منتدى البيت العربي الثقافي يحتفي برمز الثقافة العربية 2022 “عرار”
وكالة الناس – أقام منتدى البيت العربي الثقافي وبرعاية رجل الأعمال الأردني محمد أبو رصاع، أمسية شعرية “عرارية” بمناسبة اختيار مصطفى وهبي التل (عرار) رمزا للثقافة العربية لعام 2022، وقد شارك في الأمسية الشعراء: محمد السواعير، محمد سمحان، سعيد يعقوب، د. محمد محاسنة وعلي الفاعوري. وأدار الأمسية الأديب جروان المعاني.
بدأت الأمسية بالسلام الملكي، ثم بكلمة من رئيس منتدى البيت العربي المهندس صالح الجعافرة الذي قال: إننا نجتمع اليوم على قيام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ الكسو، بتكريم شاعر الأردن والوطن العربي الشاعر مصطف وهبي التل عرار رمزا عربيا للثقافة لعام 2022. ويعتبر عرار من أبرز شعراء الأدب العربي والمعاصر وهو رائد من رواد الحركة الثقافية الأردنية، لقد رحل عرار لكن روحه وأعماله باقية فينا نسأل الله تعالى له الرحمة.
وألقى راعي الحفل محمد أبو رصاع كلمة مقتضبة حيا فيه الشاعر عرار مثمنا إبداعه محليا وعربيا، شاكرا للمنتدى إقامة هذه الأمسية، واكد على دور وزارة الثقافة في رعاية المناسبات الثقافية وأن لا تكون الوزارة في أخر سلم أولويات الحومات وأن تكون وزارة سيادية لتقوم بدورها المأمول.
ثم القى الشاعر محمد عبد الرزاق السواعير قصيدة قال فيها: أبا وصفي” لقد شطَّ المَـــــــزارُ.. وقَد ضَاقت بأهليها الدّيـــــــــارُ / فلَا أرضٌ يُعانُقنــــــــا ثرَاهــــــــا.. ولا قَبرٌ بِساكنِهِ نُجــــــــــــــــارُ / وما عادَتْ ” سعاد” تَذوب وجـــداً.. وليس بِذكرِها يوماً “عــــرارُ”/ وما غنّت مِن الماضي عِتابــــــــاً ..ولا حنّت إلى كأس يُــــــــــدارُ/ ففِي رَكْب الغِوايةِ سَيّروهــــــــــا.. وعن أثوابها نُفِضَ الغُبــــــــــارُ/ ومن رَقصاتها بُنيَتْ قصـــــــــورٌ.. وفي ليلاتها سوق ٌ ونـــــــــارُ !! / فأحصنةٌ “تُكدّش” كُلّ يــــــــــــومٍ.. وفي الساحات قَد نهقَ الحِمـارُ !!/ بلادي أصبحَتْ ليستْ بـــــــلادي.. وجاري بالهوى أضناهُ جــــــارُ/ “أبا وصفي” أتوقُ إلى زمـــــــانٍ.. به كان الأعـــــزّةُ والخِيـــــــــارُ.
وألقى الشاعر محمد سمحان قصيدة طويلة (رسالة الى عرار) ومما جاء فيها: يَـا نـَدِيـــــمِي وَمَـــا لـَـدَيْـنـَــا خـَــيَــــارُ.. فـَكِــــــلانـَا مُـعَـــذبٌ يَـا عَــــــرَارُ/ قـَدْ شَـربْــــنـَا هُـمُـــــومَـنـَا فـَسَـكِــرْنـَا.. مِـنْ خـُمُـور ٍمَـا عَـتـَّـقـَتـْهَا (جـِرَارُ) / فِي كـُؤُوسٌ كـَانـَتْ تـُـــدَارُ عَـــلـَيْـــنـَا.. ثـُـــمَّ أمْـسَـتْ عَـلـَى سِــــوَانـَا تـُـدَارُ/ مِـنْ خـَفِـيــفٍ فِـيـهِ الـتـَّفـَاعِـيلُ تـَتـْرَى .. صَافِـــيَاتٍ، مَـزَاجُــــهَـا الأشْـــعَـارُ/ نـَحْـتـَسِـيهـــَـا وَنـَسْـتـَزيــــدُ، وَمَـــــاذا.. قـَدْ يُــزيــــلُ الـُّــدوَارَ إلـَّــا الــدُّوَارُ/
وأضاف: هُـمْ أرَادُوا لـَكَ الـْهَـوَانَ، وَلـَكِـــنْ .. أيْــنْ مِـمَّـا تـَصْبُـــو إلـَيْــهِ الـصَّغـَـــارُ/ كـَيْـفَ يَا مُصْطـَفى وَأنـْـتَ أبـِيٌّ.. يـَتـَدَانـَى مِـنْ مُـرْتـَقـَــــاكَ الـشـَّــــنـَارُ/ لــــلـصَّعَـالِـيـكِ مـَبْــــدَأ وَمَـسَــارٌ.. وَكـَذا أنـْـــتَ :- (مَـبْــــدَأ ٌوَمَـسَـــــــارُ)/ (وَالـْعَـشِـيَّاتُ) أثـْقـَلـَتـْهَا شُـجُـــونٌ.. كـُــلَّ حِـيـــن ٍإذا ذ ُكِــــرْتَ تـُثـَــــــارُ/ لـَمْ يَعُـدْ لِي غـَيْـرُ ادِّكـَاركَ سَـلـْوى.. حِـيـنَ أغـْرَى قـَصِيــدَتِي الادِّكـَــــــارُ/ فـَلـَكَ الـشِّـعْـرُ حِـيـنَ يَـأتِي شَجـــِيّـَا.. كـَالـسَّـوَاقِي وَقـَـدْ شـَــــــدَاهُ الـْهَـزَارُ.
