0020
0020
previous arrow
next arrow

أمسية للشاعر علي الفاعوري في رابطة الكتاب (صور)

وكالة الناس –  أقيمت في رابطة الكتاب الأردنيين مساء السبت ٢٠٢٢/٦/١١ أمسية شعرية للشاعر علي الفاعوري وقام بتقديم الأمسية الشاعر كامل النصيرات عضو الهيئة الإدارية للرابطة.

وبدأ النصيرات التقديم بنصّ شعري يتحدث عن الشاعر علي الفاعوري قال فيه:

مثلُ الناسِ..
لهُ خمسُ أصابعْ
لكنّ الفرقَ الشاسعْ
حين يمشِّطُ شعرَ قصيدتِهِ
يضعُ البُكلةَ عند الأُذنِ
ليخربَ بيتَ السامعْ

ذاتَ نَزقْ
والليلُ يوزِّعُ أرغفةً للفقراءِ
ويعطي مع كلّ رغيفٍ
دمعًا.. ورسائلَ حُبٍّ
وقَلقْ
جلسَ الفاعوريُّ..
شَهقْ
استعرضَ شيبَ الأرضِ
وكيفَ يصيرُ الدربُ المذبوحُ نَفقْ ؟
انتفضت فيه دوالي العمرِ
ومسبحةٌ يتكرّر فيها سبحانَ اللهِ كثيرا
وعرارٌ وحبيبٌ
حطَّ السلطَ على كتفيهِ
ومضى يزرعُ في ماء الصلواتِ قلقْ

يفركُ في عزِّ الظُهرِ
جبينَ الشِّعرِ على عرقٍ
بمناديلِ الوحيِ السكران
فتخرجَ ألفُ امرأةٍ ساحرةٍ:
شُبّيك ولُبّيكَ
تعالَ أُواريكَ
تعالَ أُمسِّج ظَهرَ قصيدتِكَ العذراءِ
تعالَ أدسُّ الشهوةَ في دربِكَ “للجوفةِ”
لكنّك في تلك اللحظة قرفان

حين تسائلُهُ امرأةٌ نارٌ
ما تلكَ بيمينِكَ يا فاعوريُّ
يقولُ : هي السيجارةُ
أكوي فيها شفتيْ امرأةٍ
لا تفهم شعري.. وتراني
لكنّ المأربَ تلو المأربِ يُشقي روحي
فمآربُ سيجارةُ نسواني
عنواني
قد قطّعنَ القلبَ علانيةً
وقميصي بيديّ أُقدّدهُ
من غير شواهدِ علّانِ العلاني
كي لا أدخلَ إلّا سجنَ الشعرِ
أفكّ به تأويلَ أحاديثي
وأصيرُ عزيزَ قصيدة أوطاني

وقد قرأ الفاعوري في الجولة الأولى قصائد عن الوطن تحاكي هموم الناس، والتي لاقت تفاعلاً من جمهور الحاضرين :

على قارعةِ البَلَد
أمُرُّ
تُنادي عليَّ البَلَدْ
تقولُ إتّئدْ
فأجلِسُ أشربُ شايَ النُّعاسِ
الذي قد بَرَدْ
تُفاجأني بالسُّؤالِ:
لِمن كُلُّ هذا الزَّبَدْ؟
لِمن كُلُّ هذا الكلامِ المُغطّى
بِعُشبِ النّساءْ
لِمن كُلُّ هذا الغِناءْ؟
أقولُ لِقلبي الذي لَمْ يَكَدْ!
تقولُ:
على أيّ ريحٍ ستمضي
وقد فرَغَ الصُّبحُ مِن ساكنيهِ
وما مِن أحَدْ

أقولُ:
أُجرّبُ أن أستَعيدَ فَمي مِن كتابِ الجَسَدْ
سأغفو كثيرًا
كفِتيَةِ كَهفٍ على نومِهِمْ يستفيقُ الأبَدْ
إلهي..
كأنَّ الذي قُلتُهُ غيمَةٌ
كأنَّ الذي كُنتُهُ قد فَسَدْ
كأنّي كموسى
ذَهبتُ لأسقي الشّياهَ
ومِن يومِها لَم أعُدْ!

وفي الجولة الثانية طاف الشاعر بأجواء الغزل التي كان متفرِّدًا في صياغة جملتها وله فيها بصمته الخاصّة:

سَيِّدةُ الحَكايا
لِسيّـــــــِدَةٍ تَستبيحُ دَمــــــــي تُقَشِّرُ كالبُرتقـــــــــــالِ فَمي
تُريقُ النُّعاسَ على بابِ بَيتي فَيغْفو الكلامُ علـى مِعْصَمي
لِسَيِّدَةٍ حينَ تَدنـــــو يَداهـــــا تسيلُ سَحابـــاً على مُعْظَمي
تجيء فيخضّرُّ كَرمُ الصَّبايا تغيبُ فلا شيء في الموسِمِ
لِسَيّـــــِدَةٍ حينَ تَلمسُ شِعْري يَصيرُ بِــــأمْرِ الهَوى آدَمي
تُمَوسِقُ خَطوَ النَّوارسِ لَمّــا تَدوسُ كَغَيـمٍ على الأنْجُــــمِ
تُبلِّلُ رَملَ السّنينِ العِجـــافِ وتَصرُخُ بِــــالوَقتِ:لا تَهْرَمِ
لِسيّـــِدَةٍ مِنْ رَمادِ الحَكَايــــا تُضيءُ بِبــــالِ غَدِي المُعْتِمِ
إليها تَفِرُّ الأصـــــــابِعُ لَمّــا يَضيقُ على صَبْرِها خاتَمي
لِسَيّـــــِدةٍ لا تُجيدُ حُضوري إذا جِئْتُ مِنْ بَرْدِهــا أحْتَمي
إليها وَبَعدَ اكْتِمالِ الكَـــــلامِ أصُبُّ بِكأسِ المَسَا زَمْزَمي
لأشْرَبَ أبْيَضَ نِعْنــــاعِهـــا كَطِفلٍ يَشيــــــــخُ وَلَمْ يُفْطَمِ

وبعد ذلك، بدأ الحوار بين الشاعر والجمهور والتي أعلن خلالها الشاعر محمد خضير انحيازه لمشروع الفاعوري الشعري، وتطرّق الحوار إلى خصوصية الجغرافيا في أشعاره وأنه امتداد لعرار وحبيب الزيودي.