0020
0020
previous arrow
next arrow

الأمسية الثانية للبيت العربي ضمن فعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية

وكالة الناس –  نظم منتدى البيت العربي الثقافي في مقره في جبل الحسين مساء الثلاثاء 26/7/2022 ثاني امسياته الشعرية لمهرجان الشعر الفصيح ضمن فعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية شارك فيها كل من الشعراء ؛ هشام عودة ، إسراء حيدر ، وفاء جعبور ، اسلام علقم ، ونضال الرفاعي وأدارتها الأديبة منتهى السفاريني التي قالت في تقديمها:

حروف اللغة وفصاحة الشعر تقف عاجزة أمام جمال إربد وبهاء محياها
دامت لنا بحر شعر تنهل من فيضه الروح قبل القلم
تشرفنا بكم في مهرجان الشعر الفصيح لنحتفي بإربد عاصمةً للثقافة العربية
أهلاً بكم من جديد على جفن تلك الغيمة
التي لطالما أمطرت علينا غيثها الوافر
و أزهرت في رحابها أشعارنا وأورقت كلماتنا
و غدا في ظلالها أصغر أحلامنا حقيقة كبرى
بين جدران هذا البيت تكاتفنا وتآلفنا لنكون أسرة واحدة وزيتونة صامدة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء
أهلاً بكم في بيتكم الثاني
منتدى البيت العربي

وقدم الشعراء مجموعة من نصوصهم الشعرية الاخاذة التي تنوعت بين الوطني والغزل، واستهل القراءة الشاعر نضال الرفاعي الذي القى مجموعة من قصائده بإسلوب شيق، ومنها :

عروسةُ حوران

صَـلَّيـتُ مِـلءَ العين حتى تبردا
وتَـلـوتُ حِـرزًا إذ خَـشيتُ الحُسَّدا
لـمَّـا رأيـتُــكِ والـفُـــؤادُ مُـتَـيَّــمٌ
تَـتَــوضَّـئيـنَ أيـا حَـبيبـةُ بالـنَّــدى
واشـتاقَ هـذا القلبُ يُنقِذُ جَـمرةً
رَقَـدتْ بِجُـبِّ الشوقِ طـفلاً أوحَـدا
يا حِضنَكِ الـوَهَّـابَ دفءَ أميمَةٍ
تَصحـو لطفـلٍ مالَ شـوقًا فاهـتدى
ما ضَلَّ مَن سَمَّاكِ (إربد) للورى
فالبَـدر بُعثِـرَ في الحُـروفِ ليُسعَدا
كعَـروسـةٍ مَــدَّتْ تُخَـضِّـبُ كـفَّها
مِن خَـدِّ حـورانَ الخَصيبِ لتشهَدا
أنْ هــذا سَـهـلٌ بالـدِّمـاءِ مُـلــوَّنٌ
مِـن مَجــدِهِ نَمَـت السَّـنابلُ سُـجَّـدا

وقرأ الشاعر هشام عودة قصائد من دفتر فكره وعميق تجربته ، وتغنى للقدس .. فقال :
القدس مبتدأ الكلام

القدسُ أولُ ما تناثرَ
من شعاعِ الشمسِ
فوق جباهِنا
وهي اختبارُ النارِ
في وضَحِ النهارْ
القدسُ بوصلةُ الهدايةِ للسماءْ
لغةُ الطفولةِ
والكهولةِ
حين ينتشرُ النداءْ
القدسُ تختصرُ العواصمَ كلّها
في لحظةٍ
وتسيّجُ الأقصى بنهرٍ من دماءْ
وهي احتفالُ الأرضِ بالناجين
من سُحُبِ الضلالِ
ومن كهوفِ الأشقياءْ
وهي الصباحُ
يعيدُ للطرقاتِ بهجَتَها
ويحملُها إلى الجدرانِ
ما لَبِثَ الزمانُ هنا
حروفاً من كتابِ الرعدِ
في صلواتها
وهي القصيدةُ وحدَها في المهرجانْ
القدسُ ما كتبَ الشهيدُ على الجدارْ
أو ما تراكمَ من غبارْ
أو ما تناسلَ في الشوارع
من دمارْ