ثم ألقى الشاعر سعيد يعقوب قصيدته التي جاء فيها: لا الكأس تشفيه ولا الأوتار.. قلبٌ تهيج بجانبيه النار/ قد كان بينهما يذيب همومه.. واليوم لا شادٍ ولا خمّار/ وطوى على اليأس المرير فؤاده.. وكساه من نسج القنوط دثار/ ما عاد يغرم بالعيون وسحرها .. أو تستبيه الثيب والأبكار/ ردّت يداه المهر عن طرد الهوى.. وخبت مناه وانتهى المشوار/ وصحا من الحلم المراوغ حين لا.. قضيت منىً أو حقّقت أوطار.
وأضاف: خذني إلى وادي الشتا حيث النّدى.. والعطر والأنسام والنّوار/ خذني إلى رمٍ فشوقي جارف.. أيام لم يرتع به الشطار/
خذني إلى الزمن الجميل لمعشرٍ.. بعيونهم يتفجّر الإصرار / إيه أبا وصفي لقد طال الدّجى.. فمتى يطل على العيون نهار.
ثم ألقى الشاعر د. محمد محاسنة قصيدة قال فيها: أتيتك يا وهبي بملء المدامع أتيتك مرتادا لخير المنابع/ أتيتك والأحلام نشوى تهزني وتروي جناني من لطيف البدائع/ وأمّتكَ أرباب القصيد لتنتشي.. وتصطاد أعلاق البحار الشواسعِ/ فأنت زمان للجمال معتق.. تصاعد في قمم الخلود الطوالعِ/ ترنّم أشعارا وذكرك هزّها كما هز طفل في لذيذ المضاجعِ/ فثار وثارت وارتمى بين هدبها فؤاد تربى في بحور المدامع/ فقر بها قلب المحبين رقة.. وقر بها قلب العصي المقاطعِ/ وأذهلتَ أهل الشعر فالشعر تائهٌ.. تنزّلُ وحيا من طباق سوابعِ/ تآلفتْ الأضداد فيك كأنما أتينك سعيا من دروب شوسعِ/ فصافحت في رغدانَ ألف مبجل.. ولاعبتَ طفلا في زقاق الشوارع/ وأفتين عمرا في الحوانيت هائما .. وأبقيتَ عمرا مع حمام الجوامع.
واختتم الشاعر علي الفاعوري الأمسية بقصيدة قال فيها: أقضُّوا مضجعَ الدُّنيا وثاروا .. يُؤرِّقُ لَيلَهمْ حقٌّ وثارُ/ يَرُّشونَ القصائدَ فوقَ قَبرٍ .. بِهِ سَكَنتْ مواويلٌ كِثارُ/ مواويلٌ عن الناسِ السُّكارى.. وعن “هَبْرٍ” يُجلِّلهُ الوقارُ/ وعن “زُطٍّ” قَضيتَ العُمْر ترجو.. إجارَتَهمْ إذا فينا اسْتَجاروا/ وعن بَلدٍ يموتُ الموتُ فيها.. وعن موتى ستَبكيهِم ديارُ/ عِشِيّاتٍ مَضَينَ ولستُ أدري .. أيَطلعُ بعدَما ذهبَت نهارُ؟/
(بربِّكَ هل ضَمَمتَ إليكَ ليلى).. ولا ليلى تَحِنُّ ولا نُوارُ/ أفِقْ مِن موتِكَ الأبَديِّ يومًا .. لِتنظُرَ كيفَ بهدَلَنا الدُّوارُ/
سُكارى يا عرارُ وليسَ فينا.. أخو أختٍ على دَمِهِ يَغارُ/ ننامُ على الخديعةِ ثمَّ نصحو.. على وَهْمٍ يُزيِّنُهُ اعتذارُ/ ونبتلِعُ الحقيقةَ “أسبرينًا” .. وباسْمِ الصَّبرِ يقتُلُنا انتظارُ/ وأقصى همّنا في الشِّعرِ وضحى .. إذا رضِيَتْ فقد رَضِيَ الكبارُ/
واختتم قصيدته قائلا: أبا الشُّعراءِ ها بلفورُ أوفى .. وغَلَّفَ كُلَّ قريتنا الدَّمارُ/ ومنذُ ذهبتَ والأيّامُ ثكلى.. ولم تَنبُتْ على شَجَرٍ ثِمارُ/ فهل من ليلَةٍ تأتي إلينا.. يُفكُّ بها عن السّيفِ الحِصارُ/ وهل من سامِعٍ إلاّكَ صوتي.. لأطلِقَها: أغِثنا يا عرارُ.
وكان الأديب جروان المعاني قدم الأمسية والشعراء وقرأ بعض نصوصه ومما قرأ: يا أردنيات إن زارني الردى
اغفرن لروحي زلاتها
وقلن
خسرنا الفتى
قد سافر من قبله عرار
ومن بعده بقي الصدى
قد حار الخلقُ فيه
من معان هو
أم من حوران ؟
لا فرق يا أردنيات
وددتُ لو كنت شهيد القدس
أو شهيد الهوى ..!!!
لا فرق عندي فالهوى هو الهوى.
وفي ختام الأمسية قام راعي الحفل محمد أبو رصاع ورئيس المنتدى م. صالح الجعافرة وأمينة السر ميرنا حتقوة بتقديم الدروع التكريمية للشعراء المشاركين ومدير الأمسية.