0020
0020
previous arrow
next arrow

البيت العربي يختتم امسياته الشعرية ضمن “إربد عاصمة الثقافة العربية”

وكالة الناس –  استضاف بيت عرار مساء أمس السبت، في مقره بإربد، الأمسية الشعرية الثالثة والختامية لمهرجان الشعر الفصيح لمنتدى البيت العربي الثقافي ضمن مشاركته في فعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية والتي شارك فيها ثلة من الشعراء المتميزين وقام بتقديمهم الأديب جروان المعاني الذي رحب بالحضور والمشاركين بما يليق بهم وبمدينة الثقافة العربية.

وقال بأسلوب أنيق وحرف جميل، هي اربد لا تنام على قلق فهي فاتحة الشام مفصل الروح والانتماء ، نقشت على اليرموك ذاكرة التاريخ فكان عرار
( لي في بيت عرار
قصيدتان وامرأة..
وذكرى
فاكتبِ السطر الأخير
أنتِ كل ما تبقى
حكاية أخر المغيب
بقايا الندم العتيق
فيا ليلاي
أنا الملول أشتري الحياة
بكأس نبيذ
جارحة هي الحقيقة
فأنا لا اشرب
لكنني اريد ان استفيق.

والقى رئيس المنتدى المهندس صالح الجعافرة كلمة شكر فيها وزارة الثقافة ومديرية ثقافة إربد والمكتب التنفيذي وجميع القائمين على هذه الفعالية ورحب بالحضور أجمل ترحيب

وبدورها تحدثت الأديبة ميرنا حتقوة أمين سر البيت العربي ومديرة البرامج والأنشطة فيه ومنسقة الفعالية عن أهمية مشاركة منتدى البيت العربي الثقافي في فعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية ٢٠٢٢ وعن دور المنتديات في إثراء الحراك الثقافي الأردني الهادف والفعال وقدمت شكرها لوزارة الثقافة ومديرية ثقافة إربد والمكتب التنفيذي على التعاون وتقديم التسهيلات و الإجراءات المناسبة وبذل أقصى الجهود لإنجاح مثل تلك الفعاليات

والقى الشعراء مجموعة من قصائدهم البهية التي لاقت اعجاب الحضور وذائقتهم واستهل القراءات الشعرية الشاعر أحمد الدقس الذي أفاض على الحضور بتجلياته وتجربته الأدبية ، فقدم مجموعة بهية من اعذب قصائده ، منها قصيدة بعنوان ( مع عينيك ضدي ) :

دعيني مرةً أشتاقُ وَحدي
فإنّي باذلٌ في الصبرِ جَهدي

دعيني شاردَ الأفكارِ حُزناً
بكفِّي لا بكفِّكِ فوقَ خدّي

يَعُزُّ عليَّ لو أحتالُ مكراً
فتكتشفينَ دون الناسِ قصدي

لمنْ أحصتْ على رئتي شهيقي
لأنَّ زفيرَها من غيرِ عدِّ

فأكذبُ من إجابتِها سؤالي
هنا قلبي ؟ فقالتْ ليسَ عندي

وأخبثُ من تساؤلها سكوتي
أما قد ذقتَ طعمَ الحبِّ بعدي ؟

لماذا تنظرينَ إلى ضلوعي
وماذا منكِ يسكنُ تحتَ جلدي

**********
الشاعر محمد سلام جميعان … مر كنسمة مساء هادئة وألقى فيض إحساسه البهي على الحضور بأسلوبه الهادىء المميز فقال :

يا نَديمي كُنْ كما أنتَ تَشا

سَكَبَ الكأسَ بوجْهي وَمَضى
فَغَدا بُستانُ روحي موحِشا

وإلى عَيْنيَ تَبدو غَيْمةٌ
زادَت الرُّؤيا بِعَيْني غَبَشا

كلُّ حَرْفٍ من حُروفي واضحٌ
كيفَ في مَعْنى كَلامي بَطَشا

بظنونٍ أطْفَأتْ شَمْعَ المُنى
وبماءِ النّارِ حَرْفي رَشْرَشا

يَشْهَدُ اللهُ بِأَنّي لم أَزَلْ
أعْزِفُ اللَّحْنَ رَخيّاً مُنْعِشا

كُلَّما روحي دَنَتْ مِنْ روحِه
زادَ قُرْبُ الرُّوحِ مِنْهُ عَطَشا

سَوْفَ يَبْقى نَبْعُنا مَهْما جرى
دافِقاً ضُوءاً سَرِيّاً مُدْهِشا

*******
الشاعرة أميمة يوسف .. هذا الصوت الأنثوي الذي صال وجال على منابر الشعر في مختلف المناسبات .. قدمت أميمة شلالاً من الشعر النسوي الإبداعي ، فقرأت مجموعة من قصائدها منها :

