0020
0020
previous arrow
next arrow

مثقفون عرب يستعيدون إرث الروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني

وكالة الناس –  استعاد أدباء ومثقفون إرث الكاتب والروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، في افتتاح أيام “مؤتمر غسان كنفاني للرواية العربية” الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية في عمان.

ويحمل المؤتمر الذي انطلقت جلساته صباح اليوم الثلاثاء، ويستمر ثلاثة أيام، بمشاركة 40 أديباً عربياً عنوان “فلسطين في الرواية العربية – تحولات في الرؤية والتشكيل”، ويأتي استكمالاً لجلسات المؤتمر الذي عقد الصيف الماضي في رام الله، بمناسبة الذكرى الـ50 لاستشهاد كنفاني.

وفي الجلسة الافتتاحية التي أدارها مدير الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة الفلسطينية الكاتب الفلسطيني عبد السلام العطاري، وشارك فيها مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة، مندوباً عن وزيرة الثقافة هيفاء النجار، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور إبراهيم السعافين، والوكيل العام المساعد لوزير الثقافة الفلسطيني الكاتب الفلسطيني ماهر أبو ريدة.

واستذكر العطاري في افتتاح المؤتمر مناقب الأديب الراحل كنفاني. ملقيا كلمة وزير الثقافة الفلسطيني، التي أشار خلالها إلى أن مناسبة الذكرى الـ50 لرحيل كنفاني، تأتي لتسليط الضوء على ما يمكن للقلم أن يقدمه في سبيل استعادة المجاز واقعاً.

ونوه إلى أن الراحل كنفاني وضع لوحة متكاملة من الفعل الإبداعي المؤسس على شرط إنساني قائم على قوة الفرد في تغير المصير الجماعي.

وفي هذا الإطار، بين أن الفعل الإبداعي هو القوة التي إن لم يتم توظيفها فإن الأمل سينتهي وسيكون حالنا مثل استعارة كنفاني الشهيرة عن أولئك الذين لم يدقوا الخزان.

وأوضح أن الراحل كنفاني آمن بانتصار إرادة الجماعة، كما آمن أكثر في الفرد الإنسان الذي هو مرتكز أي تغير جوهري في جماعته.

من جهته، نوه العياصرة بإبداعات الأديب الراحل كنفاني، الذي ترك منجزاً روائياً مهماً أغنى من خلاله المشهد السردي العربي، ورسخ مفهوم الأدب المقاوم في الابداع الروائي.

وحملت جلسة المؤتمر الأولى عنوان: “فلسطين في أدب غسان كنفاني”، أدارها الناقد محمد شاهين، وتحدث فيها الكتاب والروائيون والنقاد؛ جمال مقابلة، جوخة الحارثي، فخري صالح، محمد عبد القادر ونادية هناوي.

وفي ورقته التي حملت عنوان: “تحولات العائد؛ قراءة في أوديسية فلسطين”، قرأ الدكتور مقابلة تحولات العائد انطلاقاً من رواية غسان كنفاني “عائد إلى حيفا”، ومعها رواية “ما تبقى لكم” المهداة “إلى: “خالد”.. العائد الأول الذي ما يزال يسير”. وربطهما برواية إميل حبيبي “الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” التي قامت على المعارضة الصريحة ما بين العائد والباقي، من خلال اسم البطل سعيد المطابق لاسم سعيد س. لدى غسان كنفاني.

وقال: “من خلال ربط الأعمال الثلاثة السالفة برواية جبرا إبراهبم جبرا “البحث عن وليد مسعود” التي جاءت لتشكل مع سابقاتها رباعية الأوديسية الفلسطينية “ملحمة العودة الفلسطينية”، التي يشترك في كتابتها العلامات الثلاث المؤسسين للرواية الفلسطينية”.

ورأى مقابلة أن أعمال جبرا وحبيبي وكنفاني السابقة تشكل مادة صالحة لبحث مصطلح العائد وثيمة العودة تحديداً، من خلال المعارضة والتناص والقراءة النقدية واستكمال المشروع الروائي لمن خطفته الشهادة في سبيل القضية.

فيما أشارت الحارثي في ورقتها التي حملت عنوان: “فلسطين في التفاصيل الثانوية”، إلى أن هذه الرواية تحمل مأساة فلسطين عبر التفاصيل الثانوية. وبينت أن الرواية تحمل عشرات التفاصيل الثانوية، التي قد لا تبدو مهمة، مشيرة إلى أن مأساة ضياع فلسطين في كل تفاصيل الرواية.

وأكد الناقد صالح في ورقته التي حملت عنوان: “غسان كنفاني: فلسطين بوصفها مجازاً للعالم”، أن سؤال الوجود والهوية، يُشكل قلب عمل غسان كنفاني الروائي.

وقال: “روايات كنفاني، بما تتمتع به من طاقة تجريبية لافتة وبحث في الغنى النوعي للأشكال وقدرة على تجسيد الأفكار والتجارب، تعد تعبيراً خلاقاً عن الحلم الفلسطيني وابتكار الهوية”.

وأضاف: “يستطيع القارئ أن يلاحظ كيف أن تجربة غسان الروائية مرت بتحولات جذرية خلال الفترة الزمنية القصيرة التي عاشها، وكيف أن هذه التجربة، المدهشة في غزارة الإنتاج والتنويع على الأدوات والتقنيات وأشكال الرواية، استطاعت أن ترسم التحولات التاريخية في التجربة الفلسطينية.

وقال عبد القادر في ورقته التي حملت عنوان: “غسان كنفاني وسر الألق الدائم”، إن كنفاني حالة استثنائية ندر مثيلها، فهو مؤسسة وطنية ثقافية سياسية وأخلاقية وفكرية وإنسانية عز نظيرها.

وأضاف: “إذا ما أردنا أن نقترح إجابة مكثفة، وبكلمات قليلة لسر هذا التألق، فنقول أن السر يكمن في قوة التكوين وقوة الفاعلية اللتين تجلتيا في البنية الكنفانية ذاتها”.

واختتمت هناوي الجلسة بورقتها التي حملت عنوان: “سردية الأرض في روايات غسان كنفاني”، قائلة: “في رواية “ما تبقى لكم” تغدو الأرض أنثى تنتقم ممن خانها وتخلى عنها، وهو ما عبر عنه السارد بمشهد الصحراء وهي تتحول إلى وحش مروع، وتغدو الأرض غريبة وبعيدة بالنسبة إلى سعيد بطل رواية “عائد إلى حيفا” كنوع من العتاب وربما المعاقبة على الانهزام”.

وتتواصل يوم غد الأربعاء، فعاليات اليوم الثاني من جلسات المؤتمر، حيث سيناقش المنتدون محاور رواية غسان كنفاني في: “سؤال الهوية والمنفى”، و”عوالم الدستوبيا واليوتوبيا” و”جدلية العلاقة بين الأيديولوجي والفني؛ تكامل أم تضاد؟”.

(بترا – محمود الخطيب)