراقِ الحديث.
وهما طورانِ مختلفانِ؛ لا مِن حيث الزمنِ فحسبُ؛ بل مِن حيثُ الأهدافِ وطبيعة الجهد.
وأتتْ الإفاضةُ في تناولِ طورِ الاستشراق القديم – أيامَ كانت حضارةٌ المسلمين في إوجِّها – مِن فكرةٍ مفادها: أنَّ فهمَ التداخلِ الحضاري بين الأممِ لا يتمّ إلا عِبر معرفةِ تاريخهِ ودوافعِه، وهذا الطورُ غالباً ما تجاهلَه الكتَّاب؛ فترسّخ في أذهانِ الكثيرين أنَّ الاستشراقَ: جهدٌ استكشافيٌّ؛ بدأ مع تنامي قوة أوربا الاستعمارية؛ وهذا أمرٌ مُجافٍ للحقيقة.
وإذْ نتعاملُ مع الاستشراقِ بوصفِه منتَجاً معرفياً خالطَه الكثيرُ مِن الإساءات؛ بجانب ما فيه مِن ايجابيات؛ فعلينا أنْ ننزعَ عن ذهننا أنَّه كله حملاتٌ مُغرضة؛ فهذا أمرٌ قائمٌ بالفعلِ؛ لدى قسم مِن المستشرقين؛ لكننا نطرح هذا المنتج على طاولةِ الفحص، وإننا مَعنيون بفحصِ الأفكار والتصوّرات؛ لا بمحاكمةِ أشخاص بذاتهم.
ويمتدُّ الكتابُ ليتناولَ موضوعاتٍ ترتَّبتْ على منتجاتِ الاستشراق، أو التي حدث بينها وبينه صلاتٌ وتداخل؛ مِن مثل خطابِ الآخر، وصراعِ الحضارات، ثم السلوك السياسي الغربي؛ والذي يمدّه الاستشراقُ بإحالاتٍ نصوصية دعّمتْ مواقفه.
وبعد ذلك يأتي الحديثُ عن أفقٍ سياسية وحضارية نضعها تحت طائلةِ الوصفِ أولاً، ثم النقد؛ مع تِبيان مدى القصورِ في كتاباتنا وحتى قراراتنا تجاه الآخر؛ بفعل سلوكِ هذا الآخر، وبفعل ردودِ أفعالنا التي تعوزها – في كثير من الأحيان – العلميةُ والهدوء.