أشواقُ قلبِكَ بينَ الزّهرِ والمطرِ
لما تأملتُ أغفو أيقظتْ قمري

جاءت تداعبُ شَعري مثلما فعلتْ
أناملُ النّورِ بعدَ اللّيلِ في السّحَرِ

وطافَ حبُّكَ حولَ الرّوحِ يأسرُها
سبعًا من الشّوقِ ما أنداهُ منْ أَثرِ

فراشةُ الوجدِ من عينيكَ موطنُها
حلّتْ على الخدِّ فوقَ الوردِ في خفَرِ

تَراقصَ الرّمشُ حينَ العينُ شاغلَها
خفقُ الجناحِ كرقصِ اللحنِ في الوتَرِ

وحلَّ طيفُكَ في الوجدانِ تؤنسُهُ
دقاتُ قلبي فما أحلاهُ من سمَرِ!

كانتْ سويعاتُ شوقي فيكَ نابضةً
حتى تفاوحَ عطرُ الزّهرِ في الحجَرِ

*********

الشاعر الشاب الواثق من انطلاقته وصعوده منابر الشعر ومعابر القصيدة .. الشاعر محمد كنعان ، أرسل من عميق إحساسه رسائل شعرية رفيعة المستوى .. ناجى بها أغصان الروح وتخوم الاماني وقرأ قصائد عدة … منها :

صلاةٌ بمحرابِ الذاكرة

على شُرفَةِ المعنى وُلِدْتُ بوَحدَتي صَبياً ضَليعَ الشِّعرِ يَذكُرُني غَدي

وَعُكازِيَ المَكسورُ يعذر خطوتي وَيَحْمِلُ جُرحَ المتعبين لِمقعدي

أنا ابنُ وصايا الأبجَديةِ ، والفراغُ يَكسِرُ – في ضَوءِ القَصيدَةِ- أبجَدي

أهزُّ ضَميرَ الطّينِ ، أربَحُ غصنَهُ ، وأُلبِسُ وجهَ الآدميَّ تَفَرهُدي

عَلى جَسَدِ الحَربِ البَطيئةِ لي صَلاةُ أٌمٍّ تُعيدُ المَوتَ بَعدَ تَشَهُّدِ

ولي في بِلادِ المُترَفينَ حَبيبَةٌ صُلِبتُ بِكفّيها وَتُهتُ بِمَشهَدي

ولم أترُكِ الجُرحَ المعتَّقَ ندبَةً وسافَرتُ في صَوتِ الأنينِ بمفرَدي

وقلتُ لِمَكرٍ في النِّساءِ أنا هُنا وإن كانَ فرضُ الشّوقِ يَلعَنُ مَعبَدي

********
الدكتور الشاعر الاكاديمي محمد محاسنة تجلى بقراءاته فأرسل نبض روحه عبر نسيج من الشعر العذب المتسلسل الرقراق … معبراً عن خلجات فؤاده بهذا العبق الشعري الأخاذ .. فقرأ :

من جذوةِ الرَّوحِ صاغَ الشَّعرِ يصنعُهُ
فأمطرَ الأرضَ أخماسًا يوزعُهُ

كم رَقَّ قلبي لقافيةٍ لَكمْ رقصتْ
وحارقُ الشَّوقِ في مَهَلٍ يُلذّعُهُ

كم طوّحَ الشَّعرَ والآهاتُ يرسلها
نغماً يُدِّوخُ، روحُ الكون تسمعُهُ

سطّرتَ شعركَ للعُشاقِ أُمنيَةً
فوقَ القلوبِ وفي الأحداقِ تزرعُهُ

عرارُ والشِّعرُ قد بُعثا على قدرٍ
كأنَّما الشَّعرُ في الدُّينا يُضارعُهُ

كان القريضَ أقاصيصاً مُبعثرةً
حتَّى أَتاكَ على مَهَلٍ تُسبّعُهُ

في عبقرِ الشِّعرِ قَدْ جادتكَ جؤذرةٌ
مُذْ كُنتَ طفلاً مِدادُ الشِّعرِ ترضعُهُ

حتّى سبتكَ بوادِ السَّيرِ جَدّتُها
حوراءُ غَناءُ بالألحاظِ تَصرعُهُ

وفي ختام الأمسية قام المهندس صالح الجعافرة رئيس منتدى البيت العربي الثقافي والمهندسة قمر النابلسي نائب رئيس البيت العربي وعضو مجلس أمانة عمان والأديبة ميرنا حتقوة أمين سر البيت العربي ومديرة البرامج والأنشطة فيه بتكريم الشعراء المشاركين وتقديم درع المنتدى لمدير مديرية ثقافة إربد الذي استلمه نيابة عنه الأستاذ مهند النيني.