أردني يفوز بجائزة البوكر العالمية عن روايته “دفاتر الوراق”
وكالة الناس – حقق الروائي الأردني المبدع جلال برجس انجازا عربيا كبيرا بفوزه بجائزة البوكر العالمية بنسختها العربية عن رائعته “دفاتر الوراق”.
وكانت الرواية التي صدرت في أكثر من طبعة، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، قبل تسعة أشهر، ووصلت للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) 2021، وجدت مقروئية عالية ومتابعة نقدية وإعلامية. فيما سترى النسخة الصوتية من الرواية النور قريباً بالتعاون مع موقع (نيل وفرات. كوم).
وتتميز الرواية التي جاءت في 368 صفحة من القطع المتوسط، بتقنيات لافتة ولغة مميزة، حيث توزعت أماكن أحداثها بين عَمان ومأدبا وموسكو.
تتكئ الرواية على حكايات تُروى من خلال عدد من الدفاتر، في إطار زمني يقع بين عامي 1947 و 2019، عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني البعض الآخر أزمة مجهولي النسب، ويقاسي آخرون عدم انتمائهم إلى عائلات كبيرة.
وتتقاطع مصائر الشخصيات ببعضها فتبرز قيمة البيت الذي حمل رمز الوطن، مقابل أكثر من شكل للخراب، فيما تمثل الشخصية المحورية في الرواية؛ ورَّاق مثقف وقارئ نهم للروايات، إلى درجة أن تتلبسه شخصية أي رواية تقنعه، ويتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ليعيش صراعًا بين صوتين في داخله: واحد مُحرض على ارتكاب عدد من الجرائم حيال واقع لم يمنحه حقه في العيش، والثاني يقف بوجهه متكئًا على محمول معرفي عميق.
وتكشف الرواية عن أزمة الإنسان في زمن ملتبس سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا، وتضيء على ما يمكن أن يمنى به الإنسان نفسيًا جراء غياب العدالة الاجتماعية، وما يمكن أن تفرزه من فقر وتطرف، وتحيل القارئ إلى تساؤل، وتفكر بمن سينتصر على الآخر في حلبة الصراع، وكيف تتشابك حكايات الرواية ببعضها لتؤدي إلى مقولة رئيسية مفادها: إن الخوف حتمًا سيؤدي إلى الخراب.
يذكر أن جلال برجس شاعر وروائي أردني من مواليد 1970، وصدر له العديد من الاعمال الادبية ومنها في الشعر؛ “كأي غصن على شجرة”،و” قمر بلا منازل” وفي القصة: “الزلازل” الحائزة على جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع، وفي أدب المكان “شبابيك مادبا تحرس القدس”.
ونال عن روايته “مقصلة الحالم” جائزة رفقة دودين للإبداع السردي 4، وعن روايته “أفاعي النار” (في فئة الرواية غير المنشورة) جائزة كتارا للرواية العربية 2015، وأصدرتها هيئة الجائزة في العام 2016 ووصلت روايته “سيدات الحواس الخمس” إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019.
كما يذكر أن القائمة القصيرة للجائزة هذا العام شملت روايات «دفاتر الوراق» للأردنى جلال برجس و«الاشتياق إلى الجارة» للتونسى الحبيب السالمى و«الملف 42» للمغربى عبد المجيد سباطة و«عين حمورابي» للجزائرى عبد اللطيف ولد عبد الله و«نازلة دار الأكابر» للتونسية أميرة غنيم و«وشم الطائر» للعراقية دنيا ميخائيل.
وتلقت الجائزة فى دورتها الرابعة عشرة 121 عملا روائيا من 13 دولة قبل أن تعلن لجنة تحكيم القائمة الطويلة وضمت 16 عملا، وتشكلت لجنة التحكيم برئاسة الشاعر والكاتب اللبنانى شوقى بزيع وعضوية كل من المترجمة اللبنانية صفاء جبران والمترجم المغربى محمد آيت حنا والكاتب اليمنى على المقرى والإعلامية الإماراتية عائشة سلطان.
تأسست الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2007 وترعاها «مؤسسة جائزة البوكر» فى لندن وتمولها دائرة الثقافة والسياحة فى أبوظبي، تُمنح الجائزة في مجال الرواية حصرًا، ويتم ترشيح قائمة طويلة يستخلص منها قائمة نهائية «قصيرة» من ست روايات لتتنافس فيما بينها على الجائزة. وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار لكل رواية من الروايات الستة ضمن القائمة القصيرة.