0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

الأردني “خالد العمرو”: عزيمة صنعت من معاناة الإعاقة فرصة

 

 

وكالة الناس – يُقال إن «الحياة لا تمنحُ الفرص إلا للراغبين»، فعلى الرغم من إعاقة خلقية، اختار الأردني خالد العمرو، التفرد بمهنة نادرة تحقق له دخلاً يعينه على الحياة والحركة.

العمرو (45 عاماً) يثبت أن الإعاقة ليست عدم القدرة على الإنتاج. وأصبح بفضل عزيمته وإصراره، أول عربي متخصص في تصنيع دراجات هوائية، يدوية الصنع، تساعد ذوي الإعاقة على التنقل والحركة.

التقينا صاحب المشروع في مشغله، في منطقة أبو علندا في العاصمة عمان، واطلعنا على سير العمل فيه، وآلية التصنيع، ومنبع فكرته الرائدة.

يروي العمرو، المصاب بشلل الأطفال منذ الولادة، أنه خلال متابعته أحد الأفلام، شاهد دراجة هوائية مختلفة الصنع والتصميم، فأراد أن يحصل عليها، إلا أن حلم تملكها اصطدم بسعرها المرتفع. ومن هنا ولدت الفكرة.

ويقول: «في عام 2017 بدأت تصنيع الدراجة كوني من ذوي الإعاقة، وأحببت أن تناسب ظرفي الصحي».
بعدها عمل على إنتاج دراجات للأطفال، ولاسيما أطفال الشلل الدماغي ومتلازمة داون، وللراغبين في أن تكون لديهم دراجات بأشكال مختلفة.

ويوضح أن الدراجات التي ينتجها «ذات تصاميم مميزة، وجميعها يدوية الصنع وليست آلية، ولا أدمج قطعاً قديمة في تصنيعها، وإنما مستحدثة يتم تفصيلها بناء على الطلب». ويشير إلى أنه بدأ يصنع منتجاته ويروّج لها «بشكل فردي» قبل أن يعمل على تطوير الفكرة وتحويلها إلى مؤسسة قائمة أطلق عليها اسم «ذئب الأردن» العام الماضي.

ويشرح أنه اختار اسم «ذئب» لمؤسسته، «انطلاقاً مما يحمله هذا الحيوان من صفات الشجاعة والدهاء، ولا يرجع في طريق سار منه»؛ ويلفت إلى أنه تلقى دعماً من الاتحاد الأوروبي «وهي الجهة الوحيدة التي آمنت بموهبتي»، دون أن يكشف قيمة الدعم.

لا تتجاوز مساحة المشغل الذي يعمل فيه العمرو، مع عاملين اثنين، 80 متراً مربعاً. وينتج فيه شهرياً بين 3 و4 دراجات لذوي الإعاقة، واثنتين ثلاثية العجلات لكبار السن، إضافة إلى تصاميم أخرى بعجلات هوائية. ويقول: «قبل المباشرة بالتصنيع لما هو مطلوب، نرسل نموذجاً لصاحب الطلب ليسجل فيه المقاسات والحالة الصحية ومدى استطاعة الأقدام على الحركة. وبعد ذلك يتحوّل الأمر رسماً هندسياً لدراجة تناسب وضعه الصحي».

ويستدرك: «في بعض الحالات، أرجع إلى أطباء متخصصين في التأهيل؛ لمساعدتي على فهم الحالة لتحويل الدراجة إلى وسيلة علاج لمن يستخدمها».؛ أما الأسعار، فيقول إنها «تكاد تكون بسعر التكلفة، وبهامش ربح بسيط جداً، إذ تتراوح بين 240 و300 دينار (388- 422 دولاراً أمريكياً) وهو سعر قليل مقارنة بأسعار مثيلاتها التي يتم استيرادها بقيمة 3 آلاف دولار».

ويتابع: «نتيجة سعرها البسيط، فإن بعض الزبائن يدفع مبالغ إضافية، نستخدمها لمساعدة مريض آخر».
ويردف: «من أكثر الأشياء التي تسعدني عندما يتحدث إلي ولي أمر طفل يعاني من إعاقة، ويكون فرحاً في تحسن طفله بعدما استخدم دراجة من إنتاجي؛ ويكفيك الشعور بأنك إنسان قادر على خدمة فئة أنت تمثلها».
وهو يعتبر أن «الدراجة عبارة عن علاج وظيفي أكثر من كونها وسيلة ترفيهية».

ويشير العمرو إلى أنه يلبي، أيضاً، طلبات هواة الدراجات الهوائية المختلفة التصميم عما هو اعتيادي، محافظاً على ميزتها الأساسية وهي «سلاسة الحركة ومناسبتها لمختلف الفئات والأعمار، وهي تُشعر راكبيها بأنها نارية أكثر منها هوائية»، وفق تعبيره.

وعلى الرغم من فكرته المبتكرة ومشروعه الطموح، لم يجد العمرو دعماً محلياً، فيما تلقى عروضاً خارجية للتصنيع «إلا أنني واجهت إجراءات حكومية معقدة حالت دون ذلك، لكنها لم تثنني عن مواصلة المحاولة».