0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

أمسية لكنعان وضراغمة في منتدى البيت العربي

 وكالة الناس – أقام منتدى البيت العربي الثقافي، وبتنظيم من المهندس صالح الجعافرة وأمينة السر الأديبة ميرنا حتقوة، أمسية شعرية ماتعة وسط بهجة حضور كبير ونخبوي، احياها كل من الشاعرين محمد كنعان وقاسم دراغمة، أدارت الامسية الروائية عنان محروس، حيث استهلت تقديمها بكلمة قالت فيها: الشباب الموهوب من الشعراء، هم الذين نعوّل عليهم مستقبل الشعر. فما ماهية لحظاتنا، لو لم يكن الشعر قوس قزحها؟… فيضٌ من الألوان يتوًج اللحظة باللون الوردي، ويدّجن الدماغ برشوة، تنتهك رعونة القلب. حقٌ مشروع لحلم جميل، يقودنا إلى تهلكة مغرية، فنبعثر الأمل بالتساوي، على كل ممكن، على كل احتمال، وننجو…

ومن ثم قرأ الشاعر قاسم الطوباسي عدة قصائد فاضت بالعبارات الجميلة ومنها قصيدة بعنوان ( السبيل):

كحاديِ الليل إن حارت به السبل
أنا وشوقك والندمان والثمل
شيء توقّد في أحشاءه شغف
أنّى تراه لغير الحبّ يكتمل
لبنت محسنة في الحيّ نعرفها
والبنت من حسنات الأمّ تمتثلُ
إذا يفوح شذاها استوقفت قلمي
إذ القوافي ببيت الشعر تتصل
رهين سود عيون ما تؤرقني
ليلاً و لست بصبح الله أنشغلُ
فرُحت أبغي رضاها أين ما وجدت
والحيّ يسخر: مجنون و منخبل
تبدو مسالمة كالماء إن حضرت
جمّ اللهيب ترى النيران تُؤتكل
جنيّة إن أرادت سحر ذا شنب
يكفيك، إن ضحكت قد علّق الرجلُ
ابن الأبية لا بنت تراودني
لكننها حضرت والرأس مشتمل
قد كنت أحسبها من وهج طلعتها
ملاك موتي فاستقبلت لا وجل
حتى ترائى بنا الواشون إذ علموا
بل ليت شعري بل يا ليتهم جهلوا
كادوا العروس فلم تربو مودتها
إلا ودارت بوجه ملؤه الخجل
يا ليتني مزقت أحشائي إذ
مالت عليّ ودمع العين مكتحل
دارت تغني حروف الشعر أقتلها
“ودع هريرة إن الركب مرتحل”
ولي ابن عمّ يزيح الحزن عن كتفي
سندان قلبي وسيفي إن دنا الأجلُ
رأى بكائي فظنّ الماء أغرقني
حتى تدارك أن ما صابني بللُ
شكوت أنك قد هدمت صومعتي
وقد تبدل حال ما له بدل.

كما ألقى الشاعر محمد كنعان ألحانًا مزهوة من عدة قصائد، ومنها قصيدة بعنوان ( نصفان)
أتيتُ ولي
نصفانِ من هيئةِ النِّصفِ
وشعراً أعودُ الطين في سُمرَةُ الوَصفِ
**
رماديَةٌ أبوابُ مغفرتي ، خطيئتي تحملُ الصوفيَّ في سرِّها المخفي
**
رسولٌ ، وجمرُ الغارِ يطفئُ نفسَهُ
ووحيٌ يلمُ النار ، والنارُ من كفي
**
أراني
أفُكُّ الصدرَّ أخرُجُ شاعِراً
قميصي مدانُ الظهرِ من شهوةَ الحرفِ
**
شعوري يُضيقُ الأرضَ ، صدريَ كعبتي
وسيدةٌ تشكوهُ من كَثرَةِ الطوفِ
**
وقومي أبادوا النورَ قبلَ وصيتي
وقالوا : ثراكَ الآن ، حيا على الرَّفِّ
**
غباري لصحراءٍ سَتَلهَثُ خَلفَها
ظِلالُ فقيرِ الرَّملِ يمحوهُ ذو العصفِ
**
وليدُ المَرايا ، كسرُهُ لغةٌ ولَمْ
أفَتِّشْ بكسرِ الوجهِ عنْ ردَّةِ الخوفِ
**
ولم أكُ يوماً
شاهِدا قطفَ خيبتي
وتفاحتي يا آدمٌ سهلةُ القطفِ
**
أسبِحُ بعدَ الشعرِ مثلَ غمامةٍ
وأهطُلُ من غصنِ المجازِاتِ بالعنفِ
**
ضريرُ وعكازي سيسقُطُ ساخِراً
ومنديلُ هذا الوجهِ مستعصَمُ الكشفِ
**
نزحتُ إلى الدنيا شقياً وهكذا
يراني وصيُّ الحزنُ مِنْ شدة اللطفِ
**
يضيقُ عليَّ العمرُ ، أحمِلُ ظلمَةً
كأني بوصف البيت من فتية الكهفِ
**
وسجني بقيدِ الماءِ بلل ظلٍَهُ
وسجانُ هذا الظلِ أسواطُهُ تكفي

أنا الأرضُ يا أردنُ همُّكَ والِدي
وأمي مِنَ الحِناءِ ، خنساءَةُ الطرفِ
**
تُربي بلاداً همُّها لم يزلْ يُراقُ خلفَ رصاص الغدرِ بالحبِّ والعطفِ
**
أحبُّ بذنبِ التائبينَ قضيتي
كطفلٍ يحبُّ الموتَ ، الموتَ بالقصفِ
**
شهيداً ينادي اللهَ مبتسماً ، وذي ملائكةٌ تبكي ، لولادَةِ النزفِ
**
سيقرأ “ختيارٌ” بأولُ سَطرِهِ
سترجعُ محمولاً بكفارَةِ النصفِ

وفي ختام الأمسية كرّم المهندس صالح الجعافرة يرافقه الشاعر الكبير نزار عوني اللبدي المشاركين