الشاعرة إسراء حيدر محمود عطرت المكان بقصائدها البهية ، ومما قرأته :
الْعُمْر
أَرى الْعُمْرَ باتَ الْمَشْيُ فيهِ بِبَأْدَلَةْ
فَما أَكْثَرَ الْوُرَّادَ يَبْغونَ مَنْهَلَهْ

وَما هِيَ إِلاّ لَمْحَةٌ لِمُؤَمِّلٍ
فَوا حَسْرَتا كانَ الْمَشيبُ مُحَصِّلَةْ

مَضى الْعُمْرُ في نَفْعٍ وَفي طَمَعٍ، فَقُلْ
بِرَبِّكَ هَلْ تُجْدي عِظاتٌ مُؤَجَّلَةْ!!

إِذا عُدَّتِ الأَعْوامُ في سِرِّ بَسْمَةٍ
فَإِنِّي أَراني طَفْلَةً وَمُدَلَّلَةْ

أُبَدِّدُ حُزْناً في الْعُيونِ مُأَرْجَحاً
أَرُدُّ بَلاءَ السِّحْرِ عَنْها بِبَسْمَلَةْ

أُطِلُّ عَلى الْأَعْوامِ وَالرَّوْضُ مُزْهِرٌ
فَآخِرُ هذا الْعُمْرِ أَشْبَهَ أَوَّلَهْ

رَبيعٌ يَروزُ الْوَرْدُ في الْبَوْحِ جَدْوَلَهْ
لَهُ أَرَجٌ لَمْ يَخْبُ، وَالصُّبْحُ قَبَّلَهْ

جَزى اللهُ قَلْباً بِالْمَحَبَّةِ عامِراً
يَفوزُ بِدُنْياهُ، وَرَبُّكَ فَضَّلَهْ

الشاعر اسلام علقم ارسل نبض احساسه من فيض روحه معانقا القصيدة قائلاً :
الشعر منها ولها

مفتونةٌ بالشِّعر لَوَّحَها الهوى
فغدت تُقاسمني الكؤوس وتَثمَلُ

وتلمُّ همسي في دوائر قرطها
لمّا تدلّى راقصا يتهدَّلُ

أخبرتها أنّي حبيس هواجسي
قالت وإنكَ في الهواجس أجملُ

لا تفتعل حسماً يردُّ صبابتي
دعني أطير كما السحاب وأهطِلُ

وبدون أن تدري تمايل جيدها
نحو انتظارٍ يعتليه تعَقّلُ

كانت بضوء البدر تشعل لهفتي
كي لا يغيب عن الصّدود توسّلُ

شعراً ترنّم صمتها وتجسّني
بأنامل امرأةٍ تحيك وتغزِلُ

من ثَغرِها بيت القصيدِ رَشَفْتُهُ
حتى توهّجَ في العروقِ تَفاعُلُ

الشاعرة وفاء جعبور تألقت بإبداعها الشعري وتلاقت مع المعنى العميق والكلمة الأخاذة .. فقرأت :
الأبواب

لو أنّ للأبواب جُرحًا
كانت التفتتْ لنا
لو أنّ فيها لوعة المشتاقِ
أو عطش الطريقِ
إلى بلادٍ
في الغياب تهزّنا
لو أنّ فيها وردةً
أو جمرةً
أو أيّ تأنيثٍ لمعنى الحزنِ
لاتّسعتْ لنا
لكنها الأبوابُ
ليستْ مثلنا !
*
لو أنّ للأبوابِ
شكلاً في القصيدةِ
لا يُغيّره ارتباك النصِ
لو جفلتْ غزالة روحنا

لو أنّ فيها نصف محرابٍ
وبابَ كنيسةٍ
تفضي لنا
ما كانتِ انكسرتْ بنا
*
لو أنّ للأبوابِ صوتًا
أو بكاءً
في الغيابِ يدلنا
لو أنّ فيها ريحَ يوسفَ
إذ تهبّ
على مسافةِ جرحنا
ما كانتِ الأبوابُ يومًا
ضدنا
لكنها الأشجارُ
حين تشيخُ
تركضُ في انسجامٍ
نحونا !

وفي ختام الأمسية قام رئيس منتدى البيت العربي المهندس صالح الجعافرة بمعية امين السر ومديرة البرامج الأديبة ميرنا حتقوة بتكريم المشاركين وتم التقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة .