إضاءات حول تدفق الإبداع في المنجز الأدبي (عابر أحلام)
وطكالة الناس – لقد دفع سامر المعاني الكتاب والأدباء لفتح شهيتهم وشحذ قريحتهم وأقلامهم من خلال منجزه الأدبي الجديد والذي كان موسوما ب “عابر أحلام ” والذي احتفى بتوقيعه قبل أيام بحضور نخبة نوعية من الأدباء والكتاب والنقاد في محافظة اربد.
فكان للعديد من الكتاب والنقاد فرصة الدخول إلى دهاليز وممرات الكتاب ليدلوا بدلوهم في إبراز جمالياته.
كتب الأديب والناقد محمد الحراكي في قراءته لمجموعة المعاني القصصية: “أن التركيز كان في حقول إبداعية كثيرة شكلت باقات ورد من طاقة جمالية آسرة، وصور فنية مبتكرة، من خلال تجاربه الحياتية التي حملت المشاعر الإنسانية العالية في ذاته المتدفقة بالمحبة والجمال وعاطفته الجياشة الصادقة وفيض وجدانه وأشجان أحلامه”.
وقد تشبعت حروفه بهاء اللغة وعطر حدائقها وتغاريد بلابله، ولم يقطف لنا الصور والمعاني إلا من أدبنا وقيمنا؛ وقد تنقلت مقتطفاته مابين العشق والمحبة والشوق والأرض والوطن و الهجر والغياب، فجاءت ساحرة البيان نقية اللغة عذبة النغم رهيفة الشجن”.
أما الأديب والكاتب عبد المجيد جرادات فقد كتب بحق كتاب المعاني أنه”.
يُستدل من قراءة المجموعة القصصية” (عابر أحلام) للأديب سامر المعاني والتي صدرت حديثاً عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ، أننا أمام جهد إبداعي متميّز، حرص من خلاله القاص المعاني على أن يعرض نماذج مختلفة من القضايا الإجتماعية ببعض تناقضاتها والمظاهر الحياتية المتنوعة والمواقف الإنسانية، معتمداً على الالتزام بأبرز معايير ومتطلبات القصة القصيرة والتي تشمل الاختزال والتكثيف والإيجاز والمفارقة، ومستعيناً في العديد من النصوص بتوظيف الرمزية والكوميديا الهادفة”.
أما الأديبة والفنانة التشكيلية رولا العمري فقد رسمت قراءتها للمجموعة القصصية بالإشارة إلى أن كتاب عابر أحلام للقاص والأديب سامر المعاني احتوى على عدة محطات من الحياة، منها ما جاء على هيئة قصة ومضة، ومنها قصص قصيرة اقترب القاص فيها من قلوب الكثيرين وعبر عن مشاعر دفينة ربما قد امتلكها في زمن مضى، وربما لا تزال للآن تزود مخيلته بالكثير من الصور التي غذت قصصه.
تناول المعاني في قصصه الواقعية تارة؛ و الخيال والشاعرية تارة أخرى، وفي بعض النصوص أخذ القارئ معه في رحلة مشوقة لتدهشة الخاتمة و يقتنص المشهد ويرسمه باحتراف لتقدم لنا لوحات أقل ما يقال فيها أنها متعددة القراءات والتأويلات و المشاعر المختلطة التي وضعها الكاتب في جل نصوصه ليتسنى لنا قراءة القصص من عدة جوانب و عدة رؤى لتستفز المخيلة ليعيد المتلقي القراءة بلا ملل بل يحاول أن يكتشف في كل مرة شعاعا جديدا يزيد النصوص عمقا وإضاءة.
وكان للدكتور محمود الشلبي نظرة أخرى في زاوية رؤيته للكتاب حيث كتب:
“يختصرُ سامر المعاني في مجموعتهِ القصصيةِ الجديدةِ (ثلاثونَ حلقةً) المسافةَ بين النثرِ والشعرِ وهو يختزلُ الحدثَ ويكثِّفُ اللغةَ بشكلِ شذراتٍ، أحياناً يؤنسها فِعلُ المجاز، حيث يتجاوزُ حدودَ اللغةِ المُعجميّةِ المباشرةِ إلى آفاقِ لغة داخل لغة، لعلها لغةُ الحياةِ اليومية، التي تمنحُ النص حيويةً وواقعيةً وقدرةً جمالية على التعبيرِ عن الفكر، باعتبار اللغة فكرا”.
للكاتبة والأدبية جملا ملحم أيضا نصيب من طرح فكرتها بمجموعة المعاني القصصية حيث سلطت الضوء على الخطوط العريضة للمواضيع التي ركز عليها الكاتب وعلى طريقة السرد الممتعة التي اعتمدها في توصيل فكرة قصصه، حيث كان يستمد عناوينه من الواقع المعاش, و يمنح القارئ فرصة التعرف إلى تفاصيل المشاهد الإجتماعية بطريقة تأسر العقل، فلا ينفك يطرح النهايات والتوقعات لجميع تلك المشاهد ليتفاجأ بما أراده الكاتب من إيصال الرسالة في نهايات القصة.
وقد كان لكل من الدكتورة إيمان العمري والأديبة ليندا عبيد والدكتور الأديب محمد مشة والكاتبة شاهيناز الفقي صولاتهم وجولاتهم على صهوة كتاب عابر أحلام.
(الدستور)